خليفة بن صريتي يكتب لبوابة «الوسط».. بين انتظام الدوريات العالمية.. وتخبط الكرة الليبية
خليفة بن صريتي يكتب لبوابة «الوسط».. بين انتظام الدوريات العالمية.. وتخبط الكرة الليبية
القاهرة – بوابة الوسط الأحد 02 نوفمبر 2025, 07:56 مساء
دخلت الدوريات الأوروبية والعربية لكرة القدم أسبوعها العاشر هذا الموسم، وأصبحت المنافسة في أوجها داخل المستطيل الأخضر. ففي إسبانيا، تفوق ريال مدريد على غريمه التقليدي برشلونة بنتيجة 2-1، لينفرد بصدارة الترتيب برصيد 27 نقطة، متقدما بخمس نقاط عن أقرب ملاحقيه.
وفي إنجلترا، اعتلى أرسنال القمة بعد فوزه على كريستال بالاس 1-0، مستفيدا من تعثر الكبار «مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي». وفي إيطاليا، يواصل نابولي تصدره وسط منافسة قوية من ميلان وإنتر ميلان ويوفنتوس.
وعلى الصعيد العربي، يحافظ النادي الأفريقي على صدارة الدوري التونسي المنظم، الذي يضم 16 فريقا يتنافسون في مجموعة واحدة، بينما يتصدر سيراميكا الدوري المصري مؤقتا بعد مرور 11 جولة. أما في الخليج، فالدوريان السعودي والقطري وغيرهما تسير وفق جداول دقيقة ومواعيد محددة.
أما المشهد في ليبيا فمختلف تماما، فبينما انطلقت كل دوريات العالم بشكل منظم، ما زال الدوري الليبي يعاني فوضى إدارية وتنظيمية غير مسبوقة، حيث تحوّل إلى دوري «هندي طويل»، كما يصفه البعض، يضم 36 فريقا في الدرجة الممتازة، و146 فريقا في الدرجة الأولى، ناهيك عن بقية الدرجات، ما أضر بالكرة الليبية على مستوى الأندية والمنتخبات.
– للاطلاع على العدد «519» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
ومما لا شك فيه أن نتائج هذا التخبط واضحة، ففرق الأهلي طرابلس طرابلس والاتحاد والهلال والأخضر عانت كلها في بطولتي أفريقيا، فخرج الهلال من الدور التمهيدي الأول لدوري الأبطال، وخرج الأخضر من الدور نفسه بالكونفدرالية، بينما ودع الاتحاد الكونفدرالية من الدور التمهيدي الثاني، على الرغم من الميزانيات الكبيرة التي صُرفت على مشاركاتها.
أما المنتخب الوطني، فقد ظل منذ ثلاثة عقود يعاني التراجع، وأصبح فريسة سهلة لمعظم المنتخبات الأفريقية، إلى درجة أنه يصنَّف في المستوى الثالث قاريا، ما يجعله يواجه منتخبات قوية في التصفيات. وعلى الرغم من هذا الواقع المرير، يبدو أن الاتحاد الليبي لكرة القدم والجهات الرسمية المعنية بالرياضة يتعاملون مع الواقع الكروي الليبي وكأن الأمر لا يعنيهم، مكتفين بإنفاق الأموال من دون متابعة أو تقييم، في غياب أي دعوة للمحاسبة أو النقد الذاتي أو إصلاح حقيقي.
ومع اقتراب موعد تصفيات بطولة كأس العرب، التي ستجمع المنتخب الوطني بشقيقه الفلسطيني، لتحديد من سيشارك في مباراة الافتتاح أمام قطر في هذه البطولة، التي ستقام خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر في الدوحة، يزداد القلق من أن تتكرر الإخفاقات المعتادة.
وبالنسبة للدوري الليبي، الذي جرى تأجيله مجددا إلى شهر ديسمبر، فسوف يواجه قلة الملاعب المجهزة بالإضاءة، واقتراب شهر رمضان، لهذا من المستبعد أن تنتهي مبارياته قبل أشهر الصيف الحارقة. كما أن السداسي أو الرباعي، الذي يهم أعضاء اتحاد الكرة ومندوبو الحكومة ووفود وزارة الرياضة، سوف يقيمونه في تونس أو روما، كما جرت العاده، لقضاء إجازتهم السنوية بحجة تنظيم السداسي، وتحديد بطل الدوري.
أخيرا، يُقال إن الكثرة تفسد الود، وما يحدث في دورينا لا يختلف عن مهرجان شعبي بلا هدف، لذلك لا عجب أن تُجرى قرعة دوري الـ16 في نوفمبر للبطولات الأفريقية في جنوب أفريقيا دون وجود أي فريق ليبي، في وقت تمثل فيه سبعة أندية عربية في أبطال الدوري وخمسة أندية عربية بالكونفدرالية. إنها نتيجة طبيعية لإدارة رياضية مرتبكة، غابت عنها الرؤية، وتجاهلت النقد البنّاء، ليظل سجلنا الكروي شاهدا على إخفاقات لا تُنسى.
