«خدعة» علمية تمنح البشر قوى الأخطبوط الخارقة
«خدعة» علمية تمنح البشر قوى الأخطبوط الخارقة
القاهرة – بوابة الوسط الجمعة 07 نوفمبر 2025, 05:43 مساء
تمكن العلماء في مختبرات جامعة كاليفورنيا أخيرًا من «خداع» البكتيريا لإنتاج سر الألوان السحرية التي تمتلكها حيوانات الأخطبوط والحبار، في إنجاز علمي غير مسبوق قد يفتح الباب أمام عصر جديد من «التقليد الحيوي».
فبعد سنوات من الفشل في إنتاج صباغ «زانثوماتين» النادر، المسؤول عن قدرة رأسيات الأرجل على التخفي، توصل فريق بحثي إلى «حيلة جينية» تستخدم البكتيريا كـ«أدوات» منتجة لهذه المادة الثمينة، وفقا للدراسة التي نشرتها دورية «نيتشر بيوتيكنولوجي».
تقول الباحثة لياه بوشين، التي قادت الدراسة في مختبرات «سكريبس» لعلم المحيطات: «اضطررنا إلى ابتكار نهج جديد تمامًا لمعالجة هذه المشكلة»، الخدعة الجينية: «اصنع أو مت!»
كانت المعضلة أن البكتيريا كائنات عملية «لا تحب إهدار مواردها» في إنتاج مواد غير ضرورية لبقائها.
فجاء الحل، وفقا للدراسة، بـ«هندسة بكتيريا مريضة» وراثيًا لا تستطيع النمو إلا إذا واصلت إنتاج مادتين: صباغ الزانثوماتين وحمض الفورميك.
– طبيبة بجامعة بنغازي تدعو لبناء «مشروع جينوم بشري» في ليبيا
– تقنية جديدة تستخدم الذكاء الصناعي لعلاج الأمراض الوراثية
– للمرة الأولى.. باحثون يعدّلون العناكب وراثيًا لتنتج خيوطا حريرية حمراء
وتضيق بوشين«لقد جعلنا نشاط هذا المسار، صنع المركب الذي نريده، ضروريًا ا للحياة»، مضيفة «إذا لم يصنع الكائن الحي الزانثوماتين، فلن ينمو».
وهكذا، ولدت «حلقة التغذية الراجعة» التي حولت البكتيريا إلى مصانع حية تنتج الصباغ بكميات هائلة، تصل إلى ثلاثة غرامات للتر الواحد، أي «أكثر بألف مرة» من الطرق السابقة.
«أحد أفضل أيامي في المختبر»
لم يكن الطريق إلى هذا الإنجاز معبدًا، لكن النتائج جاءت مبهرة، بحسب بوشين: «لقد أعددت التجربة وتركتها طوال الليل، وعندما عدت في الصباح التالي وأدركت أنها نجحت وأنها تنتج الكثير من الصباغ، كنت في غاية السعادة».
يفتح الإنجاز أبوابًا جديدة في عالم «التصنيع الميكروبي»، وليس مجرد محاكاة قدرات التخفي الطبيعية فحسب.
يؤكد آدم فايست، المهندس الحيوي المشارك في الدراسة: «هذا المشروع يقدم لمحة عن مستقبل تمكننا فيه البيولوجيا من الإنتاج المستدام للمواد القيمة من خلال التصميم الحسابي المتقدم».
