شقيقتان من أصحاب الهمم تكتشفان موهبتهما في «الروح الإيجابية» بشرطة دبي
دبي (الاتحاد)
في قصة مُلهمة تُجسد روح العزيمة والإصرار، استطاعت الشقيقتان سارة عبدالله «19 عاماً» ووردة عبدالله «17 عاماً» أن تنتقلا من ساحات العمل التطوعي إلى منصات التتويج العالمية، عبر مسيرة استثنائية في رياضة البارا تايكوندو، وبدعم مباشر من «الروح الإيجابية» في شرطة دبي.
بدأت رحلتهما عام 2018، حين انخرطتا في الأعمال التطوعية للفعاليات والمبادرات المُجتمعية التي تُنظمها «الروح الإيجابية»، إضافة إلى مشاركتهما الفاعلة في يوم العلم والملتقيات الوطنية في مقر القيادة العامة لشرطة دبي، ليتم اختيارهما لاحقاً «سفراء أمان» في مجلس سفراء الأمان بشرطة دبي.
وتُوّجت هذه المسيرة بمشاركة في بطولة العالم الأولى للبارا تايكوندو، والتي أُقيمت في مملكة البحرين العام الماضي 2024، وأحرزت فيها وردة المركز الثاني وحصلت على الميدالية الفضية، فيما فازت سارة بالمركز الثالث وتقلدت الميدالية البرونزية، في إنجاز هو الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات في هذا المجال.
كما تُوّجتا بالمركز الأول في بطولة الشرطة العربية الأولى للبارا تايكوندو، إلى جانب مشاركتهما الفاعلة في بطولة الإمارات المفتوحة لثلاثة مواسم متتالية.
وقالت فاطمة بوحجير، رئيس مجلس الروح الإيجابية بشرطة دبي، إن «الروح الإيجابية»، تهدف إلى تعزيز التواصل بين شرطة دبي وأفراد المجتمع بمختلف شرائحه في إطار مجتمعي رياضي توعوي، إلى جانب ترسيخ قيم التسامح والتلاحم بين الأفراد نظراً للتنوع الثقافي والفكري بين الجاليات المُقيمة في دبي.
وأضافت: «حققت «الروح الإيجابية» نتائج استثنائية وبارزة في المجتمع، فتمكّنت من تعزيز التوعية بين الجاليات وفي المناطق السكنية، بشأن الخدمات الأمنية والمرورية والجنائية، والالتزام بالقوانين، وقنوات التواصل، إلى جانب تعزيز الوعي بالتوجهات الحكومية في المجالات الرياضية والمجتمعية والعمل التطوعي، واستقطاب المواهب وتنميتها ودعمها، وهو ما حدث مع الشقيقتين سارة ووردة عبد الله، حيث تطوعتا مع الروح الإيجابية في العديد من المبادرات والفعاليات والبرامج، واكتشفنا موهبتهما في رياضة البارا تايكوندو، وكانت هذه بداية انطلاق مسيرتهما نحو البطولات ومنصات التتويج».
بدوره، قال المدرب والدولي والخبير عبد القدوس إسحاق، عضو مجلس الروح الإيجابية، ومدرب معتمد لأصحاب الهمم: «خلال مشاركتهما في الروح الإيجابية، اكتشفنا موهبتهما الرياضية المتميزة في مجال البارا تايكوندو، وذلك عبر مشاركتهما في مبادرات التأهيل بالبارا تايكواندو، وعبر مشاركتهما ضمن مبادرة تدريب الـ 10000 متدرب تايكواندو حول العالم، التي نظمتها شرطة دبي بالتعاون مع الاتحاد الدولي والعربي والإماراتي للتايكوندو، وتم ترشيحهما للمشاركة في دورة المدربين الآسيوية».
وأعربت الشقيقتان عن سعادتهما بهذه النجاحات، وبالدعم اللامحدود الذي تلقتاه من أسرتهما ومن شرطة دبي ومجلس الروح الإيجابية، حتى تمكنتا من التوفيق بين الدراسة، والتدريب، والعمل التطوعي، الأمر الذي عزّز ثقتهما بأنفسهما، ومهّد الطريق أمامهما للتميز.
تطمح الشقيقتان إلى تمثيل الإمارات في البطولات العالمية القادمة، والمساهمة في نشر رياضة الباراتايكوندو بين أصحاب الهمم، ليصبحا مصدر إلهام لجيل جديد من الرياضيين الإماراتيين.
تسعى سارة إلى الانتهاء من دراستها الجامعية والحصول على شهادة البكالوريوس في تخصص علم النفس، داعية الله عز وجل أن يوفقها لمزيد من التطوع، والتدريب العملي في شرطة دبي والانضمام لكادر شرطة دبي مستقبلاً.
في حين تسعى وردة إلى إنهاء مسيرتها الدراسية والحصول على شهادة في هندسة الطيران والفضاء، راجيةً من الله أن تتمكّن من توظيف ما تعلمته في خدمة الوطن، والمساهمة في العمل التطوعي، والعمل في مركز محمد بن راشد للفضاء.
قصة الشقيقتين سارة ووردة ليست مجرد إنجاز رياضي عادي، بل هي مثال حيّ على العزيمة والإرادة برُغم التحديات، وأن الدعم الأسري والمؤسسي يمكن أن يحوّل الشغف إلى إنجاز عالمي، ويثبت أن طريق النجاح يبدأ بخطوة صغيرة، قد تكون في العمل التطوعي، لتنطلق بعدها نحو منصات التتويج العالمية.
