5 نظريات علم نفس توضح.. لماذا قرر ألونسو وضع فينيسوس على دكة البدلاء؟

شهد ريال مدريد خلال الموسم الجاري تغيّرًا ملحوظًا في وضعية فينيسيوس جونيور، حيث أصبح يجلس على دكة البدلاء أحيانًا بقرار من المدير الفني تشابي ألونسو، وهو أمر لم يكن معتادًا عليه سابقًا تحت قيادة المدرب السابق كارلوس أنشيلوتي.
كان فينيسيوس يعتبر لاعبًا لا يُستغنى عنه في تشكيلة ريال مدريد، لكنه في الموسم الحالي لم يعد يلعب بانتظام كأساسي، ما أثار تساؤلات حول وضعه داخل الفريق.
شهدت مشاركات فينيسيوس في موسم 2025-2026 تراجعًا ملحوظًا، إذ بدأ مباراتين فقط كأساسي أمام ريال أوفييدو ومارسيليا، وأكمل 90 دقيقة كاملة في ثلاث مباريات أخرى، مقابل 58 مباراة كأساسي في الموسم الماضي مع أنشيلوتي، حيث لم يُستبدل إلا في الوقت الإضافي بدوري أبطال أوروبا أمام أتليتكو مدريد فقط.
رغم قلة المشاركة، أظهر فينيسيوس أداءً استثنائيًا، إذ ساهم في ثمانية أهداف خلال أول ثماني جولات من الدوري الإسباني، منها 4 أهداف و4 تمريرات حاسمة، متفوقًا على أفضل مواسمه السابقة التي بلغ فيها مساهماته 7 أهداف فقط.
كما يبرز تفوقه في الإحصائيات الفردية، حيث يساهم في هدف أو تمريرة حاسمة كل 77 دقيقة، وهو معدل أفضل من موسم 2022-2023 الذي كان يسجل فيه مساهمة كل 96 دقيقة.
وبرز أيضًا في مواجهة فياريال، حين أصبح أول لاعب في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى يسجل 5 تسديدات، ويخلق 5 فرص، وينجح في 5 مراوغات على الأقل خلال مباراة واحدة.
5 نظريات نفسية سر قرار تشابي ألونسو
النظرية الأولى.. دافع الإثبات الذاتي.
يبدو أن قرار تشابي ألونسو، لم يكن دون أسباب أو لأن اللاعب فقط تراجع مستواه، لكنه قد يعود إلى نظريات في علم النفس.
من المعروف عن فينيسيوس أنه يمتلك بعضًا من الغرور وعندما يتم تحديه يخرج أفضل ما فيه وهو ما حدث بعد جلوسه على دكة البدلاء كما تقول نظرية دافع الإثبات الذاتي.
العالمان إدوارد ديتشي، وريتشارد رايان في جامعة روتشستر قالوا بأن الإنسان يمتلك دافعًا داخليًا قويًا لتحقيق الكفاءة والاستقلال والارتباط بالآخرين، وهو ما ينطبق في حالة فينيسيوس، حيث أن الجلوس على الدكة جعله يشعر بفقدان السيطرة، فحاول استعادة إحساسه بالكفاءة والتميز من خلال الأداء القوي.
النظرية الثانية.. التحفيز الأمثل
بحسب نظرية العالمان روبرت يركس وجون دودسون اللذان وضعاها عام 1908 فإن هناك مستوى مثالي من الضغط أو الإثارة النفسية يجعل الأداء في قمته، وإذا زاد الضغط أكثر من اللازم ينخفض الأداء.
هذا ينطبق على فيني حيث كان في المنطقة المثالية وتعرض لضغط بعد خسارة الكرة الذهبية 2024 وهو ما دمره نفسيًا فكان اللاعب في حاجة إلى استعادة نفسه مرة أخرى.
النظرية الثالثة.. استعادة السيطرة
وضع العالمان تشارلز كارفر ومايكل شير تلك النظرية والتي ترتكز على أنه عندما يشعر الفرد أنه فقد السيطرة على موقف ما، يسعى جاهدًا لإعادة التوازن من خلال أفعال قوية أو ناجحة.
وهذا يفسر كيف حوّل فينيسيوس الجلوس على دكة البدلاء إلى رد فعل إيجابي بالأداء المذهل واستعادة الكثير من بريقه المفقود.
النظرية الرابعة.. الشخصية التنافسية
كان العالم ديفيد مكللاند من أوائل من درسوا دافع الإنجاز ومن بين أفكاره أن بعض الأشخاص لا يبدعون إلا تحت الضغط والتحدي، لأن لديهم دافعًا قويًا لإثبات التفوق عندما يشعرون بالتهديد أو المقارنة.
ومعروف عن فيني أنه من هذا النوع من اللاعبين حيث المنافسة تشحنه نفسيًا وتجعله يقدم أفضل نسخة من نفسه.
النظرية الخامسة.. قواعد علم النفس الرياضي
بحسب علم النفس الرياضي فإن اللاعب الذي يجلس على الدكة ولا يستسلم، هو من يفهم أن أكبر دافع في كرة القدم لا يأتي من المدرب، بل من الجرح الشخصي وهو ما انطبق بشكل كبير على حالة فينيسيوس.