مسيّرات مشبوهة تثير مخاوف بلجيكا من استهداف روسي

يشكل رصد تحليق طائرات مسيّرة مشبوهة بالقرب من قواعد عسكرية ومطارات، وحتى من محطة طاقة نووية، تحديا ضاغطا على السلطات البلجيكية، ويعزز المخاوف من استهداف روسي لهذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.

وتزايدت البلاغات عن رصد مسيّرات في أجواء بلجيكا منذ أول تقرير في مطلع أكتوبر 2025 فوق معسكر إلسنبورن العسكري، في أعقاب حوادث مماثلة في دول عدة من بينها ألمانيا والدنمارك، وفق وكالة «فرانس برس».

محاولات تدخل أو تجسس
واشتد القلق في بلجيكا عندما أدى تحليق ليلي لمسيّرات إلى تعطيل حركة الطيران في عدة ليال على التوالي، متسببا بإلغاء عشرات الرحلات الجوية في 4 و5 نوفمبر الجاري في مطار بروكسل-زافينتيم، الأكبر في البلاد.

وأعلنت النيابة العامة الفدرالية الأربعاء أنها تحقق في 17 حادثة لمسيّرات متفاوتة الأحجام في مختلف أنحاء بلجيكا، يُحتمل أن تكون مرتبطة بمحاولات تدخل أو تجسس أو زعزعة استقرار.

وأقرّت النيابة العامة أنه «من الصعوبة بمكان غالبا التمييز بين ما إذا كان وراء تحليق المسيّرة مجرد فرد من السكان المحليين يرتكب مخالفة للقواعد المرعية الإجراء، أو محاولة من جهة في دولة أخرى لزعزعة الاستقرار».

عمل منسّق
أما الحكومة البلجيكية فرأت أنه عمل منسّق «من الواضح أن وراءه دولة»، لكنها امتنعت عن توجيه أصابع الاتهام رسميا إلى روسيا، مع أن كل الترجيحات تشير إليها، بحسب «فرانس برس».

– اجتماع طارئ للحكومة البلجيكية بعد تحليق مسيَّرات في أجواء البلاد
– الدنمارك تحظر تحليق المسيّرات المدنية هذا الأسبوع بسبب القمة الأوروبية
– روته: «ناتو» يتعامل بجدية بالغة مع تحليق المسيرات في الدنمارك

ومن جملة الأسباب التي تجعل بلجيكا تحديدا عرضة للاستهداف في هذه المرحلة، أنها مقر لعدد من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وكذلك لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

مؤسسة «يوروكلير» المالية
ويناقش الاتحاد الأوروبي منذ سبتمبر 2025 منح قرض جديد بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، باستخدام أصول مجمدة عائدة للبنك المركزي الروسي، يُحتفظ بجزء كبير منها في مؤسسة «يوروكلير» المالية في بروكسل ببلجيكا.

وحتى قبل ظهور المسيّرات، نبّه رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر إلى أن استخدام الأصول المودعة لدى «يوروكلير» قد يثير غضب روسيا ضد بلده.

لا تلمسوا الأصول
بعد التحليق المتكرر لمسيرات فوق مواقع بلجيكية حساسة، ربط وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأمر مباشرة بمسألة الأصول الروسية المودعة في بلجيكا.

ورأى بيستوريوس أن تحرّكات هذه المسيّرات توجه رسالة مفادها «لا تفكروا حتى في لمس الأصول»، مضيفا: «لا يوجد تفسير آخر. جميعنا ندرك هذا، والبلجيكيون يدركونه أيضا».

دعم لوجستي
وتلقت الحكومة البلجيكية قبل أسبوع دعما لوجستيا من جيوش ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بهدف تعزيز قدراتها على التصدّي لهذه المسيرات.

ونال وزير الدفاع ثيو فرانكن موافقة على صرف مبلغ 50 مليون يورو (أكثر من 58 مليون دولار) بشكل طارئ لشراء أسلحة وأنظمة دفاع جوي مختلفة، وهي «دفعة أولى في إطار خطة شاملة لمكافحة الطائرات المسيّرة تُقدر بنصف مليار يورو (أي أكثر من 580 مليون دولار»، وفق مكتبه.