موجات «ألففين» صغيرة تفسر حرارة هالة الشمس الخارقة
موجات «ألففين» صغيرة تفسر حرارة هالة الشمس الخارقة
القاهرة – بوابة الوسط الثلاثاء 04 نوفمبر 2025, 04:59 مساء
كشفت دراسة جديدة لفريق دولي من العلماء عن أول دليل واضح على وجود موجات «ألففين» التوائية صغيرة الحجم تنتشر عبر هالة الشمس بأكملها تتحرك عبر خطوط المجال المغناطيسي، تقوم بعملية «التواء» أثناء صعودها وتنقل البلازما (الجسيمات المشحونة) إلى الأعلى.
لطالما افترض الباحثون وجود موجات ألففين الأصغر حجماً، لكنهم لم يتمكنوا من رصدها مباشرة، بل اكتفوا برصد موجات ألففين أكبر وأكثر عزلة تتزامن مع الانفجارات الشمسية، وفقا لدراسة نشرتها دورية «نيتشر أسترونومي» أو «علم الفلك الطبيعي».
وتكشف الدراسة أن العلماء اقتربوا خطوة كبيرة من حل أحد أقدم الألغاز الشمسية وهو سخونة هالة الشمس (الغلاف الجوي الخارجي)، إذ تصل حرارة الهالة إلى ملايين الدرجات المئوية.
– اكتشاف جديد يعيد كتابة تاريخ القمر.. واستعدادات «أرتميس» لجمع عينات حاسمة
– تلسكوب «جيمس ويب» يرصد «دليلا» على وجود «النجم المظلم» الغامض
– رصد كوكب هائم يبتلع الغاز والغبار بمعدل هائل
ويوضح الفيزيائي ريتشارد مورتون من جامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة: «هذا الاكتشاف ينهي بحثاً طويلاً عن هذه الموجات يعود إلى أربعينات القرن الماضي». ويضيف: «تمكنا أخيراً من مراقبة هذه الحركات الالتوائية وهي تلوي خطوط المجال المغناطيسي ذهاباً وإياباً في الهالة».
كان هذا الكشف الرائد ممكناً بفضل الصور عالية الدقة الملتقطة بواسطة تلسكوب «دانييل ك. إينوي» الشمسي التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأميركية في هاواي، وهو التلسكوب الشمسي الأقوى في العالم. وقد سمحت أدوات التلسكوب بتتبع حركة بلازما الشمس بدقة استثنائية من خلال مراقبة حركة الحديد شديد السخونة، تظهر التوقيعات الضوئية الزرقاء للمادة المقتربة من الأرض والحمراء للمادة المبتعدة.
تعويض طاقة الرياح الشمسية
تساعد هذه الموجات في تفسير كيف تنتقل البلازما شديدة السخونة من السطح إلى الهالة، ثم تطلق طاقتها. فبعد أن طور مورتون طريقة لإزالة «الاهتزازات المتمايلة» التي كانت تحجب الحركة الالتوائية، كشفت البيانات عن حركة البلازما وعملية الالتواء التي كانت موضع البحث.
قد تسهم موجات ألففين الالتوائية صغيرة الحجم أيضاً في توفير القوة اللازمة لدفع الرياح الشمسية خارج نطاق جاذبية الشمس، وهي الرياح التي تصل إلى الأرض ويمكن أن تعطل شبكات الأقمار الصناعية وأنظمة الطاقة.
ويختتم مورتون: «يوفر هذا البحث تأكيداً أساسياً لمجموعة النماذج النظرية التي تصف كيفية تزويد اضطراب موجات ألففين بالطاقة للغلاف الجوي الشمسي. الآن، تسمح لنا الملاحظات المباشرة أخيراً باختبار هذه النماذج مقابل الواقع».
