“الثأر”.. سر احتفال شاكيري وتشاكا برمز النسر بعد تسجيلهما في صربيا
شاكيري و تشاكا اللاعبين السويسريين، واللذين لهما أصول ألبانية، آثارا حالة من الجدل بطريقة احتفالهما عقب تسجيل كل منهما هدفًا فى مرمى صربيا في اللقاء الذي جمع المنتخبين أمس، الجمعة ، ضمن منافسات الجولة الثانية في المجموعة الخامسة ببطولة كأس العالم روسيا 2018، ويرجع ذلك بسبب أبعادها السياسية.
تفاصيل المباراة
وكان قد تأخرت سويسرا بهدف صربي مبكر، ثم قادها تشاكا وشاكيري لقلب النتيجة وتحقيق أول انتصاراتها في كأس العالم 2018، لتتعلق آمالها في بلوغ الدور الثاني من البطولة. وبعد تسجيلهما للهدفين الغاليين، احتفل اللاعبان بتشبيك أيديهما، وتحريكهما بطريقة تشبه طيران طائرٍ ما.
وفى الواقع كانت هذه الاحتفالية مقصودة، وكان من ورائها هدفٌ سياسي؛ إذ ينحدر تشاكا و شاكيري من أصول ألبانية – كوسوفية، وينتميان إلى عائلتين مهاجرتين عانتا طويلاً من قمع الصرب في يوجوسلافيا السابقة ، حركة يديهما جاءت كنايةً عن الصقر الذي يزيّن علم ألبانيا، والتي ينتمي معظم سكّان كوسوفا إليها. ما دفع رئيس كوسوفو هاشم تاتشاي لتهنئة النجمين ذوي الأصول الكوسوفية، بالانتصار ذو البعد السياسي.
و يذكر انه لم تستقل كوسوفو التي ترجع أصول 92% من مواطنيها إلى ألبانيا، عن صربيا إلا قبل 10 أعوام، إذ خاضت حرب استقلال دامية ضد يوجوسلافيا بدأت في العام 1990 وانتهت في العام 2000 بحصولها على الحكم الذاتي، قبل أن يقرر مواطنوها الانفصال كلياً عن صربياً في العام 2008.
قصة أليمة لعائلة تشاكا دفعتة لمحاولة الثأر خلال المباراة
وترسبت فكرة الثأر لدى تشاكا نتيجة ماضى أليم شكل نفسية لاعب آرسنال الإنجليزي غرانيت تشاكا وأشعل نيران الغضب بداخله، ومن العجيب أن يتمكن هذا اللاعب الشاب من روايتها لأنه لا يمكن الحديث عنها بسهولة. فعلى غرار والده رجب الذي أمضى 3 سنوات ونصف كسجين سياسي في يوغوسلافيا السابقة، لا يعد تشاكا من نوعية الرجال الذين يهربون أو يخافون من التحديات والمشاكل التي تواجههم. يقول تشاكا (25 عاماً)، إنه “على حد علمي، كانت الأشهر الأولى التي قضاها والدي في السجن على ما يرام، ثم بدأ يتعرض للضرب بعد ذلك”.
وكانت “جريمة” والد تشاكا هي المشاركة في مظاهرات ضد الحكومة المركزية الشيوعية في بلغراد عاصمة صربيا في العام 1986،وتم القاء القبض علية وحبسة لمدة 3سنوات ، سجن خلالها مع 4 رجال بزنزانة واحدة ولم يكن يسمح لهم بالخروج سوى عشر دقائق يوميا.
تشاكا يؤكد ولاؤة لسويسرا ويتبعة شاكيري
ويؤكد تشاكا ولاؤة لسويسرا لأنها هي التي منحته العديد من الفرص واحتراف كرة القدم، لكنه لا يستطيع أن ينسى جذوره الألبانية – الكوسوفية التي لا تزال موجودة بداخله حتى وهو يعيش في العاصمة البريطانية لندن وفِي مونديال روسيا .
وشاركة الولاء زميله شيردان شاكيري الذى احتفل بتسجيل هدفه الثاني أيضاً بنفس الطريقة، بل أيضاً ظهر وهو يرتدي حذاء عليه علم سويسرا وآخر ألبانيا، نظرا للأهمية السياسية للمباراة.