رامي فاروق.. في معرضه الفردي الأول
فاطمة عطفة (أبوظبي)
افتتح أول أمس في جاليري «قنازع» بأبوظبي أول معرض فردي للفنان رامي فاروق، يضم أكثر من 40 عملاً فنياً على الورق، تغطي الأعمال مسيرة فاروق الفنية لأكثر من 14 عاماً، وأنجزت معظم الأعمال منجزة بالحبر والباستيل والفحم والرصاص، حيث التقط الفنان بها لحظات من الحدس والتأمل ليبرز اللحظة والإيماءة والهشاشة، ويمثل المعرض استمرارية وعودة في آن واحد، حيث يستكشف فاروق مواضيع راسخة، كالتحفيز والحماية والإيمان، مبيناً أن وضع العلامات على بعض اللوحات لا يخضع للنقد المفاهيمي، بل يجسد إلحاح التجربة المعيشة، وهذه اللغة تؤكد الفن كشكل من أشكال الشفاء الذاتي والتفاني.
ومن خلال «العناية بالنفس»، يوسّع الفنان فاروق الممارسة الداخلية إلى الخارج، محولاً التأمل الشخصي إلى صدى جماعي، حيث يكشف المعرض عن التوازن والإيمان والهشاشة والقوة، إضافة إلى الفوضى والهدوء، ما يؤدي إلى التأمل في إمكانية الرعاية للذات وللبشرية. وهذا ما أشار إليه رامي فاروق، وهو يرى أيضاً أن الورق ليس مجرد دعامة، بل هو أيضاً موقع أساسي، يمتاز بأنه هش وجذاب، يبرز الحميمية، ويصبح سطحاً لا تختفى فيه المشاعر ولا تمحى الدوافع، بل يتيح مساحة للإدراك والتحرر، وخاصة أن بعض الأعمال تستمد عناوينها من ملاحظات وأفكار مكتوبة على جدار غرفة الفنان، حيث تظهر فيها شذرات شخصية، أدعية، وتأكيدات تطمس الخط الفاصل بين اليوميات والتصريحات العامة، بينما تنبثق أعمال أخرى من ممارسات التعبير عن الذات وتدوينها، عاكسة حواراً داخلياً مستمراً معاً، مؤكداً أن هذه الأعمال تشكل نوعاً من صورة ذاتية، ومشهداً اجتماعياً تنتج مساحة للمرونة.
