نزع سلاح الفصائل مرهون بانسحاب أميركا
رئيس وزراء العراق: نزع سلاح الفصائل مرهون بانسحاب أميركا
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 03 نوفمبر 2025, 10:39 مساء
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الإثنين، إن العراق تعهد بوضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة، لكن ذلك لن ينجح طالما بقي التحالف بقيادة الولايات المتحدة في البلاد الذي تعتبره بعض الفصائل العراقية قوة احتلال.
وأكد السوداني أن هناك خطة لا تزال قائمة لخروج التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» من العراق، بحلول سبتمبر 2026، لأن تهديد الجماعات الإسلامية المتشددة قد خفت حدته بشكل كبير، بحسب «رويترز».
وقال السوداني في مقابلة مع «رويترز» في بغداد «داعش غير موجود. الأمن والاستقرار؟ الحمد لله متوفرة. أعطني عذر واحد لتواجد 86 دولة في تحالف»، مشيرًا إلى عدد الدول التي شاركت في التحالف منذ تشكيله في 2014.
برنامج واضح لإنهاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة
وأضاف «إذن، بالتأكيد سيكون هناك برنامج واضح لإنهاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة. هذا هو مطلب الجميع»، مشيرا إلى أن الفصائل قد تدمج داخل قوات الأمن الرسمية أو في المشهد السياسي بعد التخلي عن سلاحها.
يحاول العراق إيجاد سبيل لإنجاز مهمة تتسم بالحساسية السياسية وهي نزع سلاح جماعات في ظل ضغط من الولايات المتحدة التي قالت إنها تود من السوداني تفكيك جماعات مسلحة مرتبطة بالحشد الشعبي وهي جماعة تنضوي تحت لوائها فصائل شيعية أخرى، والحشد الشعبي منضمة رسميا لقوات الأمن العراقية وتشمل عددا من الجماعات الموالية لإيران.
– «الدفاع الأميركية» تؤكد مواصلة تقليص مهمتها بالعراق
– القبض على 11 عنصرا من تنظيم «داعش» في العراق
– لا أضرار أو خسائر.. تفاصيل هجوم بمسيرة مفخخة على قاعدة للتحالف الدولي في مطار أربيل
في الوقت نفسه، اتفقت الولايات المتحدة والعراق على انسحاب مرحلي للقوات الأميركية مع توقع الانسحاب الكامل بنهاية العام المقبل، وبدء الخفض المبدئي لعدد القوات هذا العام.
«وضع العراق مختلف عن لبنان»
ولدى سؤاله عن الضغوط الدولية المتزايدة على الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة في المنطقة مثل جماعة «حزب الله» اللبنانية، وهي جزء مما يعرف بمحور المقاومة المدعوم من إيران لمناهضة النفوذ الأميركي والإسرائيلي في الشرق الأوسط، قال السوداني «هناك وقت، إن شاء الله. الوضع هنا مختلف عن لبنان».
وتابع قائلا «العراق واضح في مواقفه للحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن مؤسسات الدولة هي من تمتلك قرار الحرب والسلام، ولا يمكن لأي طرف أن يجر العراق إلى حرب أو صراع».
واكتسبت إيران نفوذا واسعا في العراق منذ أن أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003، مما منح جماعات مسلحة مدعومة من إيران سطوة سياسية وعسكرية ضخمة.
وواجهت حكومات عراقية متعاقبة تحديات جمة للإبقاء على إيران والولايات المتحدة حليفتين لبغداد على الرغم من عدائهما لبعضهما البعض. وتفرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة على إيران بينما تربط العراق صلات أعمال وتجارة قوية بطهران.
وتشغل مسألة الحصول على استثمارات أميركية كبرى صدارة أولويات العراق الذي عانى من مشكلات اقتصادية طاحنة على مدى سنوات إضافة إلى أعمال عنف طائفية منذ 2003.
شركات أميركية
قال السوداني في المقابلة مع «رويترز»: «هناك دخول واضح ومكثف ونوعي للشركات الأميركية إلى العراق»، مشيرا إلى أكبر اتفاق على الإطلاق مع جنرال إلكتريك (جي.إي) من أجل الحصول على 24 ألف ميغاوات من الكهرباء بما يعادل القدرة الإجمالية الحالية للبلاد.
وفي أغسطس، وقع العراق اتفاقا من حيث المبدأ مع شركة شيفرون الأميركية للنفط من أجل مشروع في الناصرية في جنوب البلاد يتألف من أربع مناطق استكشاف وتنقيب إضافة إلى تطوير حقول أخرى منتجة للخام.
وأضاف رئيس وزراء العراق أن اتفاقا مع شركة «إكسيليريت» الأميركية للغاز الطبيعي المسال ساعد بلاده على التصدي لانقطاعات الكهرباء المتكررة.
للمرة الأولى تطوير حقول نفط مع نظام للتصدير
كما أشاد السوداني باتفاق مبدئي وقع في الآونة الأخيرة مع «إكسون موبيل» وقال إن ميزة هذا الاتفاق هو أن العراق وللمرة الأولى يتفق مع شركة عالمية لتطوير حقول نفط مع وجود نظام للتصدير.
وقال السوداني إن شركات أميركية وأوروبية أبدت اهتماما بخطة لبناء رصيف ثابت لاستيراد وتصدير الغاز قبالة ساحل ميناء الفاو الكبير وهو ما سيكون أول مشروع هناك.
وقال السوداني إن الحكومة حددت موعدا نهائيا يحل في نهاية 2027 للتوقف عن كل أشكال حرق الغاز والوصول للاكتفاء الذاتي من امدادات الغاز والتوقف عن استيراده من إيران.
