250 ألف مستفيد من برنامج «تفعيل التطوع المجتمعي» في إمارة أبوظبي
جمعة النعيمي (أبوظبي)
نفذت هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، منذ إطلاقها عام 2023 منحة برنامج تفعيل التطوع المجتمعي، 33 برنامجاً موجهاً لفئات مجتمعية متنوعة، شملت الشباب، وكبار المواطنين والمقيمين، والنساء، وأصحاب الهمم، وغيرهم مما ساهم في خدمة عدد من 250.000 مستفيد، وتفعيل 4.057 متطوعاً خاصاً ببرامج تفعيل التطوع المجتمعي، وفقاً لمدير إدارة المشاركة المجتمعية والتطوع بالإنابة في الهيئة اليازية الهاشمي.
الأولويات الاجتماعية
وقالت الهاشمي: إن برامج التطوع المجتمعي تشمل مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تعالج الأولويات الاجتماعية التي تحقق أثراً اجتماعياً في مجالات القطاع الاجتماعي والصحة والبيئة والتعليم والبنية التحتية، بالتعاون مع مشغّلين للبرامج التطوعية مثل: «ريجنال للرياضات»، مركز دينتال إكسبرتس، «سكولارشيب للاستشارات»، فريق ربدان التطوعي، و«ريلوب»، وغيرها.
وتشمل هذه الأولويات الاجتماعية، على سبيل المثال لا الحصر: دمج أصحاب الهمم ضمن القوى العاملة، وتعزيز نمط حياتهم، والارتقاء بأسلوب حياة كبار المواطنين والمقيمين، وتعزيز نمط حياتهم، وتعزيز التماسك الأسري، وتعزيز الصحة النفسية، وتشجيع الأنشطة الرياضية وغيرها.
روح المسؤولية
وأكدت الهاشمي في حوار مع «مركز الاتحاد للأخبار»، أن دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، تتولى رصد الأولويات الاجتماعية في الإمارة، من خلال استبانات جودة الحياة الخاصة بها لضمان معالجة أهم الأولويات الملحة.
وتهدف هذه البرامج، بحسب الهاشمي، إلى تمكين المتطوعين من تقديم مساهمات فعالة، وتعزيز روح المسؤولية المجتمعية المشتركة، وتطوير منظومة تطوعية متكاملة في أبوظبي، إلى جانب تفعيل مشاركة القطاع العام والخاص ومؤسسات القطاع الثالث والأفراد، وتعزيز أواصر التعاون، وبالتالي توفير المزيد من الفرص التطوعية وتمكين الأعمال الاجتماعية، وتحفيز الأفكار الرائدة.
وأوضحت الهاشمي أنه يمكن تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية، من خلال تمكين القطاعات المختلفة لإحداث أثر إيجابي في المجتمع عن طريق التعاون مع الجهات الحكومية، بالإضافة إلى تمكين القطاعات المختلفة، سواء كانت حكومية، خاصة، أو شركات اجتماعية ومؤسسات نفع عام، للقيام بدور فعال في إحداث أثر إيجابي ومستدام في المجتمع عبر بناء شراكات استراتيجية مع الجهات الحكومية، بما يضمن تلبية احتياجات المجتمع، وتعزيز التنمية المستدامة، مع خلق بيئة تشجع على الابتكار والتعاون والمشاركة المجتمعية.
وأضافت: نقدم مجموعة متكاملة من الخدمات لدعم تصميم وتنفيذ البرامج المجتمعية. وتشمل هذه الخدمات تقديم الاستشارات المتخصصة لتصميم البرامج وتنفيذها بما يتوافق مع احتياجات المجتمع، وتوفير المنح اللازمة لتشغيل البرامج، بالإضافة إلى دعم توفير المتطوعين سواء كانوا العاملين أو المتخصصين الحاصلين على شهادات وخبرات في مجالات مختلفة، مثل الصحة والتعليم وغيرها. يهدف هذا النهج إلى ضمان جودة وفعالية البرامج المجتمعية، وتعزيز أثرها الإيجابي المستدام في المجتمع.
