الفنان التشكيلي البريطاني ذو الأصل الهنغاري (فيليب دي لازلو)
الفنان التشكيلي البريطاني ذو الأصل الهنغاري (فيليب دي لازلو)
القاهرة – بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي السبت 15 نوفمبر 2025, 05:50 صباحا
في فندق المتروبول (Le Metropole Hotel) بالإسكندرية شاهدت عددا من لوحات تشكيلية بديعة أعرف بعضها، ولم أعرف أكثرها! غير أنني أخذت بلوحة لم أرها، أو أسمع عنها، من قبل، وهي بورتريه للمرحوم الملك فاروق وهو طفل صغير، وأبديت إعجابي لصديق إسكندراني مهتم بالفن والموسيقى ويعد ناقدا لهذين الفنين، فأفادني عن كتاب صدر سنة 2010 مؤلفه (داف هارت ديفس) تناول سيرة هذا الفنان، ومنه عرفت أن اسمه التشكيلي – Philip Alexius de László فيليب دي لازلو) وأن حياته امتدت من (1869 حتى 1937) وهو لعائلة هنغارية متواضعة في بودابست، وتواصل نجاحه في الفن التشكيلي، ليصبح أبرز رسامي البورتريه في بريطانيا خلال القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين.
ابرز رسامي البورتريه في القن التاسع عشر
وتميّزت أعماله بأسلوبها الواقعي الدقيق الذي وصلنا جمعا باقتدار بين الحس الكلاسيكي والدقة النفسية في تصوير الشخصيات. وأنه رسم ما يقرب من 3000 لوحة بورتريه، بما في ذلك لوحات للعديد من الملوك والملكات، وأربعة رؤساء أميركيين، وعدد لا يُحصى من أفراد النبلاء الأوروبيين. ولم يسبق لأي رسام أنتج هذا العدد الكبير من الشخصيات البارزة والتاريخية؟
تميز بما أضافه لفن (البورتريهات)
والملفت أنه لم تُنشر عنه أي سيرة ذاتية له منذ عام 1939، وأن السيرة الواردة في الكتاب الذي أشرنا إليه، تستند إلى حياته معتمدة على مواد لم تُستخدم من قبل من أرشيف وإرث العائلة الذي يضم أكثر من 15000 وثيقة، أتيحت للمؤلف فوصل إليها بشكل غير مسبوق، فأصبحت تؤكد الأهمية الجوهرية لفنه وتُعيد وضعه في مكانته اللائقة إلى جانب معاصريه العظماء مثل (جون سينغر سارجنت) والسير (جون لافيري)، و(جيوفاني بولديني). ذلك لما أضافه لفن (البورتريهات) الذي تميز به.
براع في تصوير الملامح الإنسانية والملابس الفخمة
وتقول المصادر إنه درس الفن في الأكاديمية القومية للفنون في (بودابست)، ثم واصل دراسته في ميونخ وباريس. وابتدأ مسيرته برسم صور لأفراد من الطبقة الوسطى، ثم ذاع صيته سريعًا بين الملوك والنبلاء الأوروبيين بفضل براعته في تصوير الملامح الإنسانية والملابس الفخمة.
وظف الضوء واللون لإبراز الشخصية والمكانة الاجتماعية لذوي الصور
وبزواجه من السيدة لوسي غينيس (Lucy Guinness)، وهي من عائلة مصرفية أيرلندية ثرية، وانتقاله للعيش في لندن تأسست سمعته الدولية. وكان من بين من رسمهم: الملك إدوارد السابع ملك بريطانيا والملكة ماري والقيصر فيلهلم الثاني (ألمانيا) والبابا بيوس العاشر والرئيس الأميركي تيودور روزفلت.. وعدد لا يحصى من الأرستقراطيين والسياسيين والعلماء والفنانين الأوروبيين منهم مثلما ذكرنا الطفل الأمير فاروق الذي أصبح ملك مصر، وأصبح آخر كبار رسامي البورتريه قبل أن ينتصر التصوير الفوتوغرافي، وظل متميزا بأسلوبه في باستخدام ضربات فرشاة حرّة ومضيئة، تُظهر نسيج القماش والبشرة بواقعية نابضة بالحياة، موظفا الضوء واللون لإبراز الشخصية والمكانة الاجتماعية لذوي الصور.
كاد أن يعدم!
ولعلها من مغبات الشهرة خلال الصراعات والحروب الدولية، تعرض خلال الحرب العالمية الأولى، للشك في ولائه لبريطانيا بسبب أصوله المجرية، واعتُقل لفترة قصيرة بتهمة «التعامل مع العدو»، لكنه بُرئ لاحقًا. استمر في الرسم حتى وفاته عام 1937.

