انخفاض تدفق استثمارات الشركات حول العالم للعام الثالث على التوالي

أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن الاستثمارات الخارجية المباشرة من قِبل الشركات حول العالم في مسارها لتسجيل انخفاض للعام الثالث على التوالي، إذ عطلت التوترات التجارية والجيوسياسية وأسعار الفائدة المرتفعة عمليات الاندماج والاستحواذ وبناء مصانع جديدة.

وقال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، في تقرير صدر بداية الأسبوع الجاري، إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة انخفضت 3% في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام 2024. كما انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في عامي 2023 و2024.

مناخ مليء بالتحديات
جاء في التقرير، بحسب جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية: «سيظل مناخ الاستثمار العالمي مليئا بالتحديات خلال الفترة المتبقية من العام 2025. لا تزال التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والتجزئة الاقتصادية وجهود تقليل المخاطر في سلاسل التوريد تؤثر سلبيا على تدفقات الاستثمار».

– بسب التوترات الجيوسياسية.. تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر عالميًّا خلال 2023
– مسؤولة أممية: رسوم ترامب الجمركية تؤثر أكثر على الدول الفقيرة

وقد أصحبت الأعمال، خلال السنوات الثلاث الماضية، أكثر تخوفا من الاعتماد على منشآت إنتاج بعيدة عن مقراتها الرئيسية، والمعرضة لاضطرابات سلاسل التوريد والاضطرابات في قطاعات النقل، أو تلك الموجودة في بلدان خاضعة لرسوم جمركية أعلى، أو تعد تهديدا للأمن القومي.

الاقتصادات المتقدمة الأكثر تضررا
كانت الاقتصادات المتقدمة ككل، بحسب تقرير «أونكتاد»، الأكثر تضررا بسبب انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث انخفضت قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ عبر الحدود 18%، لتصل إلى 173 مليار دولار.

مع ذلك، ذكر تقرير «أونكتاد» أن الولايات المتحدة استفادت من مستوى عالٍ من المشاريع الجديدة في القطاعات المتعلقة بالذكاء الصناعي، حيث جرى استثمار 103 مليارات دولار في أشباه الموصلات، و27 مليار دولار في مراكز البيانات. 

وشكل ذلك أكثر من نصف المشاريع الاستثمارية الجديدة، البالغة 237 مليار دولار، خلال النصف الأول من 2025، أي أربعة أضعاف المتوسط لأي فترة ستة أشهر خلال العقد الماضي.

أداء أفضل للاقتصادات النامية
وفي حين سجلت الدول النامية أداء أفضل بشكل عام، رصد التقرير تباينا إقليميا واسعا، مع انخفاض الاستثمارات الأجنبية في أفريقيا 42% تقريبا خلال العام 2025. 

كما أوضح التقرير أن الاقتصاد العالمي صمد بشكل أفضل من المتوقع في مواجهة الزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وأسهمت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالاقتصادات النامية في توفير فرص عمل جيدة، وساعدت في نشر تقنيات جديدة، وممارسات عمل وإدارة أكثر كفاءة.

مع ذلك، فإن انخفاض الاستثمار الأجنبي، إذا لم يجر تعويضه بزيادة في الاستثمار داخل الحدود الوطنية، يشير إلى ضعف في توقعات النمو على المدى المتوسط.