مجموعات إجرامية تستحوذ على نصف الوقود المستورد في ليبيا
«ذا سنتري»: مجموعات إجرامية تستحوذ على نصف الوقود المستورد في ليبيا
القاهرة – بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام السبت 15 نوفمبر 2025, 05:25 مساء
قالت منظمة «ذا سنتري» إن أكثر من نصف الوقود المستورد في ليبيا يجرى تهريبه من قبل شبكات إجرامية ممتدة من الشمال صوب البحر المتوسط وأوروبا، وجنوبا إلى السودان وتشاد ومنطقة الساحل.
وذكرت، في تحقيق نشرته عبر الموقع الإلكتروني، أن برنامج دعم الوقود المتضخم في ليبيا حرم المصرف المركزي من العملة الصعبة التي يحتاجها لتغطية الاحتياجات الأساسية للشعب ولتغطية الواردات الأساسية الأخرى. كما أثرت أنشطة تهريب الوقود على إيرادات المؤسسة الوطنية للنفط، مما جعل من الصعب دفع رواتب موظفي الحكومة، وساهم في زيادة أسعار الاستهلاك محليا.
وأظهرت بيانات شركة «كبلر» المستقلة أن ليبيا استوردت 234 ألف برميل في المتوسط يوميا من الوقود في العام 2024، ما يعادل 37.2 مليون لتر يوميا.
تقويض نزاهة المؤسسة الوطنية للنفط
التحقيق الدولي أشار أيضا إلى أن تداعيات أنشطة التهريب لم تقتصر على حرمان المصرف المركزي من العائدات الدولارية الحيوية، «بل تسببت أيضا في تقويض نزاهة المؤسسة الوطنية للنفط، حيث تمثل العائدات النفطية مصدرا أساسيا للدخل القومي».
– «ذا سنتري»: تهريب الوقود يكبد ليبيا خسائر بـ6.7 مليار دولار سنويًا
– موقع «بلقان إنسايت»: ألبانيا وجهة للنفط المهرب من ليبيا
– «فايننشال تايمز» تنشر تحقيقا موسعا عن الفساد النفطي في ليبيا
وقال: «لقد مكّنت سنوات من الأرباح غير المشروعة الهائلة المتأتية من نظام الوقود بعض الشبكات الفاسدة ليس فقط من تنظيم نفسها بشكل أفضل، بل وتوسيع نفوذها أيضًا… مما تسبب في أضرار دائمة».
وأضاف: «في غضون ذلك، فإن تصاعد تهريب الوقود يعني سرقة حصة أكبر من ثروة ليبيا النفطية، مما يضر بالاقتصاد الوطني ويفاقم معاناة المواطنين العاديين».
وبين عامي 2022 – 2024، كلفت أنشطة تهريب الوقود الشعب الليبي 20 مليار دولار، وهو رقم وصفه التحقيق بـ«المثير للقلق يتطلب تدخلا دوليا حاسما».
أزمة عابرة للحدود
ولم تقتصر تداعيات الأزمة على السوق المحلية فحسب، بل ذكر التحقيق أن أزمة تهريب الوقود تخطت حدود ليبيا وأثرت على دول أوروبية، أبرزها مالطا وإيطاليا، وكلاهما يعاني من تسلل الوقود غير المشروع إلى الاقتصاد المحلي.
كما تستفيد روسيا بطرق مختلفة من شبكات تهريب الوقود في ليبيا التي مكنت أنشطة مرتزقة روسيا في منطقة جنوب الصحراء والساحل. كما يُسهّل التدفق غير المشروع للوقود من جنوب ليبيا إلى قوات الدعم السريع السودانية الحرب الإبادة الجماعية الدائرة في دارفور بالسودان.
