الأوبئة في قطاع غزة خرجت عن السيطرة

مسؤولة بـ«الصحة العالمية»: الأوبئة في قطاع غزة خرجت عن السيطرة
القاهرة – بوابة الوسط الجمعة 17 أكتوبر 2025, 09:57 صباحا
حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي، من أن انتشار الأوبئة في قطاع غزة أصبح «خارجا عن السيطرة»، فيما لم يعد يعمل في القطاع بأكمله سوى 13 مستشفى من أصل 36 وبشكل جزئي.
وقالت بلخي، في حوار مع «فرانس برس»، إن القطاع الصحي في غزة «تم تفكيكه.. لم يتبق سوى القليل جدا من نظام الرعاية الصحية في غزة».
وأكدت في المقابلة التي جرت الأربعاء أن «انتشار الأمراض المعدية أصبح خارجا عن السيطرة، سواء التهاب السحايا أو متلازمة غيلان-باريه (اضطراب مناعي يصيب الأعصاب) والإسهال والأمراض التنفسية»، مشيرة إلى أن «حجم العمل الذي تحتاجه غزة لا يمكن تخيله وسنضطر للتعامل معه خطوة بخطوة».
إعادة بناء القطاع الصحي
وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية بأن مدينة غزة أصبحت تعتمد على ثمانية مراكز صحية فقط، تعمل جميعها بشكل جزئي، فيما لا يوجد في شمال غزة سوى مركز صحي واحد.
وتؤكد المنظمة أنه «لا يوجد بالمراكز الصحية ما يكفي من الطواقم الطبية لاستئناف جميع الخدمات الحيوية».
– بالفيديو: جثامين مكبلة ومعصوبة الأعين.. غزة تتسلم 30 شهيدًا من الاحتلال
وبحسب بلخي، سيتطلب إعادة بناء القطاع الصحي في غزة «مليارات الدولارات وعقودا من العمل»، بالنظر إلى عدد المستشفيات الصالحة لإعادة التأهيل مقابل تلك التي جرى تدميرها بالكامل.
وتشير بلخي إلى صعوبة تقدير حجم الخسائر داخل غزة بشكل دقيق بسبب صعوبة الحركة داخل القطاع وبسبب التغيرات المتسارعة.
وتعرضت المنشآت الصحية في غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 800 هجوم، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وحذرت بلخي من أن «الأطفال الذين وُلدوا خلال العامين الماضيين، الكثير منهم على ما أتصور لم يتلقوا أي جرعات من التطعيمات».
«الخدمات المتاحة لا تسد الحاجة»
ولفت تقرير للمنظمة الأممية صدر مطلع الشهر الحالي إلى أن ربع المصابين بجروح جراء الحرب والذين بلغ عددهم حوالى 167,376، بحسب المنظمة، يعانون من إعاقات دائمة، وربعهم من الأطفال.
وتضاعفت احتياجات الصحة النفسية في قطاع غزة إلى أكثر من الضعف، غير أن «الخدمات المتاحة لا تسد الحاجة» بحسب المنظمة.
ودعت بلخي إلى السماح لمزيد من المصابين بالخروج من قطاع غزة إلى الضفة الغربية أو دول الجوار لتلقي العلاج، مشددة «نحتاج إلى مزيد من الوقود في غزة. نحتاج إلى مزيد من الغذاء ومزيد من المعدات الطبية والأدوية والمسعفين والأطباء».
وقالت «نأمل حقا أن يدوم السلام تماما حتى نتمكن من البدء» في العمل.
«الدعم الفوري لمراكز الرعاية الصحية»
وأوضحت أن خطة الاستجابة الأولية في القطاع الذي دمرته حرب الإبادة ستتضمن «الدعم الفوري لمراكز الرعاية الصحية» العامة والمتخصصة، بالإضافة إلى «دعم من أصيبوا بإصابات وإعاقات مدى الحياة.. وفي مجال الصحة النفسية والتعافي من متلازمة ما بعد الصدمة».
وأعلن الاحتلال الصهيوني، الجمعة الماضي، دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بعد مفاوضات غير مباشرة مع حركة «حماس»، تضمن مبادلة الرهائن الإسرائيليين بعدد من الأسرى الفلسطينيين.
وخلفت حرب الإبادة الصهيونية على غزة لمدة عامين، نحو 25 ألف شهيد ومصاب ومفقود، ودمارا كاملا في كل مناحي الحياة بالقطاع الفلسطيني المحاصر.