«الأهليان» يتأهلان للنهائي بعد صراع مثير حسمته ركلات الترجيح
«الأهليان» يتأهلان للنهائي بعد صراع مثير حسمته ركلات الترجيح
القاهرة – بوابة الوسط الجمعة 14 نوفمبر 2025, 09:08 صباحا
أخيرا أسدل الستار على أزمة مبارتي الدور نصف النهائي من بطولة كأس ليبيا لكرة القدم التي شغلت الشارع الكروي في ليبيا على مدار الأيام الماضية، وذلك بإقامة المبارتين وتأهل الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي إلى المباراة النهائية التي لم يتحدد موعد ومكان إقامتها بعد.
جاء تأهل الأهليين للدور النهائي بصعوبة، حيث تمكن الأهلي طرابلس من حسم «ديربي» العاصمة أمام الاتحاد عبر ركلات الترجيح بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة التي أقيمت على ملعب شهداء بنينا بالتعادل السلبي، كما تأهل الأهلي بنغازي للمباراة النهائية بعدما حسم المواجهة أمام الأخضر بركات الترجيح بثلاثة أهداف مقابل هدف، بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة التي أقيمت على ملعب مصراتة بالتعادل بهدفين لكل فريق.
في المباراة الأولى التي أدارها الحكم مصطفى الدرسي، سجل للأهلي طرابلس محمد المنير وعبدالعزيز الصويعي والأنغولي كريستوفر مابولولو، بينما أهدر جهاد مانا وعزو المريمي، على الجانب الآخر سجل للاتحاد الزهورني والسنوسي الهادي، وأهدر الخوجه ومعاذ عيسى ومحمود الشلوي. وانطلقت المباراة وسط إجراءات تنظيمية وأمنية، لما تحمله من رمزية تاريخية وتنافسية بين قطبي العاصمة.
وفي المباراة الثانية التي أدارها الحكم عبدالواحد حريويدة، تفوق حارس الأهلي بنغازي الدولي مراد الوحيشي ونجح في التصدي لضربتي ترجيح، بينما سجل الأخضر ركلة واحدة، في الوقت الذي نجح فيه زملاء الوحيشي في تسديد ثلاث ركلات ليحسم الأهلي بنغازي تأهله للنهائي.
خلاف اتحاد الكرة والأندية الثلاثة
جاءت إقامة المبارتين بعد أيام عصيبة ومشحونة مثلت أحداثها تهديدا حقيقيا لاستكمال البطولة في ظل حالة من الشد والجذب بين الأندية المشاركة والاتحاد الليبي لكرة القدم، غير أنه في النهاية تقرر تغليب صوت العقل ومرت أزمة نصف نهائي كأس ليبيا بسلام.
بداية أزمة كأس ليبيا كانت في مدينة ميلانو الإيطالية التي كان مقررا أن تحتضن ما تبقى من البطولة، حيث كانت النية تتجه لاستكمال بطولة الكأس عقب انتهاء مباريات دور سداسي التتويج بلقب الدوري الممتاز «دورينا»، غير أن مباريات السداسي نفسها واجهت عقبات ومشاكل واحتجاجات من جانب بعض الأندية، ترتب عليها تاجيل المباراة الأخيرة وبالتالي انتهاء مباريات السداسي بعد الوقت المحدد سلفا، وهو مما أثار غضب الجانب الإيطالي الذي رفض إقامة مباريات كأس ليبيا، ليعلن اتحاد الكرة قراره بإقامة مباريات البطولة في ليبيا وقبل انطلاق الموسم الجديد من الدوري الممتاز الذي كان مقررا أن ينطلق نهاية شهر أكتوبر الماضي، لكنه تأجل إلى شهر ديسمبر المقبل وفقا ما أعلن اتحاد الكرة.
