خطف الأجانب يتحول إلى مصدر تمويل للجهاديين في مالي.. و50 مليون دولار فدية لشيخ إماراتي
خطف الأجانب يتحول إلى مصدر تمويل للجهاديين في مالي.. و50 مليون دولار فدية لشيخ إماراتي
القاهرة – بوابة الوسط الخميس 13 نوفمبر 2025, 03:18 مساء
تلقّى جهاديون على صلة بتنظيم القاعدة الساعي للإطاحة بالحكومة المالية وفرض الشريعة، 50 مليون دولار على الأقل لقاء إطلاق شيخ إماراتي قبل أسبوعين.
وبالإضافة إلى الحصار على الوقود، جعلت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من خطف الأجانب الأثرياء مقابل فديات أساسا لاستراتيجيتها القائمة على «الجهاد الاقتصادي»، وفق وكالة «فرانس برس».
تخويف المستثمرين
ويتمثّل هدف الجماعة بإطاحة المجلس العسكري الذي حاول جاهدا منذ توليه السلطة بعد انقلابين في 2020 و2021، السيطرة على التمرّد المتواصل منذ عقد في مالي؛ حيث تسعى في هذا السياق لتخويف المستثمرين والتسبب بشلل في اقتصاد الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
وهددت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» في يونيو 2025 باستهداف أي أعمال تجارية أو صناعات متمركزة في مالي، إضافة إلى أي شركة تتعامل تجاريا مع الحكومة المالية دون «إذنها».
خطف الأجانب
ومنذ ذلك الحين، قامت الجماعة التي تأمل بترسيخ وضعها كالقوة الأكبر بين الجماعات الجهادية التي تتوسع في المنطقة باتّجاه سواحل المحيط الأطلسي، بتنفيذ ما توعّدت به.
وهاجمت الجماعة وأحرقت ناقلات تحمل الوقود الضروري لمالي من سواحل السنغال أو ساحل العاج ومصانع ومناجم على حد سواء، وخطفت أجانب أكثر من أي وقت مضى.
وقال المحلل الكبير المتخصص في شؤون غرب إفريقيا لدى منظمة «أكليد» لمراقبة النزاعات هيني نسايبة: «بين مايو وتشرين أكتوبر 2025، خُطف حوالى 22 مواطنا أجنبيا، أي ما يعادل تقريبا ضعف العدد القياسي البالغ 13 في العام 2022».
وأضاف نسايبة: «من بين الضحايا صينيون وهنود ومصريون وإماراتيون وإيرانيون، إضافة إلى صربي وكرواتي بوسني»، بحسب «فرانس برس».
فدية الـ50 مليون دولار
طلبت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» فدية قيمتها 50 مليون دولار بعدما خطفت أحد أفراد أسرة حاكمة في الإمارات كان يعمل في تجارة الذهب قرب العاصمة باماكو في 26 سبتمبر، بحسب مصدر مطلع على المفاوضات ومصدر أمني مالي آخر.
كما خُطف اثنان من شركائه التجاريين، هما إيراني وباكستاني، وجرى تحويل أول دفعة قدرها 400 مليون فرنك إفريقي (أكثر من 700 ألف دولار) إلى الجهاديين مقابل الحصول على دليل على أن الرهائن على قيد الحياة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المفاوضات.
– الجيش الفرنسي يعلن مقتل قيادي جزائري بتنظيم القاعدة في مالي
– مقتل قيادي بارز بتنظيم القاعدة في مالي
– فرنسا تقتل قياديين بالقاعدة في مالي
وأضاف المصدر أن «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» أطلقت بعد ذلك المخطفوين الثلاثة في نهاية أكتوبر لقاء فدية قدرها 50 مليون دولار على الأقل».
وقال نسايبة: إن «المبلغ يشكّل أعلى فدية يعرف عنها في المنطقة ويمثّل دفعة مالية كبيرة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين».
اتفاق مذهل
لم تتضح الجهة التي دفعت الفدية؛ لكن مصدرا أمنيا في مالي أكد صحة المبلغ، قائلا: إن «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ضمنت كذلك الإفراج عن حوالى ثلاثين من سجنائها المحتجزين لدى أجهزة الاستخبارات المالية».
وأضاف المصدر: «جرى أيضا إطلاق جنود ماليين في عملية التبادل ذاتها؛ إنه اتفاق مذهل لجهة حجمه والجهات المشاركة فيه، خصوصا في إطار السياق الحالي».
ويقول الباحث لدى «مركز سياسات الجنوب الجديد» رضا لياموري: «ستسمح الفدية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بالمحافظة على مستواها الحالي من الانخراط العسكري، بما في ذلك الحصار الاقتصادي لباماكو، لمدة طويلة».
خزينة الحرب
يقول لياموري: إن «غنيمة كهذه لا يمكن إلا أن تعزز طموحات جماعة نصرة والإسلام والمسلمين للتوسع وتأسيس حضور دائم لها في الساحل ودول إفريقيا الساحلية».
من جهته، قال المحلل لدى «معهد المشروع الأميركي» ليام كار: «هذه الأموال ستساعد الجماعة في الحصول على مزيد الأسلحة على غرار المسيّرات التجارية والمتفجرات والأسلحة الصغيرة إلى جانب دفع رواتب المقاتلين».
وما زالت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحتجز عددا من الرهائن، سيؤدي حصولها على فدية مقابل إطلاقهم إلى تضخم خزينتها الحربية، وفق «فرانس برس».
إنتاج الذهب
تجري معظم عمليات الخطف في غرب البلاد؛ حيث يتم تعدين حوالى 80% من إنتاج الذهب في مالي، بحسب «مركز صوفان» الاستشاري.
وخُطف 11 مواطنا صينيا على الأقل في غرب مالي في هجمات على سبعة مواقع صناعية، ستة منها تديرها شركات صينية، بحسب «معهد المشروع الأميركي» للأبحاث.
خطف خمسة هنود
والأسبوع الماضي، خُطف خمسة هنود يعملون في شركة للطاقة ومصري في المنطقة ذاتها.
يقول كار: إن «استهداف المواطنين الأجانب يؤدي إلى هروب الاستثمارات الأجنبية ويقوّض مصدرا مهما للعائدات بالنسبة للمجلس العسكري المالي، لا سيما في قطاع التعدين».
ومع فرض جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قبضتها، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قبل أسبوعين سحب جميع الموظفين غير الأساسيين من مالي، حيث حضّت العديد من السفارات مواطنيها على مغادرة البلاد.
