الولايات المتحدة تسك آخر «بنس» في تاريخها.. وتنهي رحلة نقدية استمرت أكثر من 200 عام

سكت الولايات المتحدة الأربعاء آخر قطعة نقود معدنية من فئة البنس، أي السنت الواحد، نظرا إلى أن تكلفة إنتاجها تتجاوز قيمتها الإسمية.

وأعلنت دار سكّ العملة الأميركية في بيان أنه «لن يجري طرح أي بنسات جديدة بعد الآن للتداول»، منهية بذلك تاريخا من الإنتاج دام 232 عاما، وفق وكالة «فرانس برس».

وقالت: إن «البنس أدى دورا مهما في الحياة اليومية للأميركيين، منذ بدايات النظام الاقتصادي إلى اليوم، لكن العوامل الاقتصادية والصناعية، إضافة إلى تغير سلوك المستهلك، جعلت إنتاجه غير قابل للاستمرار».

ارتفاع تكلفة الإنتاج
وأضافت دار سكّ العملة أن «تكلفة إنتاج كل بنس ارتفعت على مدار العقد الفائت من 1.42 سنت إلى 3.69 سنتات».

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير 2025 إلى وقف إنتاج هذه العملة المعدنية، بهدف خفض الإنفاق العام.

– ترامب يعلن فرض رسوم بنسبة 25% على الشاحنات المستوردة من أول نوفمبر

وقال ترامب: «فلنتخلص من الهدر في موازنة أمتنا العظيمة، حتى لو كان بنسا بنسا».

هواة جمع العملات
وأوضحت الدار أنها تعتزم سكّ البنسات في المستقبل، ولكن فقط كقطع لهواة جمع العملات.

وسبق لدول أخرى أن أوقفت إنتاج القطع النقدية الصغرى الشبيهة بالبنس، مثل كندا المجاورة التي أوقفت القطع النقدية الصغيرة في العام 2012، لأسباب تتعلق أيضا بالتكلفة والتقادم.

رمزية تتجاوز القيمة
في العام 1793، كانت هذه العملة تشتري قطعة خبز أو شمعة أو حلوى، أما اليوم فهي تُركن في الأدراج أو تجمع في أوعية زجاجية وتُنسى.

وعلى الرغم من قيمتها الزهيدة، ما زال كثيرون يرون في عملة «البنس» رمزا يتجاوز البعد الاقتصادي، فقد عبر كثيرون عن حنينهم لها ذلك أنهم يعتبرونها جالبة للحظ أو جزءا من التراث الأميركي.

سجل بصري للهوية الأميركية
وبالنسبة لجامعي العملات والمؤرخين، يمثل البنس سجلا بصريا لهوية الولايات المتحدة على مدى أكثر من 200 عام؛ حيث يقول أستاذ التاريخ المتقاعد في جامعة هيوستن فرانك هولت: «لقد نقشنا على تلك القطعة النقدية الصغيرة شعاراتنا وهويتنا، وقررنا من هم الأشخاص الذين يستحقون أن نخلدهم؛ فهي تعكس سياستنا وديننا وفنّنا وصورتنا عن أنفسنا، ومثلنا وطموحاتنا».