وعلى الرغم من تحديد مواعيد مباريات كأس ليبيا منذ فترة، إلا أن أزمة مباريات كأس ليبيا أخذت بشكل مفاجئ منحى تصاعديا بإعلان أندية الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي والأخضر رفضها اللعب إلا وفقا لشروط حددتها في بيانات نشرتها بشكل متزامن على صفحاتها بموقع «فيسبوك»، حيث اشترطت الأندية الثلاثة تحقيق أربعة مطالب لضمان إقامة مباراتي نصف نهائي كأس ليبيا في أجواء من «الشفافية والنزاهة والمنافسة العادلة»، مؤكدين أنهم «لن يقبلوا بخوض المباريات دون توافر الشروط الفنية والضمانات المطلوبة».
وأوضحت الأندية الثلاثة في بياناتها تثمينها «الموقف المسؤول لغالبية أعضاء الاتحاد الليبي لكرة القدم الذين أبدوا احترامهم للمطالب المقدمة من أندية الأهليين والأخضر، والمتعلقة بتأجيل مباراتي نصف النهائي إلى حين استكمال المتطلبات الفنية اللازمة».
وأكدت الأندية الثلاثة أن موقفها يهدف إلى حماية حقوق الجميع وإنهاء حالة التوتر التي «افتعلها» رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، وفتح الباب أمام إصلاحات جادة في منظومة الكرة الليبية.
المطالب الأربعة لإقامة المباريات
وجددت الأندية الثلاثة التأكيد على مطالبها الأربعة، وهي توفير طاقم تحكيم أجنبي محايد، وتطبيق تقنية الفيديو «VAR» في مباريات نصف النهائي والنهائي، وتحديد موعد نهائي كأس ليبيا بعد استيفاء الشروط الفنية المطلوبة، وتحديد موعد نهائي كأس السوبر بعد تنفيذ الضمانات ذاتها.
وشددت على أن هذه المطالب «غير قابلة للمساومة أو المزايدة»، كونها تضمن المنافسة النزيهة وتجنب الأخطاء والتجاوزات التي شهدتها مراحل سابقة، مؤكدة أنها لن تشارك في المباريات ما لم تُنفذ هذه الشروط.
– للاطلاع على العدد «521» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
وأعربت الأندية الثلاثة في البيانات عن استيائها من «تعنت» رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم ورفضه «غير المبرر» للتعامل مع المطالب الأربعة «المشروعة»، كما أبدت الأندية استعدادها لتحمل التكاليف المالية لتوفير تقنية حكم الفيديو «VAR»، من أجل قطع الطريق أمام أي مبررات أو أعذار. واختتمت البيانات بدعوة رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى «تحكيم صوت العقل والتعامل بمسؤولية» مع موقف الأغلبية داخل مجلس الإدارة، واحترام الأندية المشاركة في المسابقة.
أما نادي الاتحاد فقد اتخذ موقفا مخالفا لموقف الأندية الثلاثة فأصدر بيانا أكد فيه مساندته لاتحاد الكرة في الأزمة الراهنة المتعلقة بإقامة مباراتي دور نصف النهائي من بطولة كأس ليبيا.
وأكد نادي الاتحاد في بيانه أن مجلس إدارته تابع ببالغ الاهتمام المستجدات الراهنة المتعلقة بكأس ليبيا، مشيرا إلى سلامة وصحة المسار الانتخابي لاتحاد الكرة، الذي نال إجماع كل الأندية من دون تسجيل أي اعتراض وقت إجرائه، معتبرا أن اتحاد الكرة يمثل المظلة الشرعية والوحيدة التي تحتضن الأندية الليبية، بما فيها الأطراف التي تثير الخصومة الحالية والتي كان أعضاؤها في مواقع قيادية لأندية سنوات سابقة.
