إنفلونزا مبكرة تهدد صحة كبار السن والأطفال في أوروبا: المتغير K يثير القلق

إنفلونزا مبكرة تهدد صحة كبار السن والأطفال في أوروبا: المتغير K يثير القلق

تستعد الدول الأوروبية لمواجهة تحدٍ صحي غير متوقع مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يتسارع انتشار متحور الإنفلونزا K، الذي يظهر مبكرًا هذا العام ويسجل أرقام إصابة مرتفعة. وفي ظل هذه الأجواء، يبرز القلق من الضغط المحتمل على المستشفيات، خاصة بين كبار السن والأطفال، الذين قد يتعرضون لمضاعفات صحية خطيرة.

في سياق متصل، حذر المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض (ECDC) من قدوم موسم إنفلونزا مبكرًا وقويًا إلى نصف الكرة الشمالي، إذ ينتشر المتغير الفرعي K من فيروس A(H3N2) بسرعة، ليطال دولًا مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان. التأثيرات المتوقعة لهذا الوضع قد تؤدي إلى زيادة العبء على المستشفيات الأوروبية، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية أكثر جدية.

خصائص المتغير K وتأثيراته

يمتاز المتغير K بوجود مجموعة من الطفرات في بروتين الهيماجلوتينين، مما يمنحه القدرة على الالتصاق بالخلايا البشرية بفاعلية أكبر، بل ويتجاوز الحماية الناتجة عن الإصابات السابقة أو التطعيم. ونتيجة لذلك، شهدت اليابان بداية موجة إنفلونزا مبكرة، حيث أُغلقت أكثر من 100 مدرسة، واستمر الضغط على المستشفيات في الارتفاع.

توقعات تصاعد الحالات

أشارت أبحاث أستاذ الطب الوقائي أنتوني تريلا، من جامعة برشلونة، إلى أن موسم الإنفلونزا في إسبانيا قد يتقدم بأربعة أسابيع عما هو متوقع، مع احتمالات وصول ذروة الإصابات في نهاية العام، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على الموارد الصحية خلال فترة العطلات.

التحديات المتعلقة بلقاح الإنفلونزا

على الرغم من أن اللقاح الموسمي مصمم لمواجهة السلالات السابقة، إلا أن ظهوره قبل ظهور متغير K قد يقلل من فعاليته في الوقاية من العدوى. ورغم ذلك، تبين الدراسات الأولية أن اللقاح لا يزال يوفر حماية نسبية، تصل إلى 75% لدى الأطفال و40% لدى البالغين، مما يعد مهمًا للحد من المضاعفات وتقليل معدلات دخول المستشفيات.

تحذيرات للمرضى الأكثر ضعفًا

في ظل الأوضاع الحالية، ارتفعت تقديرات ECDC لخطورة الوضع بين الفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وبناءً على ذلك، أوصى المركز بالتطعيم العاجل لمن هم ضمن الفئات المستهدفة، مع ضرورة تعزيز إجراءات الوقاية في المستشفيات والمراكز الصحية لضمان سلامة المرضى والمجتمع.