أنقرة تلجأ إلى طرابلس بعد انزعاجها من اتفاقات أثينا العسكرية مع الولايات المتحدة

قالت جريدة يونانية، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يكثف جهوده الدبلوماسية مع ليبيا وسورية، سعيًا إلى بعث الاتفاقات المعلقة ردًا على تحركات أثينا.

وأوردت جريدة «غريك سيتي تايمز» اليوم الثلاثاء، أنباء عن تحديث الجيش اليوناني – من خلال برنامج «أجندة 2030» – وعقد صفقات ضخمة تزيد قيمتها على 30 مليار يورو والتي تعزز دور أثينا كمركز للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ما أثار رد فعل غير مسبوق في أنقرة.

وقرأت الجريدة حجم التوتر السائد في الدولة المجاورة من محتوى التقارير الإعلامية التركية الأخيرة، التي تتابع التعزيز المنهجي لـ«الآلة» العسكرية اليونانية.

اتفاقات أثينا العسكرية مع الولايات المتحدة
وعززت اليونان قواتها الجوية بمقاتلات «رافال» الفرنسية الصنع، وقامت بتحديث 84 طائرة من طراز «إف-16»، وتنتظر أول طائرات «إف-35» وتطلب من الولايات المتحدة، من خلال برنامج «إيدا»، دبابات «أبرامز»، ومدافع هاوتزر «بالادين»، وناقلات جند مدرعة «برادلي»، ومركبات «همفي» ذات العجلات، وقوارب دورية لخفر السواحل، وطائرات بدون طيار، وما يصل إلى 30 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز «أباتشي».

من جانبها، ركزت جريدة «حريت» التركية على قطاع الطاقة والتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي اتهم تركيا، بالعمل كـ«باب خلفي» لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.

– هل تنجح المبادرة اليونانية في ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها مع ليبيا وتركيا؟
– تضم ليبيا.. «كاثمريني»: واشنطن تسعى إلى عقد محادثات رباعية في شرق المتوسط
– على الرغم من معارضة ليبيا.. اليونان تمنح 4 مناطق بحرية في «المتوسط» لتحالف «شيفرون»
– اليونان تقترح مبادرة للتعاون الإقليمي مع ليبيا ومصر وتركيا وقبرص

وبحسب ما أوردته الجريدة، أكد ميتسوتاكيس أن هدف أثينا هو جعل اليونان بوابة الطاقة الجديدة لأوروبا، من خلال مشاريع الغاز الطبيعي المسال المدعومة من الولايات المتحدة، مشددًا على أنه «يجب حظر الغاز الطبيعي الروسي في أقرب وقت ممكن في أوروبا».

اتفاقات أنقرة وطرابلس لم يجر تفعيلها بعد
يشار إلى أنه بعد ساعات قليلة من توقيع اتفاقات الطاقة الرئيسية بين اليونان والولايات المتحدة في أثينا أجرى إردوغان بعد ظهر الجمعة محادثة هاتفية مع رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، بشأن – كما جرى الإعلان عنه رسميًا – البحث والحفر المحتمل في المناطق البحرية الليبية.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن اتفاقات أنقرة وطرابلس لم يجر تفعيلها بعد، إلا أن توقيت إعادة تفعيل أجندة الطاقة من الجانب التركي يُفسر على أنه محاولة للرد على تحركات أثينا بهدف إرسال «رسالة موازية» إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وفق تعبير الجريدة اليونانية.

في الوقت نفسه، تواصل أنقرة لعب لعبة جيوسياسية صعبة، مشيرًا المصدر إلى زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للبيت الأبيض، بينما كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موجودًا أيضًا في واشنطن، حيث يُجري اتصالات مهمة، ربما مع نظيره الأميركي ماركو روبيو بشأن غزة، ووقف إطلاق النار، والقوات الكردية في سورية.