وأكد النادي أن جوهر التنافس الحقيقي والمشروع يجب أن يظل محصوراً داخل الملعب، بعيداً عن التجاذبات الإدارية، مشددا على أن النادي بقاعدته الجماهيرية وتاريخه العريق يعد رقماً صعباً ومنافساً عنيداً في كل الاستحقاقات والبطولات المحلية. وأشار البيان إلى أنه لم يُسجل أي اعتراض رسمي من قبل الأندية المتأهلة لنصف نهائي كأس ليبيا على القرارات الصادرة عن اجتماع الأندية في مدينة ميلانو الإيطالية، علماً بأن نادي الاتحاد لم يكن طرفاً في ذلك الاجتماع، ولم يشارك فيه.
اتحاد الكرة يستنكر الهجوم على مقره ومنزل رئيسه
في المقابل، رد اتحاد الكرة ببيان أكد فيه أنه يقف على مسافة واحدة من كل الأندية، وأنه «يتحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الشارع الرياضي» في ضمان العدالة والمساواة بين الأندية من دون تمييز أو محاباة. وأعرب مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم عن استنكاره الشديد لما تعرض له مقر الاتحاد من هجوم وأحداث شغب، وما تلاها في اليوم التالي من اعتداء آخر على منزل رئيس الاتحاد عبدالمولى المغربي، ما أثار الهلع بين أفراد عائلته، وتسبب في أضرار معنوية جسيمة، كما لحقت بأحد أفراد عائلته تبعات مؤسفة جراء هذه الأحداث.
وقال اتحاد الكرة إن هذه الأفعال المشينة تتنافى مع القيم والمبادئ الرياضية، كما أنها تمثل سلوكا خطيرا يهدد سلامة مكونات الوسط الرياضي ويقوّض روح التنافس الشريف، وأضاف أن لجنة المسابقات سبق أن أعلنت عن موعد إقامة مباراتي الدور نصف النهائي من بطولة كأس ليبيا، وذلك استناداً إلى برنامج مباريات المنتخب الليبي، الأمر الذي ترتب عليه تأخير انطلاق الدوري الليبي.
وأوضح أن هذا الإعلان جاء وفقا لما جرى الاتفاق عليه بين الفرق الأربعة في ميلانو، وتضمن الاتفاق إقامة المباريات داخل ليبيا في ملاعب بنغازي وطرابلس أو في الملاعب البديلة في حال تعذر إقامتها في الملاعب الرئيسية، كما جرى الإعلان بتاريخ 9 أغسطس الماضي عن إقامة كل المباريات من دون حضور الجماهير ومن دون استخدام تقنية حكم الفيديو «VAR»، وبأطقم تحكيم ليبية.
وفي ظل تمسك كل طرف بموقفه، حل مواعد إقامة مباراتي نصف نهائي كأس ليبيا الأحد الماضي، غير أن المفاجأة تمثلت في غياب فريقي الأهلي بنغازي والأخضر عن الحضور لملعب مصراتة، فيما حضر طاقم الحكام الذي نزل لأرض الملعب وانتظر المدة القانونية قبل أن يطلق صافرته ويغادر.
أما في ملعب شهداء بنينا فلم يحضر فريق الأهلي طرابلس، بينما وصلت حافلة فريق الاتحاد إلى الملعب لتجد الملعب مغلقا واصطدمت بلافتة ورقية تفيد بأن الملعب مغلق وأنه جرى تعليق النشاط بسبب عطل في أعمدة الكهرباء الخاصة بالملعب، ما ترتب عليه عدم إقامة المباراة، غير أنه بعد ذلك بساعات أعلنت لجنة المسابقات إقامة مباراة الأهلي بنغازي يوم الإثنين الماضي وإقامة مباراة الاتحاد والأهلي طرابلس في اليوم التالي بعدما اعتبرت أن ملعب شهداء بنينا شهد ظرفا قاهرا حال دون إقامة المباراة، لتنتهي بذلك فصول واحدة من أخطر الأزمات التي شهدتها الكرة الليبية في الفترة الأخيرة.

مباراة الأهلي طرابلس والاتحاد، نوفمبر 2025. (الإنترنت)

مدرب الأهلي طرابلس حسام البدري. (الإنترنت)

