انطلاق محاكمة سعودي معاد للإسلام متهم بتنفيذ عملية دهس في ألمانيا
انطلاق محاكمة سعودي معاد للإسلام متهم بتنفيذ عملية دهس في ألمانيا
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 10 نوفمبر 2025, 03:53 مساء
انطلقت الإثنين في ماغدبورغ، محاكمة طبيب سعودي معاد للإسلام يشتبه في تنفيذه عملية دهس لحشد في سوق لعيد الميلاد قبل نحو أحد عشر شهرا في المدينة الواقعة شرق ألمانيا.
ستسعى المحكمة في جلسات تمتد لأكثر من أربعة أشهر، للكشف عن دوافع طالب جواد العبد المحسن (51 عاما)، وهو لاجئ ذو سيرة غير مألوفة، إذ عبّر في مواقع التواصل عن دعمه لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، وعدائه للإسلام والحكومة الألمانية، بحسب وكالة «فرانس برس».
وعند بدء المحاكمة، رفع المتهم ذو اللحية الطويلة مبتسما جهاز كمبيوتر عليه تاريخ «سبتمبر 2026».
بناء قاعة ضخمة
ولم يُقدّم أي تفسير لذلك، لكنّ سبتمبر 2026 هو الشهر الذي ستُجرى فيه الانتخابات الإقليمية في ولاية ساكسونيا أنهالت، حيث تقع ماغدبورغ، والتي تُظهر استطلاعات رأي تفوق حزب البديل من أجل ألمانيا فيها.
ويُتهم المحسن بقتل ستة أشخاص والشروع في قتل 338 شخصا.
وأثار هذا الهجوم الذي وقع خلال موسم الأعياد، جدلا بشأن الهجرة والأمن خلال الانتخابات البرلمانية في فبراير الماضي، عقب سلسلة هجمات طعن ارتكب بعضها أجانب.
واستلزمت المحاكمة المنعقدة في ماغدبورغ، بناء قاعة ضخمة هي عبارة عن منشأة موقتة تتسع لمئات المشاركين في الجلسات.
وبحسب لائحة الاتهام، يواجه المتهم عقوبة السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المبكر عنه.
ومساء 20 ديسمبر، صدم هذا الطبيب النفسي بسيارة كان يقودها حشدا متجمعا في سوق لعيد الميلاد في المدينة القريبة من برلين. أسفر الهجوم عن مقتل طفل في التاسعة وخمس نساء تتراوح أعمارهن بين 45 و75 عاما.
وتركز لائحة الاتهام على الطابع «الغادر» للهجوم، إذ استُخدمت فيه سيارة كسلاح، وعلى «الدوافع الدنيئة» للمشتبه فيه الذي خطط بمفرده للهجوم على مدى أسابيع عدة.
آراء متناقضة ومنشورات معادية للدين الإسلامي
وبحسب المحققين، كان هدفه قتل «أكبر عدد ممكن من الناس».
ورجحوا أن يكون الرجل تصرّف بدافع «الإحباط»، نتيجة «نزاع مدني وفشل عدة شكاوى جنائية» تقدم بها.
بعد وصوله إلى ألمانيا عام 2006، كان معروفا لدى السلطات وغُرِّم لتهديداته بارتكاب جرائم.
كان المتهم يكتب عبر مواقع التواصل آراء متناقضة ومنشورات معادية للدين الإسلامي الذي ابتعد عنه، وتصريحات تنطوي على نظريات مؤامرة يروّج لها اليمين المتطرف، لا سيما في ما يتعلق بـ«أسلمة» أوروبا.
وفي يناير، قالت وزيرة الداخلية آنذاك نانسي فايزر إنّ دافع المشتبه به هو «معاداة الإسلام بشدة»، مشيرة إلى تأثره بـ«ايديولوجيات اليمين المتطرف».
كما انتقد العبد المحسن ما اعتبره نقصا في دعم السلطات الألمانية المسؤولة عن منح اللجوء للاجئين السعوديين.
ثغرات أمنية محيطة بسوق عيد الميلاد
وستنظر المحاكمة أيضا في الثغرات الأمنية المحيطة بسوق عيد الميلاد، والتي جرى تعزيزها بشكل كبير في ألمانيا بعد الهجوم الجهادي العنيف في ديسمبر 2016 في برلين والذي أودى بحياة اثني عشر شخصا.
وهذا العام، ألغت بعض المدن هذا التقليد نظرا إلى تكاليف الإجراءات الأمنية.
وتقول الناطقة باسم وزارة الداخلية سارة فروهاوف الجمعة «لا شك أن السلطات الأمنية تولي أسواق عيد الميلاد اهتماما خاصا».
وتؤكد بيرغيت لانغ، وهي موظفة تبلغ 57 عاما، التقت بها في شوارع المدينة «سنواصل ارتياد سوق عيد الميلاد. إذا اختبأنا جميعا، فذلك لن يفيد أحدا».
وزادت مأساة ماغدبورغ من الضغط على المستشار الألماني آنذاك أولاف شولتز، في وقت كانت فيه ألمانيا في حالة تأهب تحسبا لهجمات خلال الحملة الانتخابية.
وعقد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف تجمّعا جماهيريا في المدينة بعد ثلاثة أيام من الحادثة، قبل أن يحقق فوزا تاريخيا إذ حلّ ثانيا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير.
وبحسب المحكمة، من المقرر عقد 45 جلسة استماع حتى مارس، بمشاركة مئات الأطراف المدنية والمحامين والصحفيين والمواطنين.
