الجميع في ليبيا ينتظر الدعم الأوروبي للتعاون في مجال الهجرة
«سكاي نيوز» البريطانية: الجميع في ليبيا ينتظر الدعم الأوروبي للتعاون في مجال الهجرة
القاهرة – بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأربعاء 12 نوفمبر 2025, 04:00 مساء
تحدثت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن كيفية استغلال بعض الأطراف في ليبيا فرصة التعاون مع أوروبا في مجال الهجرة من أجل تحقيق أهداف وأجندات خاصة، مشيرة إلى «حالة الذعر» التي تصيب العواصم الغربية مع كل قفزة في أرقام المهاجرين الوافدين عبر البحر المتوسط، وهي حالة تدفعها إلى تقديم عروض سخية للتعاون، بغض النظر عن حقيقة الوضع داخل ليبيا.
وفي تحقيق أجرته الشبكة البريطانية من داخل ليبيا، ونشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، قالت «سكاي نيوز» إن «الاتفاق المثير للجدل الموقع بين إيطاليا والحكومة في طرابلس بالعام 2017 لكبح تدفقات الهجرة غير القانونية غالبا ما ينظر إليه في المنطقة الشرقية على أنه مشروع مربح والآن يريدون حصة من الكعكة».
ونقلت عن الخبير في الشؤون الليبية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة جلال حرشاوي قوله: «في كل مرة ترتفع أرقام الهجرة، يخلق ذلك حالة من الهلع في إيطاليا أو اليونان.. فجأة أصبح الأوروبيون أكثر لطفًا وأكثر استعدادًا لتقديم كل أنواع الهدايا والحوافز». في حين نفى مسؤولون في بنغازي حدوث انتهاكات بحق المهاجرين وطالبي اللجوء، وأكدوا الاستعداد للتعاون مع أوروبا لحل الأزمة.
«قطعة من الكعكة»
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الليبية، محمد الجارح: «من خلال إبرام صفقات مع أوروبا، يرغب قائد قوات القيادة العامة، المشير خليفة حفتر، والسلطات التابعة له الاعتراف الدولي بالسيادة على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها».
وأضاف: «باعتبارها سلطات موازية لا يعترف بها الاتحاد الأوروبي، فهم يقولون دائما: لماذا علينا القيام بأي شيء لوقف مراكب الهجرة؟.. نحن لا نملك الموارد الكافية. لا نملك العدد الكافي للتعامل مع أزمة بهذا الحجم».
– معهد ألماني: السياسات الأوروبية تجاه الهجرة غير القانونية رسخت نفوذ «أمراء الحرب» في ليبيا
– «سي إن إن»: ليبيا بها 100 ألف لاجئ مسجلون بالأمم المتحدة حتى أكتوبر.. والسودانيون وحدهم 84%
– اتفاق ليبي – أوروبي بشأن إعادة المهاجرين إلى دولهم
شرق ليبيا.. نقطة الانطلاق صوب أوروبا
أجرت مراسلة «سكاي نيوز» جولة في عدد من مراكز احتجاز المهاجرين على أطراف مدينة بنغازي، وقالت إن المنطقة الشرقية تحولت إلى نقطة المغادرة الرئيسية لعشرات آلاف المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، حيث يجري تهريبهم على متن قوارب متهالكة عبر البحر المتوسط.
وأضافت: «من الواضح أن السلطات في شرق ليبيا أرادوا أن نرى حجم المشكلة.. من الواضح أيضا أنهم يريدون إخبار العالم أنهم منفتحون أمام التعاون، فقد أخبرنا عديد المسؤولين في الشرق كيف أنهم ينتظرون التمويل الأوروبي لكبح تدفقات الهجرة غير القانونية. كما ينتظرون أن يشمل التعاون صفقات ودعما ماليا وتقنيا واعترافا سياسيا رسميا، مثلما حدث مع حكومة الوحدة الوطنية في الغرب».
