الخلافات الإقليمية والتوترات العسكرية وراء تأجيل قمة الأميركتين
الخلافات الإقليمية والتوترات العسكرية وراء تأجيل قمة الأميركتين
القاهرة – بوابة الوسط الثلاثاء 04 نوفمبر 2025, 08:44 صباحا
أعلنت حكومة الدومينيكان مساء الإثنين إرجاء قمة الأميركتين التي كان من المقرر إطلاقها في الأول من ديسمبر إلى العام 2026 بسبب الوضع في المنطقة.
وأفادت الحكومة في بيان: «بعد تحليل دقيق للوضع في المنطقة، قررت حكومة الدومينيكان إرجاء القمة العاشرة للأميركتين إلى العام المقبل في ظل الخلافات التي تعقّد حاليا الحوار البناء في الأميركتين»، وفق وكالة «فرانس برس».
وأضافت أن «ذلك يضاف إلى تبعات الأحداث المناخية الأخيرة التي أثرت بشدة على العديد من دول منطقة البحر الكاريبي عقب مرور الإعصار ميليسا المدمر».
موافقة أميركية
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن «دعمه» لإرجاء القمة، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل «التعاون مع جمهورية الدومينيكان ودول أخرى في المنطقة لتنظيم حدث مثمر في العام 2026 يركز على تعزيز الشراكات وتحسين أمن مواطنينا»، وفق قوله.
ضربات جوية أميركية
ومنذ مطلع سبتمبر الماضي، تشن الولايات المتحدة ضربات جوية في المحيط الهادئ، خصوصا في منطقة الكاريبي، ضد سفن تقول إنها تستخدم لتهريب المخدرات.
– المدمرة الأميركية «يو إس إس غريفلي» تصل إلى ترينيداد وتوباغو قرب سواحل فنزويلا
– فنزويلا تجري مناورات عسكرية لحماية سواحلها من العمليات السرية الأميركية
– تدريبات عسكرية مشتركة بين أميركا وترينيداد وتوباغو قرب فنزويلا خلال أيام
كما أعلنت الحكومة الأميركية مسؤوليتها عن 15 هجوما خلال الأسابيع الأخيرة أسفرت عن مقتل 65 شخصا على الأقل.
ونشرت الولايات المتحدة ثماني سفن حربية في منطقة الكاريبي ومقاتلات من طراز إف-35 في بورتوريكو، فيما تتجه حاملة طائرات أميركية وهي من الأكبر في العالم، إلى المنطقة.
توترات قبالة سواحل فنزويلا
وتسبب الانتشار الأميركي قبالة سواحل فنزويلا بتوترات مع كراكاس وأيضا مع كولومبيا وحتى البرازيل؛ حيث اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تعتبره الولايات المتحدة غير شرعي وتتهمه بأنه يرأس كارتيل مخدرات، واشنطن باستخدام الاتجار بالمخدرات ذريعة «لتغيير النظام» في كراكاس ووضع اليد على النفط الفنزويلي.
تحذيرات برازيلية
وحذّر المستشار الخاص للرئيس البرازيلي للشؤون الخارجية سيلسو أموريم في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» من أن تدخلا أميركيا في فنزويلا «قد يشعل أميركا الجنوبية» وهو أمر لن تقبل به البرازيل.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أقرّ بإعطاء الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا، إن قواته قد تشنّ ضربات برية تستهدف «مهرّبي مخدرات إرهابيين»، حسب وصفه.
تهديدات ترامب
وأشار ترامب الأحد إلى أن أيام الرئيس الفنزويلي أصبحت معدودة وقال بشأن حرب محتملة مع فنزويلا «أشك في ذلك، لا أعتقد ذلك».
ويقول خبراء إن الهجمات الأميركية ترقى إلى مستوى عمليات قتل خارج نطاق القضاء، حتى لو كان المستهدفون تجار مخدرات معروفين، وفق «فراس برس».
غياب الأدلة
ولم تقدم واشنطن حتى الآن أي دليل يثبت أن الأهداف التي تضربها كانت تقوم بتهريب المخدرات أو تشكل تهديدا للولايات المتحدة.
من جهتها، ذكرت حكومة الدومينيكان أن كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا لم تجر دعوتها إلى القمة التي كانت ستعقد في مدينة بونتا كانا السياحية.
ورفضت المكسيك وكولومبيا هذا القرار، وأعلنتا في منتصف أكتوبر الماضي عدم مشاركتهما في القمة.
