سورية تحقق في سرقة قطع أثرية من المتحف الوطني في دمشق
سورية تحقق في سرقة قطع أثرية من المتحف الوطني في دمشق
القاهرة – بوابة الوسط الأربعاء 12 نوفمبر 2025, 02:53 مساء
بدأت السلطات السورية، اليوم الأربعاء، تحقيقاتها بعد سرقة قطع أثرية ثمينة من المتحف الوطني في دمشق، وقررت غلق أبوابه أمام الزوار حتى الانتهاء من جمع الأدلة المتعلقة بحادث السرقة.
وتعرض الجناح الكلاسيكي، الذي يُعد من بين أهم الأقسام في المتحف الرئيسي في سورية، لسرقة ليل الأحد الإثنين، وفق ما أفاد مصدران لوكالة «فرانس برس» الثلاثاء.
وقال مسؤول سوري متابع للقضية رفض الكشف عن هويته: «بدأت التحقيقات الرسمية، والمتحف سيبقى مغلقًا بشكل موقت حتى الانتهاء من جمع الأدلة».
جرد لجميع القطع الأثرية
وأضاف: «تجري حاليًا عمليات جرد لجميع القطع الأثرية داخل أقسام المتحف للتأكد من عدم فقدان أي قطع أخرى».
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية الثلاثاء: إنها «باشرت، بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، فتح تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات حادثة فقدان بعض المعروضات».
وأضافت: «سيجري اتخاذ جملة من الإجراءات الفورية لضمان سلامة المقتنيات وتدعيم منظومة الحماية والمراقبة داخل المتحف»، دون أن تحدد نوعية القطع المسروقة أو عددها.
ستة تماثيل من العصر الروماني
لكن مسؤولا في إدارة المتاحف، طلب أيضًا عدم ذكر اسمه، قال الأربعاء: إن «السرقات انحصرت بستة تماثيل صغيرة الحجم للإلهة فينوس تعود إلى العصر الروماني»، بحسب «فرانس برس».
– سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
– المتحف الوطني في دمشق يعيد فتح أبوابه للمرة الأولى منذ إطاحة الأسد
وقال مسؤول آخر إن «من بين المسروقات مسبوكات ذهبية».
نهب عشرات آلاف القطع
وقضت سنوات النزاع السوري منذ العام 2011 على معالم أثرية وتراث قيّم، وتعرضت عشرات آلاف القطع للنهب. إلا أن متحف العاصمة بقي في منأى عن تداعياته، ونقلت إليه قطع أثرية نادرة من مناطق أخرى لحفظها.
متحف دمشق
تأسس متحف دمشق بداية العام 1920، ونُقل إلى مبناه الحالي في العام 1936، ويتألف من أقسام عدة تضم عصور ما قبل التاريخ والآثار السورية القديمة والآثار الكلاسيكية والآثار الإسلامية والفن الحديث، ويضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية.
ويعد الجناح الكلاسيكي من أهم الأجنحة في المتحف، حيث يحتوي على قطع نادرة من حقبات عدة بينها الهلنستية والرومانية والبيزنطية، جمعت من مواقع أثرية رئيسية في سورية.
وأعادت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية فتح أبواب المتحف في 8 يناير من العام 2025، بعدما أوصدتها عشية الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، خشية حدوث عمليات سرقة ونهب، مؤكدة أنه «لم تحصل أي تعديات على المتحف آنذاك».
40 ألف قطعة أثرية نهبت
ولم تنج المواقع الأثرية والمتاحف من تداعيات الحرب، وتعرّضت المواقع الثابتة لأضرار كبيرة، خصوصا المدينة القديمة في حلب (شمال) وتدمر (وسط).
وفي العام 2020، ذكر تقرير نشرته «مؤسسة جيردا هنكل» و«الجمعية السورية لحماية الآثار» ومقرها باريس، أن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية نهبت من المتاحف والمواقع الأثرية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011.
ذاكرة السوريين
وقال رئيس جميعة أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية السورية إياد غانم لـ«فرانس برس» الأربعاء: إن «المسروقات الأخيرة تمثل ذاكرة السوريين».
لكنه رأى أن «هناك إمكانية لاستعادة هذه القطع لأنها مسجلة ولها صفات معينة، وستعمم صفاتها محليًا ودوليًا لاستعادتها واسترجاعها بعد مراسلة الجهات الدولية».
