المدير التنفيذي لشركة «تابكو» لـ«الاتحاد»: حلول مبتكرة لتحسين كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه بمحطة «الطويلة B»
سيد الحجار (أبوظبي)
أكدت فاطمة الشايجي المدير التنفيذي لشركة الطويلة آسيا للطاقة «تابكو» أن الاستدامة تمثل محوراً أساسياً لرؤية الشركة، مع الالتزام بتطبيق أفضل الممارسات البيئية وتقليل البصمة الكربونية للمحطة، والعمل باستمرار على تحسين كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه، مع اعتماد حلول مبتكرة لضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة، مؤكدة أهمية التقنيات الرقمية والتحول الرقمي في تطوير عمليات محطة «الطويلة B».
وقالت الشايجي لـ «الاتحاد»: التحول الرقمي أصبح جزءاً محورياً في قطاع الطاقة، حيث نعتمد على أنظمة رقمية متقدمة لمراقبة الأداء وتحليل البيانات بشكل فوري، مما يساعدنا على اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة، كما نعمل على أتمتة العديد من العمليات التشغيلية لتعزيز الكفاءة والحفاظ على جودة إنتاج الكهرباء واستمراريتها.
وأضافت: الابتكار عنصر أساسي في استراتيجيتنا التشغيلية، حيث نحرص على اعتماد أحدث التقنيات لضمان كفاءة العمليات وتحقيق أعلى معايير السلامة والاستدامة، كما نعمل باستمرار على تطوير حلول ذكية تواكب تطلعات الدولة في مجال الكهرباء والمياه.
وتعد محطة «الطويلة B» المستقلة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، إحدى أكبر محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه المستقلة في دولة الإمارات والمنطقة، وتساهم بشكل رئيسي في تلبية احتياجات إمارة أبوظبي من الكهرباء والمياه، وتدعم استراتيجية الدولة في أمن الكهرباء والمياه.
وتمتلك المحطة وتديرها شركة الطويلة آسيا للطاقة (TAPCO)، وتمتلك شركة «طاقة» 70% من المحطة، و14% لشركة ماروبيني، أما شركة «باور تك» فحصتها 10%، في حين تمتلك 6% المتبقية شركة «كيودن»، كما تمتلك شركة «طاقة» حصة 25% من شركة تشغيل وصيانة المحطة.
وتبلغ القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء في محطة «الطويلة B» حوالي 2200 ميجاواط، فيما تصل القدرة الإنتاجية لتحلية المياه إلى حوالي 736 ألف متر مكعب يومياً، وتعتمد المحطة على تقنيات التوليد الحراري التقليدي (الغاز والبخار)، وتعمل بنظام الإنتاج المشترك للكهرباء والمياه، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل الفاقد في الطاقة، وتستخدم المحطة تقنية التحلية الومضية متعددة المراحل، وهي من أكثر التقنيات شيوعاً في المنطقة لإنتاج المياه المحلاة بكميات كبيرة وبكفاءة عالية.

فاطمة الشايجي
خطط مستقبلية
وعن الخطط المستقبلية لمحطة «الطويلة B» ودورها في دعم استراتيجية الطاقة الوطنية، قالت الشايجي: أطمح أن تظل المحطة نموذجاً يحتذى به في الكفاءة والابتكار، وأن تساهم بشكل فعّال في تحقيق أهداف الدولة في مجال توليد الكهرباء وأمن المياه، وسنواصل العمل على تطوير الأداء وتعزيز الاستدامة بما يتماشى مع الاستراتيجيات والأجندة الوطنية لدولة الإمارات.
وأضافت: من خلال العمل يداً بيد مع شركة «طاقة» فإننا نطمح إلى توسيع نطاق التحليلات المتقدمة في جميع مراحل التشغيل والصيانة. كما نعمل على تطوير منصات رقمية تتيح مشاركة المعرفة والخبرات بين فرق العمل، بما يعزز من ثقافة الابتكار والتطوير المستمر داخل المحطة.
وتابعت: سأركز على زيادة قيمة أرباح المساهمين في المحطة، تعزيز الأداء التشغيلي للمحطة، وضمان الامتثال التنظيمي، وتحقيق أعلى معايير السلامة والكفاءة، والإشراف على أداء المشغّل المسؤول عن العمليات اليومية والصيانة الدورية لضمان استمرارية توليد الكهرباء والمياه والتمييز التشغيلي لها.
وعن التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع الكهرباء والمياه في الإمارات، وكيفية التعامل معها في «تابكو»، قالت الشايجي: أحد أبرز التحديات هو ضمان موثوقية واستمرارية توليد الكهرباء وتحلية المياه مع الحفاظ على الاستدامة البيئية، ونواجه هذه التحديات من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لضمان جاهزية المحطة لأي متغيرات.
تمكين المرأة
وعن أهمية تعينها في منصب المدير التنفيذي للمحطة، قالت فاطمة الشايجي: بفضل دعم وتمكين المرأة من قبل قيادتنا الرشيدة، وتشجيع إدارة «طاقة» اخترت الانضمام إلى قطاع أعمال يقتصر تقليدياً على الرجال، ويبعث هذا التعيين رسالة واضحة لأخواتي من الأجيال القادمة بأن المرأة الإماراتية قادرة على تولي أرفع المناصب في القطاعات الحيوية، وأتمنى أن تكون مسيرتي مصدر إلهام وتحفيز لهنّ.
وأضافت: أشعر بالفخر إزاء تولي منصب المدير التنفيذي لشركة (الطويلة آسيا للطاقة) «تابكو»، التي تضم إحدى أكبر المحطات الحيوية في أبوظبي لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، هذا التعيين يعكس الخطوات التي قطعتها المرأة الإماراتية في هذا القطاع بفضل ثقة القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل لتمكين الكفاءات الوطنية والقيادات النسائية في القطاعات الاستراتيجية.
وتابعت: خلال عملي بمنصب نائب رئيس إدارة الأصول في «طاقة» لدولة الإمارات ودول الخليج العربي، أشرفت على استراتيجيات وسياسات محفظة الشركة في توليد الكهرباء وتحلية المياه، وقد ساعدني ذلك في فهم التحديات والفرص في القطاع، وهو ما أسعى لتطبيقه في «تابكو».

