أصبح تخطي بعض الوجبات، نمطًا غذائيًا شائعًا بين البالغين، لكنه في الحقيقة قد ينذر بعواقب صحية خطيرة.
المخاطر الفسيولوجية لتخطي الوجبات
وبحسب دراسات استعرضها موقع “نيوز ميديكال” المختص بالعلوم الطبية والحياتية، فإغفال وجبة الإفطار أو الغداء أو العشاء يمكن أن يؤثر على التحكم في سكر الدم، وهرمونات الشهية، وتوازن الطاقة وغيرها، إلا أن بعض هذه الدراسات جاءت متضاربة ما أشار إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث.
وجاء في الدراسات أن تخطي إحدى الوجبات يقلل من مستويات الجلوكوز في الدم، ما يدفع خلايا البنكرياس لتحفيز الكبد على إطلاق الجلوكوز المخزن، وفي هذه الحالة يصبح الجسم معتمدًا على تحليل الدهون لإنتاج الطاقة، وهو ما يعزز الإحساس بالجوع.
المخاطر النفسية لتخطي الوجبات
أما المخاطر النفسية فتشير تحليلات متعددة إلى أن تخطي الوجبات قد يؤثر مؤقتًا على الوظائف المعرفية، مثل التركيز، والذاكرة العاملة، والقدرة على التخطيط، لا سيما لدى البالغين المعرّضين لنوبات نهم الطعام.
ورغم أن هذه الاضطرابات المعرفية غالبًا ما تكون مؤقتة، إلا أن سلوكيات تعويض الطعام بعد فترات الحرمان قد تؤدي إلى نهم غذائي مفرط، وزيادة في تناول السعرات الحرارية، وبالتالي إجهاد مزمن للجسم والعقل.
المخاطر الصحية لتخطي الوجبات
وتشير الدراسات إلى أن تناول وجبة أو وجبتين منظمتين يوميًا يرتبط بانخفاض مؤشر كتلة الجسم، في حين أن تناول ثلاث وجبات رئيسية مع وجبات خفيفة متعددة قد يزيد الوزن، بينما يؤدي تخطي الإفطار وتناول كميات كبيرة ليلًا إلى زيادة الدهون وتفاقم الجوع.
كما تبلغ حساسية الإنسولين ذروتها صباحًا وتقل مساءً، ما يعني أن تناول الطعام ليلًا قد يؤدي إلى ارتفاع أكبر في مستويات السكر والأنسولين.
وعلى الرغم من أن تناول وجبات صغيرة متكررة قد يحسن من مستويات الإنسولين، فإن الوجبات الغنية بالكربوهيدرات أو التي تحل محل الوجبات الأساسية لا تمنح نفس الفائدة.
الفرق بين تخطي الوجبات والصيام المتقطع
وقد أظهرت الدراسات أن أنماط الصيام المتقطع تؤدي إلى تقليل الوزن ودهون الجسم بنسبة تصل إلى 14% خلال 3 إلى 14 أسبوعًا، مع تحسن معتدل في الدهون الثلاثية، والكوليسترول الجيد، ومستويات الجلوكوز.
بينما تخطي الوجبات، خاصة الإفطار، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
مخاطر تخطي الوجبات
لكن من أبرز مخاطر تخطي الوجبات هو نقص المغذيات الدقيقة، إذ تشير البيانات إلى أن 91% من المعتادين على تخطي الوجبات لا يلبون الاحتياج اليومي من الكالسيوم، و73% يعانون من نقص فيتامين سي.
كما يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى خلل في عادات الأكل، لا سيما إذا عوض الفرد وجباته المتروكة بأطعمة عالية السعرات ومنخفضة القيمة الغذائية.