

هاي كورة – في وقتٍ لا يبقى فيه أي رياضي في القمة إلى الأبد، يُصرّ البولندي روبرت ليفاندوفسكي على كسر هذه القاعدة، مقدمًا نموذجًا نادرًا للثبات والمرونة البيولوجية.
فمع اقتراب انطلاق موسمه الرابع بقميص برشلونة، لا تزال أرقامه تتحدث عن نفسها، وتضعه في مكانة خاصة بين الهدافين التاريخيين.
ووفقًا لما نشرته صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية، فقد سجل ليفاندوفسكي منذ انضمامه إلى برشلونة قادمًا من بايرن ميونخ في صيف 2022، 101 هدف رسمي في ثلاثة مواسم، من بينها 42 هدفًا في الموسم الماضي فقط، وهو في عمر 36 عامًا و9 أشهر و3 أيام.
أرقام يصعب تطبيعها أو تجاهلها، خاصة أنها جاءت في سياق تنافسي عالٍ.
وفي ظل تلك المعطيات، لم يتردد برشلونة في تمديد عقد مهاجمه البولندي حتى عام 2026، بعدما أثبت أنه صفقة ناجحة بكل المقاييس، حيث لا يزال حاضرًا بقوة في صراع الهدافين، إذ أنهى موسم الليغا 2024-2025 في المركز الثاني على سلم الهدافين برصيد 27 هدفًا، متخلفًا بفارق ضئيل عن كيليان مبابي (31 هدفًا).
ولدى مقارنته بأبرز المهاجمين المتقدمين في السن في تاريخ الدوريات الأوروبية الكبرى، يتفوق ليفاندوفسكي بشكل لافت.
فعدد أهدافه في الموسم المنصرم (27 هدفًا في 34 مباراة) يتجاوز ما سجله كل من:
الإيطالي لوكا توني (22 هدفًا مع فيورنتينا موسم 2014-2015 بعمر 38 عامًا).
الكرواتي فابيو كوالياريلا (26 هدفًا مع سامبدوريا موسم 2018-2019).
فيرينك بوشكاش (20 هدفًا مع ريال مدريد موسم 1963-1964 بعمر 37 عامًا).
أما على صعيد مقارنته مع هدافي الجيل الحالي، فقد تفوق ليفاندوفسكي على أسماء لامعة مثل:
هاري كين (41 هدفًا مع بايرن)
محمد صلاح (34 هدفًا مع ليفربول)
أنتي بوديمير (24 هدفًا مع أوساسونا)
إدين دجيكو (21 هدفًا مع فنربخشة)
وبيير-إيميريك أوباميانغ (21 هدفًا مع القادسية).
ومع اقترابه من عامه السابع والثلاثين، لا يبدو أن ليفاندوفسكي ينوي التوقف، بل يؤكد مجددًا أن العمر مجرد رقم، وأن العطاء داخل الملعب يُقاس بما يقدمه اللاعب، لا بما يُكتب في جواز سفره.
صفقة الـ45 مليون يورو التي أبرمها برشلونة قبل ثلاث سنوات، أصبحت اليوم واحدة من أكثر الصفقات فاعلية وإقناعًا في السنوات الأخيرة.