الفرق الليبية تعود للمغامرات الأفريقية باختبارات صعبة

الفرق الليبية تعود للمغامرات الأفريقية باختبارات صعبة
طرابلس – بوابة الوسط الجمعة 17 أكتوبر 2025, 07:32 صباحا
تخوض الكرة الليبية ممثلة في فريقي الأهلي طرابلس والاتحاد اختباراً أفريقياً جديداً، عندما تواصل رحلتها في البطولات القارية، حيث يتجدد موعد الاتحاد مع كأس الكونفدرالية بمواجهة المصري البورسعيدي في السابعة مساء غدٍ بطرابلس، على أن يلتقيا إيابا في السادس والعشرين من أكتوبر الجاري في مصر، كما يستضيف الأهلي طرابلس فريق نهضة بركان في السادس والعشرين من الشهر الجاري، على أن يلتقي الفريقان مجددا بالمغرب في جولة الإياب في الأول من نوفمبر المقبل.
تأتي مواجهة الأهلي طرابلس مع نهضة بركان بعدما تخطى الدور التمهيدي الأول بتغلبه على فريق دادجي البنيني بهدف من دون رد في مواجهة الإياب بطرابلس بعدما انتهت مواجهة الذهاب بالتعادل السلبي. أما الاتحاد فقد تخطى فريق ولايتا ديتشا الإثيوبي في الدور التمهيدي الأول بالفوز عليه إيابا في ليبيا بثلاثة أهداف لهدف، بعدما تعادل الفريقان سلبيا في جولة الذهاب بإثيوبيا.
مواجهات صعبة للفرق الليبية
الجولة الجديدة لممثلي ليبيا في بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية تحل في وقت دقيق للغاية، حيث لاتزال الفرق الليبية بشكل عام غير جاهزة لخوض المنافسات الرسمية نظرا لأن الموسم الكروي لم ينطلق بعد، حيث تقرر له أن يبدأ في الحادي والثلاثين من أكتوبر الجاري، وفي المقابل فإن الدوري المصري مضى من عمره عشر جولات كاملة، أما الدوري المغربي فقد مضى منه أربع جولات، ما يجعل فريقي نهضة بركان والمصري أكثر جاهزية من الأهلي طرابلس والاتحاد على الترتيب.
– للاطلاع على العدد «517» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
في دوري أبطال أفريقيا سيكون الأهلي طرابلس أمام اختبار قوي بمواجهة نهضة بركان.. ففيما استعد بطل الدوري الليبي الموسم الماضي لخوض المواجهة من خلال التدريبات اليومية، فإن الفريق المغربي خاض أربع مباريات ضمن منافسات الدوري المغربي، فاز بمباراتين وتعادل في مثلهما ولم يخسر أي مباراة، كما أن لاعبيه سجلوا 11 هدفا في المباريات الأربع، وتلقت شباكه ستة أهداف ليحتل المركز الخامس في ترتيب جدول الدوري المغربي برصيد ثماني نقاط، بفارق نقطتين فقط عن الوداد البيضاوي المتصدر بعشر نقاط.
وما يجعل الفريق المغربي أكثر جاهزية من الأهلي طرابلس هو أنه سيخوض مباراة كأس السوبر الأفريقي أمام بيراميدز المصري الأحد المقبل في القاهرة، وهي مواجهة قوية للغاية يخوضها نهضة بركان بصفته بطل كأس الكونفدرالية الأفريقية أمام الفريق المصري بطل دوري أبطال أفريقيا، وتضعه في أجواء المنافسات القوية، وفي حالة فوزه بالسوبر الأفريقي سيواجه الأهلي طرابلس مدعوما بثقة كبيرة كونه بطل السوبر الذي تغلب على بطل دوري الأبطال.
