واشنطن تعزز وجودها العسكري في أميركا اللاتينية و«الكاريبي».. وفنزويلا تتحدث عن تهديد «إمبريالي»
واشنطن تعزز وجودها العسكري في أميركا اللاتينية و«الكاريبي».. وفنزويلا تتحدث عن تهديد «إمبريالي»
القاهرة – بوابة الوسط الأربعاء 12 نوفمبر 2025, 08:36 صباحا
وصلت حاملة طائرات أميركية إلى قبالة سواحل أميركا اللاتينية، مساء الثلاثاء، ما يمثل تعزيزا كبيرا للموارد العسكرية الأميركية في المنطقة وتصعيدا للتوتر مع فنزويلا التي تحدثت عن تهديد «إمبريالي».
ويتزامن وصول «يو أس أس جيرالد فورد»، أكبر حاملة طائرات في العالم، لتعزيز عملية تؤكد واشنطن أن هدفها مكافحة المخدرات، مع تدريبات دفاعية عسكرية فنزويلية، فيما دانت روسيا ، الغارات الجوية الأميركية على قوارب تشتبه واشنطن في أنها تستخدم لتهريب المخدرات»، وفق وكالة «فرانس برس».
انتشار عسكري أميركي
وأعلنت القيادة الجنوبية للجيش الأميركي في بيان: أن «مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد ر. فورد دخلت في 11 نوفمبر منطقة عمليات القيادة الأميركية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي».
وأضافت: أن «هذا الانتشار الذي أعلنته واشنطن في 24 أكتوبر 2025، يهدف إلى دعم أمر الرئيس دونالد ترامب بتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية ومكافحة إرهاب المخدرات».
وتحمل حاملة الطائرات الأكثر تطورا في الجيش الأميركي، أربعة أسراب من الطائرات المقاتلة، وترافقها ثلاث مدمرات مزودة صواريخ موجهة.
الاستيلاء على الاحتياطات النفطية
ومنذ أغسطس الماضي، تنشر واشنطن قدرات عسكرية كبيرة في منطقة البحر الكاريبي من بينها ست سفن حربية، بهدف معلن هو مكافحة تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
رد فنزويلي
في المقابل، ترى فنزويلا أن نشر هذا الأسطول هدفه إطاحة الرئيس نيكولاس مادورو والاستيلاء على احتياطاتها النفطية.
وأذن ترامب بعمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية في فنزويلا، لكنه أعطى مؤشرات متناقضة حول استراتيجيته، متحدثا أحيانا عن ضربات على الأراضي الفنزويلية لكنه استبعد أيضا فكرة الحرب.
– مخاوف من اندلاع حرب.. واشنطن ترسل أكبر حاملة طائرات «جيرالد فورد» إلى الكاريبي
– مادورو: فنزويلا تمتلك 5 آلاف صاروخ مضاد للطائرات لمواجهة التهديدات الأميركية
– بعد طلب مادورو الدعم العسكري.. الكرملين: نتواصل مع أصدقائنا في فنزويلا
ودعا مادورو مرات عدة إلى الحوار لكنه يؤكد أنه مستعد للدفاع عن نفسه، عارضا باستمرار نشاطات عسكرية داخل البلاد، حيث أكد أن «فنزويلا تملك القوة والنفوذ للرد على الولايات المتحدة، وأنه سيصدر أمر بعمليات وتعبئة وقتال للشعب الفنزويلي بكامله إذا تعرضت بلاده للخطر
تدريبات عسكرية فنزويلية
والثلاثاء، أعلن الجيش الفنزويلي أنه ينتشر بـ«كثافة» في كل أنحاء بلاده للرد على «الإمبريالية» الأميركية، بحسب «فرانسر برس».
وتحدث وزير الدفاع ورئيس الأركان الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز في بيان عن «نشر مكثف لوسائل برية وجوية وبحرية ونهرية وصواريخ، وأنظمة أسلحة، ووحدات عسكرية، وميليشيا بوليفارية تضم مدنيين وعسكريين سابقين يشكلون قوات لتعزيز الجيش والشرطة».
وبثت قناة «في تي في» التلفزيونية الحكومية خطابات لضباط كبار في ولايات عدة في البلاد، مصحوبة بصور تظهر تدريبات عسكرية.
وتحدث لوبيز عن مشاركة 200 ألف عنصر مسلح في التدريبات، مضيفا: «يجب على البلاد أن تعلم أن فنزويلا محروسة ومحمية ومدافع عنها».
ضربات أميركية
وفي الأسابيع الأخيرة، شنّت الولايات المتحدة حوالى 20 ضربة جوية على سفن اشتبهت من دون دليل بأنها تحمل مخدرات، مسفرة عن مقتل 76 شخصا على الأقل.
ويتساءل عديد الخبراء عن شرعية مهاجمة مثل هذه المراكب في المياه الدولية من دون محاولة اعتراضها أو توقيف أفراد طواقمها وتقديمهم للعدالة.
قتل خارج نطاق القضاء
وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك ضرورة التحقيق في قانونية الضربات الأميركية، متحدثا عن «مؤشرات قوية» على أنها تشكل عمليات قتل خارج نطاق القضاء.
من جهتها، اعتبرت روسيا الثلاثاء أن الضربات الأميركية على القوارب في الكاريبي غير قانونية و«غير مقبولة».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الرسمي: «هكذا تتصرف عادة الدول الخارجة عن القانون، وتلك التي تعتبر نفسها فوق القانون»، معتبرا أن الولايات المتحدة تتخذ مكافحة المخدرات «ذريعة».
مخاوف دولية
وأثار الانتشار العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي أيضا قلق البرازيل، فيما أعلنت كولومبيا أنها ستعلق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين بوغوتا وواشنطن «طالما استمرت الهجمات الصاروخية على القوارب».
وحتى المملكة المتحدة، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، توقّفت منذ أكثر من شهر عن مشاركة معلوماتها الاستخباراتية مع واشنطن حول القوارب المشتبه في تورطها في تهريب مخدرات في منطقة الكاريبي، لعدم رغبتها في أن تكون متواطئة في الضربات الأميركية، وفق شبكة «سي إن إن» نقلا عن مصادر قريبة من الملف.
