تعيش إيران منذ إعلان وقف إطلاق النار مع إسرائيل على وقع سلسلة من الانفجارات الغامضة التي طالت عددًا من المدن الكبرى، في أحداث متفرقة ترافقت مع تفسيرات رسمية متباينة، تركّز معظمها حول “تسربات غاز” أو “تفجير ذخائر غير منفجرة”، دون أن تصدر نتائج تحقيقات واضحة حتى اللحظة.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك التفجيرات، لكن تكرارها بعد نهاية التصعيد العسكري الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل، يثير علامات استفهام حول الخلفيات المحتملة، في ظل صمت رسمي عن الربط بين الحوادث وسياق ما بعد الحرب، وفقًا لشبكة “سكاي نيوز”.
تسربات غاز أم شيء آخر؟
في يومي 23 و24 يونيو الماضي بدأت سلسلة الانفجارات في حي “كرناجي” بمدينة كرمانشاه، حيث أعلنت الشرطة أن انفجارًا وقع نتيجة تسرب للغاز، وفي اليوم التالي، وقعت انفجارات أخرى في شقة بمنطقة “جنتآباد” شمال غرب طهران، وكذلك في منطقة “بلوار هدایت” بمدينة مشهد، حيث كررت السلطات التفسير ذاته، وهو تسرّب غاز.
دوي انفجارات في دزفول وحرائق بطهران
شهدت مدينة دزفول في 26 يونيو الماضي، أصوات انفجارات قالت السلطات إنها ناتجة عن “تفجير ذخائر إسرائيلية غير منفجرة”، أما في اليوم السابق، فقد اندلع انفجار وحريق في برج “آسمان” بمنطقة فرمانیه شمال طهران، وسط وعود رسمية بالتحقيق لم تُترجم حتى الآن إلى نتائج معلنة.
أما مدينة تبريز فقد شهدت في 29 يونيو، انفجارات قوية، أرجعها الحرس الثوري إلى “استبدال خزان نيتروجين بمصفاة نفط”، لكن لجنة الطوارئ في المحافظة قدمت رواية مغايرة، لافتة إلى “تفجير ذخائر إسرائيلية لم تنفجر بعد الهجوم الأخير”.
وفي 7 يوليو الجاري، تكررت أصوات الانفجارات وتحليق الطائرات في سماء طهران ومدينة كرج، فيما نفت السلطات أي هجوم خارجي، مؤكدة أن ما حدث هو “اختبار لأنظمة الدفاع الجوي”. وفي اليوم التالي، شهدت تبريز انفجارات أخرى وتبعها التبرير ذاته.
انفجار في برج سكني بطهران
في منطقة “چيتكر” غربي طهران، وقع انفجار داخل برج “بامجال 9” السكني، ما أدى لإصابة 7 أشخاص، وعزت السلطات السبب إلى تسرب غاز من شقة لم تكن مأهولة، غير أن مظهر البناية الخارجي أعاد للأذهان آثار الضربات الدقيقة التي استهدفت علماء نوويين إيرانيين في السابق.
انفجار جديد قرب قم
من جانبها، أفادت وكالة “فارس” الإيرانية بوقوع انفجار داخل مبنى سكني بحي “برديسان” قُرب مدينة قم، في 14 يوليو الجاري، أسفر عن سبعة مصابين، وفي حين نفت السلطات أن يكون الحادث مرتبطًا بأي هجوم إسرائيلي، أشارت التقديرات الأوليّة إلى تسرب غاز، مع استمرار التحقيقات.