400 مشارك
وقالت: أطلقت هيئة المساهمات المجتمعية – معاً برنامج «رحلة أجيال» في عام 2019، وهو أحد أبرز البرامج المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز جودة حياة كبار المواطنين والمقيمين من خلال دمجهم في أنشطة تفاعلية تعزز الترابط المجتمعي.
ويُنفَّذ البرنامج بإدارة وتعاون فريق ربدان التطوعي، حيث يوفّر بيئة محفّزة تجمع كبار المواطنين والمقيمين بفئة الشباب المتطوعين، وتشجعهم على ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية بشكل منتظم.
وقد نجح البرنامج في استقطاب أكثر من 300 مشارك في أبوظبي و175 مشاركاً في منطقة العين، وأسهم بشكل فعّال في دمجهم ضمن المجتمع عبر مشاركتهم في الفعاليات التطوعية والمبادرات المجتمعية، مما ساهم على الحد من العزلة واستعادة روح العطاء والإيجابية في حياتهم اليومية. وبعد 14 موسماً متتالياً، يواصل برنامج رحلة أجيال تحقيق أهدافه الإنسانية والمجتمعية في رفع مستوى المشاركة المجتمعية.
حلول مبتكرة
وتابعت الهاشمي: يهدف البرنامج إلى إشراك وتفعيل دور القطاع الخاص والثالث والأكاديمي في تقديم حلول مبتكرة تخدم الأولويات الاجتماعية في إمارة أبوظبي، من خلال تقديم برامج وخدمات مجتمعية تعمل على تعزيز منظومة العمل التطوعي المجتمعي. كما يعمل البرنامج على دعم وتفعيل عدد من البرامج التي تخدم الفئات المستهدفة من المجتمع.
15 مبادرة إبداعية
قالت اليازية الهاشمي: أطلقت هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، برنامج الثقافة المالية؛ بهدف تمكين طلاب إمارة أبوظبي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً من المهارات الأساسية في الثقافة المالية والقيادة، بما يؤهلهم ليكونوا صانعي تغيير إيجابي داخل مدارسهم ومجتمعاتهم. وقد نُفِّذ البرنامج التجريبي بمشاركة 15 مدرسة، وشمل 6 جلسات تعليمية أساسية و8 ورش عمل تفاعلية، أسفرت عن تطوير 15 مبادرة إبداعية يقودها الطلاب أنفسهم، تضمنت ألعاباً تعليمية، وحملات توعية، وورش عمل مخصصة لزملائهم، مما ساهم في جعل مفاهيم الثقافة المالية أكثر ارتباطاً بواقعهم اليومي. قاد هذه المبادرات 60 طالباً وطالبة، بدعم من 150 متطوعاً من زملائهم، وامتد أثرها ليشمل أكثر من 750 طالباً وطالبة في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي، في خطوة تعكس التزام الهيئة بتعزيز الوعي المالي لدى الشباب، وتمكينهم من لعب دور فاعل في بناء مجتمع أكثر استدامة.
وأكدت أن هيئة المساهمات المجتمعية – معاً حرصت على تطوير وتنفيذ عدد من البرامج التطوعية المصممة خصيصاً لدعم أصحاب الهمم، وذلك ضمن جهودها لتعزيز الشمولية وتوفير خدمات نوعية للفئات المجتمعية المختلفة. ومثال على ذلك برنامج، نبتسم معاً الذي تم تشغيله من قبل «دنتل إكسبرتس». تضمنت هذه المبادرة تقديم خدمات رعاية صحية مجانية للأسنان، شملت الفحوص الأولية والمتابعة الطبية؛ بهدف تحسين الوصول إلى خدمات طب الأسنان عالية الجودة لهذه الفئة التي غالباً ما تواجه تحديات في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة. ومثال آخر، برنامج أهل النشاط الذي يقدم جلسات رياضية أسبوعية تهدف إلى تعزيز الصحة واللياقة البدنية، من خلال مشاركة أصحاب الهمم، مما ساهم في رفع معنوياتهم وتعزيز اندماجهم المجتمعي، بالإضافة إلى تحسين صحتهم الجسدية والنفسية والذي تم تشغيله من قبل «ريجينال للرياضة».