وسيكون أمام الجهاز الفني للأهلي طرابلس بقيادة المدير الفني المصري حسام البدري، مهمة شاقة لتجهيز الفريق لخوض المواجهة أمام منافسه المغربي، حيث كشفت مباراتي الدور التمهيدي الأول أمام دادجبي البنيني عن قصور في الأداء البدني للاعبين بسبب عدم بدء الموسم الكروي في ليبيا، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على المردود الفني، فعلى الرغم من تفوق لاعبي الأهلي طرابلس فنيا على المنافس البنيني.
إلا أن الفريق عانى من أجل تخطي العقبة الأولى في دوري الأبطال الأفريقي، لذلك فإن العمل على الشق البدني ينبغي أن يشغل مساحة كبيرة من استعدادات بطل الدوري الليبي لكي يتخطى منافسه المغربي الذي يتمتع بخبرة كبيرة على الساحة الأفريقية، ويكفي أنه فاز بكأس الكونفدرالية ثلاث مرات أعوام 2020 و2022 و2025، وهو إنجاز لم يحققه أي فريق آخر باستثناء الصفاقسي التونسي الذي فاز باللقب أعوام 2007 و2008 و2013.
ويدرك حسام البدري أن مواجهة نهضة بركان تختلف تماما عن مواجهة فريق مثل دادجي البنيني، حيث يتمتع الفريق المغربي بنواحٍ فنية عالية، ووعي خططي وتكتيكي كبير، وهو ينتمي لمدرسة الشمال الأفريقي التي تعتمد على التأمين الدفاعي القوي مع بناء الهجمات بالتدريج من الخلف للأمام مع عدم الاندفاع غير المحسوب للأمام سعيا وراء الفوز، وهي أمور تجعل للمواجهة شكل آخر تماما حيث يتعين على البدري أن يجد الطريقة المناسبة لإيقاف خطورة منافسه والتغلب عليه من أجل تخطي واحدة من أصعب العقبات التي مكن أن تواجه أبطال ليبيا في كأس الكونفدرالية.
الاتحاد في مواجهة المصري البورسعيدي
ولا يختلف حال الاتحاد عن الأهلي طرابلس، لأن منافسه هو المصري البورسعيدي الذي يخوض المواجهة أمام منافسه الليبي وهو في قمة جاهزيته البدنية والفنية بعدما خاض عشر جولات في الدوري المصري، فاز في خمس مباريات وخسر مباراتين وتعادل في ثلاث، وقد سجل الفريق 18 هدفا في المباريات العشر وتلقى 11 هدفا، وهو يتصدر ترتيب جدول المسابقة برصيد 18 نقطة بالمشاركة مع الزمالك والأهلي. ويتمتع الفريق المصري بدعم كبير من جماهيره التي تؤازره في كل مكان وتصنع الفارق خلال المباريات الصعبة.
ويريد فريق المصري تحقيق انطلاقة قوية في كأس الكونفدرالية الأفريقية ليسير فيها بنجاح جنبا إلى جنب مع مسيرته في الدوري المصري الممتاز، حيث تضغط الجماهير على الفريق لكي يحقق الفوز بأي من البطولتين بالنظر إلى امتلاك عدد لا بأس به من اللاعبين الجيدين سواء المصريين منهم أو الأجانب. ولا شك أن المصري سيسعى للخروج من لقاء الذهاب في طرابلس بأفضل النتائج، فإن لم يستطع الخروج فائزا فعلى الأقل يعود بالتعادل ليسهل مهمته إلى أقصى حد ممكن في لقاء الإياب، لكن هذا يصطدم مباشرة بطموحات الاتحاد الذي يضع نصب عينيه الفوز بأكبر عدد ممكن من الأهداف في لقاء الذهاب لكي يقطع أكثر من نصف الطريق نحو التأهل قبل أن يتحول إلى مصر لخوض جولة الإياب.