إلى ذلك، قال رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في الشرق، اللواء صلاح الخفيفي: «هذه ليست مشكلتنا. إنها مشكلة أوروبا، لكن نحن من نواجهها. لا يمكننا القيام بذلك».
وأضاف، في تصريحات إلى «سكاي نيوز»: «السلطات في الشرق أوقفت 80% من المهاجرين غير القانونيين، لكنهم ينتظرون دعما أوروبيا، فالمهاجرون لا يرغبون في البقاء داخل ليبيا، بل بالهجرة إلى أوروبا، اليونان أو إيطاليا أو بريطانيا».
الالتزام بالقانون
وردا على الاتهام بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا، التقت «سكاي نيوز»، وزير الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، اللواء عصام أبوزريبة، الذي أكد أن «مراكز الاحتجاز في ليبيا تعمل وفق القوانين والتنظيمات حيز التنفيذ». كما نفى صحة أي مزاعم تتعلق «بمحاولة السلطات في شرق ليبيا استغلال أزمة الهجرة للاستفادة من الغرب».
وأضاف: «نحرص على عدم ارتكاب أي انتهاكات قانونية أو انتهاكات لحقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز، ونؤكد أن جميع المقيمين هناك، وهم من المهاجرين غير القانونيين، يعاملون بما يليق بالكرامة الإنسانية».
لكنه لم يستبعد أيضا «احتمال حدوث بعض الانتهاكات الفردية من قبل بعض العناصر»، وقال: «في حالة حدوث ذلك، فهم لا يمثلون نهج وزارة الداخلية، والمسؤولون يخضعون بشكل كامل للمساءلة القانونية فور ثبوت التهم الموجهة ضدهم».
عنف وتعذيب
والتقت مراسلة «سكاي نيوز» عددًا من المهاجرات محتجزات داخل مركز في شرق ليبيا، ونقلت عن سيدة من إريتريا أنها «تعرضت للاغتصاب والعنف الجنسي»، وأضافت: «جميع الفتيات هنا لديها حكايات عن الاغتصاب وشيء من هذا القبيل».
كما تحدثت المراسلة إلى مهاجرين اثنين من نيجيريا قيل إنهما متورطان في الإتجار بالبشر، وقالت: «أصر هؤلاء على أنه جرى الإيقاع بهما.. من المستحيل معرفة الحقيقة هنا، إذ لا يملك جميع المحتجزين الوصول إلى محامين أو العائلة».
وذكرت أن أيًا من المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز يعلم المدة التي سيقضيها بالداخل، فيما ذكر آخرون أنه جرى نقلهم بين عدة مراكز احتجاز خلال الأشهر الماضية، وبعضهم محتجز منذ أكثر من عام تقريبا. وغالبية المهاجرين في ليبيا من السودان وإريتريا، إلى جانب أعداد كبيرة من دول نيجيريا والنيجر ومصر وتشاد وكذلك بنغلاديش.
تجارة مربحة
أصبح تهريب المهاجرين من ليبيا أكثر الأنشطة غير المشروعة ربحا، حيث يتربح المهربون 150 ألف دولار تقريبا مقابل كل قارب مطاطي يحمل ما بين خمسين إلى ستين مهاجرا.
وعزت الشبكة البريطانية الوضع الراهن في ليبيا إلى الفوضى السياسية والأمنية التي سيطرت على البلاد عقب سقوط نظام معمر القذافي بالعام 2011.
وقالت إن «ليبيا انزلقت إلى الفوضى ولا تزال منقسمة بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب، إضافة إلى عشرات التشكيلات المسلحة المدججة بالأسلحة، يدير العديد منها الآن شبكات التهريب والخطف والابتزاز، وكذلك بيع النفط بشكل غير مشروع وأيضا بيع البشر»، مشيرة إلى تقديرات بوجود 20 مليون قطعة سلاح في ليبيا ذات الستة ملايين نسمة فقط.
