قطاع غزة أكثر الأماكن دموية للصحفيين.. ومطالبات بتحقيق دولي
غوتيريس: قطاع غزة أكثر الأماكن دموية للصحفيين.. ومطالبات بتحقيق دولي
القاهرة – بوابة الوسط الأحد 02 نوفمبر 2025, 03:30 مساء
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن قطاع غزة «كان المكان الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين من بين كل النزاعات حول العالم»، بينما أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين يشكل سياسة ممنهجة لإخفاء الحقيقة.
ولمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين، جدد غوتيريس دعوته إلى «إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة بهذا الشأن».
مخاطر متصاعدة
أضاف الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، اليوم الأحد، على موقع الأمم المتحدة على «فيسبوك»: «واجه الإعلاميون في جميع أنحاء العالم مخاطر متصاعدة في سعيهم وراء الحقيقة، بما في ذلك الإساءة اللفظية والتلويح بملاحقتهم أمام القانون والاعتداء الجسدي والسجن والتعذيب، بل إن البعض منهم يُقتل».
إقامة العدل
تابع غوتيريس: «في هذا اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، نطالب بإقامة العدل».
وأضاف: «إفلات الجناة من العقاب في أي مكان في العالم ليس ظلما للضحايا وأسرهم فحسب، بل هو اعتداء على حرية الصحافة، ودعوة إلى مزيد العنف، وتهديد للديمقراطية نفسها، ولا بد للحكومات كافة أن تحقق في جميع الحالات، وأن تحاكم كل جانٍ، وأن تكفل تأدية الصحفيين عملهم بحرية في كل مكان».
الفضاءات الرقمية
على صعيد الفضاءات الرقمية، قال غوتيريس: «يجب علينا أيضاً أن نتصدى للارتفاع المثير للجزع في الإيذاء الذي يستهدف الصحفيات على شبكة الإنترنت، وهو عمل يمر الجانب الأكبر منه دون عقاب، ويؤدي في كثير الأحيان إلى إلحاق ضرر حقيقي بهن. لا بد أن تكون الفضاءات الرقمية آمنة لأولئك الذين يجمعون الأخبار وينقلونها إلينا».
– «الأورومتوسطي»: الاحتلال يواصل منع دخول الصحفيين الدوليين لطمس أدلة الإبادة في غزة
– جمعية الصحافة الأجنبية تطالب سلطات الاحتلال بتوضيح فوري بشأن مقتل الصحفيين في غزة
– «العفو الدولية»: لم يشهد أي صراع حديث بالعالم مقتل هذا العدد من الصحفيين كما في غزة.. 242 صحفيًا فلسطينيًا
وأضاف: «لنتكاتف من أجل الدفاع عن حرية الصحافة، والمطالبة بالمساءلة، وضمان أن يتمكن أولئك الذين يجاهرون المتربعين على السلطة بالحقيقة من فعل ذلك دون خوف».
ممارسات الاحتلال الإسرائيلي
من جهتها، أكدت المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين (تضامن) أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون منذ 7 أكتوبر من العام 2023 لسياسة ممنهجة تستهدف إسكات الحقيقة وإخفاء الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، حيث تشمل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، والعنف الجنسي، والمعاملة القاسية بحق الإعلاميين.
البيانات الأممية
تشير البيانات الأممية إلى أن نحو 90% من الجرائم ضد الصحفيين حول العالم تبقى بلا محاسبة، ما يجعل هذا اليوم محطة أساسية للدفاع عن حرية الصحافة والحق في الحقيقة، وفق «المركز الفلسطيني للإعلام».
وأوضحت «تضامن» أن استهداف الصحافة الفلسطينية ليس حوادث فردية، بل يمثل نهجا رسميا ممنهجا، ويعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي واتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
ووثقت المؤسسة اعتقال 75 صحفيا فلسطينيا، بينهم 48 من الضفة الغربية والقدس المحتلة، و27 من قطاع غزة، منهم 22 معتقلا إداريا دون تهمة أو محاكمة، بينما جرى اعتقال 55 صحفيا خلال حرب الإبادة على غزة.
الإخفاء القسري
أكدت «تضامن» تعرض 19 صحفيا في غزة للتحريض على التعذيب والإذلال والعنف الجنسي في أثناء الاحتجاز، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية رسمية تستهدف الصحافة الفلسطينية بوصفها شاهدة على الجرائم وأداة لكشف الحقيقة.
ودعت المؤسسة إلى «تشكيل لجنة تحقيق دولية، وإحالة الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين، وتوفير حماية دولية للصحفيين في أماكن الاحتجاز ومناطق النزاع»، بحسب «المركز الفلسطيني للإعلام».
عامان من الإبادة
يشار إلى أنه على امتداد عامين من حرب الإبادة في غزة، استشهد 254 صحفيا، بينهم 27 صحفية، منذ 7 أكتوبر من العام 2023، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي ونقابة الصحفيين الفلسطينيين.
كما أصيب 433 صحفيا، واعتُقل 48 آخرين خلال تغطيتهم حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
