تقرير لـ«واشنطن بوست» يكشف أزمة أميركية في غياب استراتيجية للتعامل مع إيران
تقرير لـ«واشنطن بوست» يكشف أزمة أميركية في غياب استراتيجية للتعامل مع إيران
القاهرة – بوابة الوسط الأحد 16 نوفمبر 2025, 10:30 مساء
نشرت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية مقال رأي تحت عنوان «أميركا تفتقر لاستراتيجية مع إيران»، جاء فيه أنه على الرغم من إصرار الرئيس دونالد ترامب على أن الضربات الجوية دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل، إلا أن هذه الضربات لم تعد على واشنطن سوى بمزيد من الوقت.
وترى الجريدة أن المسار الأمثل للمضي قدمًا في إخضاع إيران يتمثل في ثلاثة عناصر: الحفاظ على تهديد صادق باستخدام القوة، والاستمرار في الضغط الاقتصادي، مع الإعلان عن الجهوزية للتفاوض، بحسب «يورو نيوز».
كما تُطالب المقالة الإدارة الأميركية بتوجيه رسالة حاسمة للصين تجبرها على التفكير مرتين قبل بيع أسلحة متطورة لإيران، والتهديد بانعكاس ذلك سلبًا ليس فقط على علاقة بكين بتل أبيب وواشنطن، بل أيضًا بالدول الخليجية.
وتؤكد «واشنطن بوست» أن حربًا ثانية مع إيران ليست حتمية، لكن تفاديها يتطلب الاعتراف بأن المشكلة مع الجمهورية الإسلامية لا تزال قائمة، وأن الحل الوحيد لها يكمن في الدبلوماسية المدعومة بتهديد موثوق باستخدام القوة.
الغموض بشأن المواقع النووية
تشرح الجريدة أن قرار ترامب بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية هذا الصيف جاء كرسالة ردع لخصومه، لكن التطورات الأخيرة تؤكد أن الحملة العسكرية لم تكن كافية لوأد مساعي طهران الحثيثة لامتلاك السلاح النووي.
وتستدل الجريدة بتقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يظهر أن النظام الإيراني منع المفتشين الدوليين من الوصول إلى المواقع التي قصفتها الولايات المتحدة و«إسرائيل» قبل خمسة أشهر.
– عراقجي: إيران ليست لديها أي منشأة غير معلنة لتخصيب اليورانيوم
– عراقجي: «السلام بالقوة» شعار ترامب منذ عودته للبيت الأبيض
كما تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية حجبت عن مراقبي الأمم المتحدة بيانات كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60% التي تمتلكها، مخالفة بذلك التزاماتها بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وتضيف أن صور الأقمار الصناعية تكشف عن أعمال بناء جديدة حول منشأة نووية في جبل «بيك آكس»، على بعد نحو ميل واحد من موقع «ناتانز» الذي تعرض للقصف.
تعميق العلاقة مع الصين
ترى «واشنطن بوست» أنه في ظل انشغال روسيا بأوكرانيا، سارعت الصين إلى تعميق شراكتها مع إيران، حيث تسعى الأخيرة لاستبدال النفط ببطاريات صواريخ أرض-جو صينية، ورادارات مراقبة بعيدة المدى، وطائرات مقاتلة، معتبرة أن هذا التعاون قد يؤدي إلى «دعم الحكومة الإيرانية المهتزة بينما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة».
وتشير الجريدة إلى أن إيران تخلت عن التزاماتها في الاتفاق النووي بعد إعادة فرض العقوبات عليها، وأصبحت أكثر حذرًا في المفاوضات بعد فشل خمس جولات من المحادثات مع واشنطن، وتدخلها العسكري اللاحق إلى جانب «إسرائيل».
التعويل على الغضب الشعبي لا ينفع
وتختتم بالإشارة إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب والأزمة المائية في إيران قد يثيران احتجاجات شعبية واسعة، وأن الحكومة تدرك ذلك بالفعل، لذلك حاولت تهدئة الغضب الشعبي عبر التخفيف في تطبيق قانون الحجاب الإلزامي على النساء والتغاضي عن قيادة النساء للدراجات النارية.
مع ذلك، ترى الجريدة أن هذه الإجراءات لن تكون كافية لإسكات المعارضة، وتتابع أنه «لا ضير في التمني بسقوط نظام فاسد»، لكنها تؤكد أن «الأمل وحده لا يمكن أن يكون استراتيجية تعوّل عليها واشنطن وحلفاؤها».
