الذكاء الصناعي يواجه التغيرات المناخية في «كوب 30» وسط مخاوف من آثاره البيئية
الذكاء الصناعي يواجه التغيرات المناخية في «كوب 30» وسط مخاوف من آثاره البيئية
القاهرة – بوابة الوسط الأربعاء 12 نوفمبر 2025, 10:52 صباحا
مع ارتفاع حرارة الأرض، يناقش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) والمنعقد في البرازيل حتى 21 نوفمبر الجاري، دور الذكاء الصناعي في التكيف مع تغير المناخ، من خلال أنظمة الري الذكية والتنبؤ بالفيضانات وحرارة الأرض.
ومع ذلك، يحذر خبراء من الأثر البيئي لمراكز البيانات الضخمة التي تدعم هذه التقنيات، بما في ذلك استهلاك الطاقة والمياه والأراضي والمعادن.
ويساعد الذكاء الصناعي المزارعين على التنبؤ بالجفاف وإدارة المحاصيل، لكن تأثيره البيئي عبر مراكز البيانات الضخمة يثير القلق، وفق تقرير نشرته الأمم المتحدة في صفحتها عبر «فيسبوك».
الذكاء الصناعي
وعلى الرغم من أن الذكاء الصناعي ليس جزءا من المفاوضات الرسمية في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في البرازيل، إلا أنه مدرج في خطة العمل؛ حيث تعمل حكومة البرازيل على تسجيل أمثلة ناجحة حول كيفية دعم الذكاء الصناعي للتكيف مع تغير المناخ، وهو جهد تحاكيه دول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة.
وأحد الأمثلة على ذلك نموذج قدمته جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، حيث طورت ونفذت الباحثة أليسا لوانغراث نظام ري قائم على الذكاء الصناعي في مقاطعة سافاناخيت، وهي منطقة زراعية رئيسية في لاو تواجه نقصا حادا في المياه وتأثيرات مناخية.
وفازت لوانغراث بجائزة«الذكاء الصناعي من أجل العمل المناخي للعام 2025، والمقدمة من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
تقول المديرة التنفيذية للمؤتمر آنا توني: «ناقشنا الابتكارات التكنولوجية التي من شأنها تسريع حلول المناخ، بما فيها أنظمة الإنذار بالفيضانات وأقمار رصد الميثان، وكفاءة الطاقة».
تقول لوانغراث في تصريحات لموقع الأمم المتحدة على «فيسبوك»: إن «النظام الذي طورته يدمج أجهزة استشعار رطوبة التربة، وأجهزة رصد المياه الجوفية، والبيانات الجوية مع تحليلات مدعومة بالذكاء الصناعي».
– البرازيل تطلق صندوقًا لحماية الغابات خلال مؤتمر«كوب 30»
– 50 من قادة العالم يجتمعون في الأمازون لمواجهة أزمة المناخ
– تحذير أممي من مسار كارثي يسلكه العالم مناخيا قبيل «كوب 30»
وتعالج التقنية المعلومات المتعلقة بالتنبؤ بظروف الأرض، وتوافر المياه، ومخاطر الفيضانات أو ارتفاع درجات الحرارة؛ حيث يتلقى المزارعون تحديثات لحظية من خلال تطبيق على الهاتف المحمول، مما يسمح لهم بتخطيط دورات الزراعة والري بكفاءة أكبر.
وتأمل لوانغراث أن تساعد مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بناء شراكات لنقل هذا الابتكار إلى بلدان ومجتمعات أخرى معرضة لصدمات المناخ.
التغلب على الحرارة
وأطلق المشاركون في «كوب 30» مبادرة لـ«التغلب على الحرارة» من خلال الاستعانة بالذكاء الصناعي، وهي جهد مشترك بين رئاسة البرازيل للمؤتمر وتحالف التبريد التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتشجع هذه المبادرة على التبريد المستدام، مما يمكن الناس من الحصول على التبريد وتكييف الهواء خلال موجات الحر دون توليد انبعاثات إضافية تسبب الاحتباس الحراري.
ويجمع التبريد المستدام بين كفاءة الطاقة والتصميم السلبي في التبريد والحلول القائمة على الطبيعة والتقنيات النظيفة لتقليل كل من استخدام الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
تحذيرات مضادة
في المقابل، يدق الخبراء ناقوس الخطر بشأن الآثار البيئية المترتبة على التوسع في استخدام الذكاء الصناعي، وفق الأمم المتحدة.
تقول منسقة الاتصالات والحقوق الرقمية في «معهد الدفاع عن المستهلك» في البرازيل لوا كروز: إن «الأنشطة الرقمية اليومية، بما فيها استخدام الهاتف المحمول والتفاعلات عبر الإنترنت، تعتمد على مراكز تخزين بيانات ضخمة».
وأضافت: «تستهلك هذه المرافق كميات هائلة من الطاقة والمياه للتبريد، وتشغل مساحات شاسعة من الأراضي، وتتطلب استخراج كميات كبيرة من المعادن لمكوناتها الإلكترونية».
تنظيم بيئي محدود
وتحذر كروز من أن «عديد مراكز البيانات تتجاهل الحدود الكوكبية، وتسعى إلى مواقع ذات تنظيم بيئي محدود وإعفاءات ضريبية سخية».
ويعنى «معهد الدفاع عن المستهلك» في البرازيل حاليا بقضيتين قانونيتين؛ إحداهما تتعلق بمركز بيانات منصة «تيك توك» مُخطط إنشاؤه في منطقة كاوكايا بولاية سيارا، بالقرب من أراضي السكان الأصليين في البرازيل. والأخرى تتعلق بمنشأة مقترحة في مدينة إلدورادو دو سول، في ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية، وهي مدينة غمرتها المياه بنسبة تزيد عن 80% بعد فيضانات العام الماضي المدمرة.
