العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة يفتح آفاقاً لمواجهة اضطرابات غير سرطانية
أكد العالم الألماني البروفيسور الدكتور هاينريخ سيجنشميدت، المتخصص في العلاج الإشعاعي للأمراض الحميدة، مؤسس ورئيس المجموعة التعاونية الألمانية للعلاج الإشعاعي للاضطرابات الحميدة، أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة يتيح خيارات علاجية متقدمة للتعامل مع الاضطرابات غير السرطانية، موضحاً أنه يختلف عن العلاج الإشعاعي للأورام، إذ يعمل على تحفيز الخلايا لمواجهة الالتهابات أو فرط التكاثر.
وأوضح، في تصريح صحفي على هامش مشاركته في “مؤتمر الإمارات الـ13 للأورام” الذي انطلقت أعماله اليوم في أبوظبي، أن الالتهابات قد تصيب المفاصل أو الأوتار، بينما يظهر فرط التكاثر في حالات الجُدَر (الكيلويد)، وهي ندبات سميكة تنمو بشكل مفرط بعد شفاء الجروح، ويمكن السيطرة عليها بفاعلية باستخدام الإشعاع.
وأشار سيجنشميدت إلى أن التقدم في العمر يزيد من الاضطرابات التنكسية بعد سن الخمسين، فيما يتعرض الشباب من ممارسي الرياضات مثل “التنس” و”الجري” لالتهاب اللفافة أو التهاب الأوتار، وهي حالات يبرع العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة في السيطرة عليها.
ولفت إلى انخفاض نسب الإصابة باضطرابي انقباض دوبويترين وليدرهوس في الدول العربية، مقابل ارتفاع حالات الكيلويد الناتجة عن تضخم الندبات بعد العمليات، مؤكداً أن الاعتماد على الجراحة وحدها يؤدي إلى نسب نكس تصل إلى 80-90%، بينما تنخفض إلى 10-20% عند دمج العلاج الإشعاعي مباشرة بعد الجراحة.
وتحدث أيضا عن حالة تكوّن العظم المفرط خارج المفاصل (Heterotopic Ossification)، التي تصيب 10-15% من المرضى بعد استبدال مفصل الورك أو الركبة، خصوصاً كبار السن ومرضى السمنة، موضحا أن الوقاية قد تصل إلى 90% باستخدام جلسة إشعاعية واحدة عالية الجرعة مقارنة بالأدوية التقليدية، التي تُعطى أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وكشف العالم الألماني عن تقدم طبي في مجال الدماغ، إذ أثبتت الدراسات أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة قد يحدث فارقاً كبيراً في علاج مرض ألزهايمر، إلى جانب استخدام جرعات عالية دقيقة لعلاج تسرّع البطين القاتل عبر استهداف البؤرة غير المروية وتحقيق استجابة مباشرة، موضحا أن شبكة طبية جديدة تتشكل خارج الإطار الأورامي التقليدي، تضم اختصاصيي أمراض القلب وأطباء العلاج الإشعاعي، ما يؤكد اتساع نطاق هذا التوجّه العلاجي المتطور.