ويخوض الاتحاد مواجهته أمام المصري بطموح كبير في الفوز ليس فقط لكي يواصل طريقه في البطولة الأفريقية، بل أيضا لكي يحصل على دفعة معنوية قبل انطلاق موسم المسابقات المحلية في ليبيا، حيث يريد الفريق العودة للمنافسة على الألقاب بعد فترة غاب فيها عن منصات التتويج.
– للاطلاع على العدد «517» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
يذكر أن الكرة الليبية دفعت ثمنا باهظا للغاية لعدم انطلاق الموسم وبدء المنافسات حتى الآن، وذلك بخروج فريق الهلال من الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا على يد حوريا كوناكري الغيني، حيث حسم الفريق الليبي لقاء الذهاب الذي أقيم في بنغازي لمصلحته بهدف نظيف، لكنه فقد نتيحة لقاء الإياب بهدفين من دون رد، ليغادر دوري الأبطال مبكرا للغاية من دون أن يحقق آمال جماهيره التي كانت تتمنى رؤية فريقها يذهب بعيدا في المعترك الأفريقي.
وفي كأس الكونفدرالية لم يختلف الحال كثيرا بخروج فريق الأخضر على يد فلامبو البوروندي، حيث فاز فلامبو بمباراة الذهاب على أرضه بهدفين لهدف، وفي لقاء الإياب ببنغازي تعادل الفريقان بهدفين لكل منهما.
وعلى الرغم من السلبيات الواضحة لطول الموسم الكروي في ليبيا، إلا أن اتحاد الكرة لم يتعلم الدرس مكررا خطأ زيادة عدد فرق الدوري الممتاز عن أي حدود معقولة، فبعدما سبق أن أعلنت لجنة المسابقات في السابع عشر من سبتمبر الماضي أن الموسم المقبل سينطلق يوم 31 أكتوبر وسيتكون من 32 فريقا، وسيقام قبله الدور نصف النهائي لكأس ليبيا، وأكدت هذه المواعيد في التاسع من أكتوبر الجاري، فإذا باتحاد الكرة يفاجئ الكل بقرار غامض وغير مسبوق بإعلانه الإبقاء على فريقي الظهرة ووفاق أجدابيا ضمن فرق الدوري الممتاز «دورينا» للموسم الرياضي 2025-2026.
وبرر اتحاد الكرة قراره بقوله «بعد مراجعة شاملة للملفات القانونية والإدارية للناديين، حيث أكد الاتحاد أن بقاء الظهرة ووفاق أجدابيا جاء وفق معطيات قانونية توصلت إليها اللجان المختصة».
وأوضح الاتحاد، في بيانه، أن فريق الظهرة استفاد من قرار المراجعة بعد ثبوت وجود مخالفات قانونية في تسجيل عدد من اللاعبين خلال الموسم الماضي، ما أثّر على نتائج المباريات، وترتيب الفريق في جدول الدوري العام. ولم يوضح قرار اتحاد الكرة طبيعة هذه المخالفات ومن قام بارتكابها، كما لم يذكر قرار الاتحاد مواد اللائحة التي استند إليها لإصدار مثل هذا القرار.
يأتي هذا القرار قبل أيام قليلة من إعلان لجنة المسابقات الشكل النهائي للموسم الجديد، وهو ما أثار تساؤلات في الأوساط الرياضية حول حالة من الارتباك الإداري داخل أروقة الاتحاد، خصوصا بعد أن سبق للجنة المسابقات أن أكدت أن عدد أندية الدوري سيكون 32 فريقا فقط، لكن في ضوء قرار اتحاد الكرة فإن العدد أصبح 34 فريقا، فيما يعد تكرارا لأخطاء الموسم الماضي الذي عانت فيه الفرق الليبية كثيرا وأثر سلبا على مسيرة الفرق المشاركة في المسابقات الأفريقية.
لقطة من مباراة الأهلي طرابلس وداد جي البنيني. (أرشيفية: الإنترنت)
لقطة من مباراة الاتحاد وواليتا ديتشا الإثيوبي. (أرشيفية: الإنترنت)