الجزائر تعفو عن الكاتب بوعلام صنصال وتوافق على نقله إلى ألمانيا
الجزائر تعفو عن الكاتب بوعلام صنصال وتوافق على نقله إلى ألمانيا
القاهرة – بوابة الوسط الأربعاء 12 نوفمبر 2025, 08:49 مساء
أعلنت الرئاسة الجزائرية، اليوم الأربعاء، العفو عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بعد سجنه لمدة عام في قضية تسببت بتوتر العلاقات الدبلوماسية مع باريس، ووافقت على نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وذكر بيان الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبدالمجيد تبون تلقى طلبا من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتضمن «إجراءَ عفوٍ لفائدة بوعلام صنصال»، وتابع أن الرئيس قرر لدواع «إنسانية» الرد بالإيجاب على طلب شتاينماير الذي وصفه بأنه «صديق». وأوضح بيان الرئاسة الجزائرية «ستتكفل الدولة الألمانية بنقل المعني وعلاجه».
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير،في وقت لاحق الأربعاء إن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال «في طريقه إلى ألمانيا لتلقي العلاج» بعد العفو عنه في الجزائر وإطلاقه من السجن.
«متانة العلاقات والثقة المتبادلة بين ألمانيا والجزائر»
وشكر شتاينماير الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في بيان على «اللفتة الإنسانية» التي قال إنها «تُجسّد متانة العلاقات والثقة المتبادلة بين ألمانيا والجزائر».
ووجه شتاينماير طلبه من أجل «لفتة إنسانية»، الإثنين إلى نظيره الجزائري. واقترح أن يحصل بوعلام صنصال على العلاج الطبي في ألمانيا «نظرًا لتقدمه في السن … ووضعه الصحي الهش».
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو الأربعاء عن «ارتياح» حكومته، مضيفا أنه يأمل أن يتمكن الكاتب من «الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت ممكن» و«تلقي الرعاية» الصحية.
وكانت عائلة الكاتب البالغ 81 عامًا قد أعربت عن قلقها بشأن صحته، مشيرة إلى أنه يتلقى علاجًا لسرطان البروستاتا، وقالت ابنته صبيحة الأربعاء عبر الهاتف من الجمهورية التشيكية حيث تعيش «كنت متشائمة بعض الشيء لأنه مريض وكبير في السن وقد يموت هناك. كنت متشائمة ولكنني كنت دائما مؤمنة. ظللت آمل أن يحدث ذلك يوما ما».
ماكرون يدعو إلى «بادرة إنسانية» لصالح صنصال
في نهاية مارس، خلال فترة قصيرة من التقارب مع الجزائر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «بادرة إنسانية» لصالح الكاتب.
لكن في الأول من يوليو، أكدت محكمة الاستئناف بالجزائر حكمًا بالسجن خمس سنوات صدر في الدرجة الأولى في 27 مارس ضده لإدانته بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية» بسبب تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2024 لوسيلة الإعلام الفرنسية اليمينية المتطرفة «فرونتيير»، حيث اعتبر أن الجزائر ورثت من الاستعمار الفرنسي أراضي من غرب الجزائر مثل وهران ومعسكر، كانت تنتمي سابقًا، حسب رأيه، إلى المغرب.
– الرئيس الألماني يطلب من الجزائر العفو عن الكاتب بوعلام صنصال
– مؤشرات على استجابة الجزائر لطلب الرئيس الألماني بالعفو عن الكاتب بوعلام صنصال
وعادت فرنسا في الأسابيع الأخيرة للمطالبة مرة أخرى بالإفراج عن صنصال، وكذلك عن الصحفي الرياضي كريستوف غليز الذي ينتظر محاكمته في الاستئناف في 3 ديسمبر بعد أن حُكم عليه نهاية يونيو بالسجن سبع سنوات بتهمة «تمجيد الإرهاب».
زيارة مرتقبة لألمانيا
في مقابلة طويلة أجريت في سبتمبر الماضي، تحدث الرئيس الجزائري عن إمكانية زيارته لألمانيا في نهاية عام 2025 أو بداية عام 2026. ولم يجر تقديم أي تاريخ منذ ذلك الحين.
وسبق لتبون أن قضى في ألمانيا ثلاثة اشهر بين نهاية 2020 وبداية 2021 للعلاج بعد إصابته بكوفيد. يُعد صنصال الذي حصل على الجنسية الفرنسية في عام 2024، شخصية بارزة في الأدب الفرانكفوني الحديث في شمال أفريقيا، وهو معروف بانتقاداته للسلطات الجزائرية والإسلاميين.
وتطالب فرنسا منذ أشهر بالإفراج عن الروائي والكاتب الذي جرى توقيفه في مطار الجزائر في 16 نوفمبر 2024. وزاد سجنه من تعقيد خلاف بين باريس والجزائر بدأ في يوليو 2024 بعد اعتراف فرنسا بخطة حكم ذاتي «تحت السيادة المغربية» للصحراء الغربية.
وهذا الإقليم الذي تعده الأمم المتحدة غير متمتع بالاستقلال، موضوع نزاع منذ 50 عامًا بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المدعومة من الجزائر والمطالبة بالانفصال.
