التشققات الأرضية في اسبيعة تستدعي دراسة علمية عاجلة
اللجنة الفنية: التشققات الأرضية في اسبيعة تستدعي دراسة علمية عاجلة
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 10 نوفمبر 2025, 11:22 صباحا
قال رئيس اللجنة الفنية العليا لمتابعة ظاهرة طفح المياه الجوفية والتشققات والانجرافات الأرضية المهندس صالح الصادق، إن الظاهرة الجيولوجية التي شهدتها منطقة أولاد أبو عائشة ببلدية اسبيعة طبيعية وتُسجل بمناطق متعددة حول العالم، لكنها تتطلب دراسة علمية دقيقة وعاجلة في الحالة الليبية لخصوصية المنطقة وتأثيرها على المساكن.
وكانت تشققات وانجرافات أرضية كبيرة يصل عمق بعضها إلى نحو 10 أمتار، ظهرت بالقرب من أشجار الزيتون وعدد من المساكن ببلدية اسبيعة، ما شكل خطرًا على السكان والممتلكات في المنطقة.
– ظهور تشققات أرضية في الهيرة.. والشرطة الزراعية تدعو لدراسة أسبابها
– «الوضع خطير».. تعليمات عاجلة من حكومة الدبيبة بشأن التشققات الأرضية في اسبيعة
وأوضح الصادق أن بداية ظهور التشققات كانت في عام 2023 عقب عاصفة مطرية قوية، حيث ظهرت على شكل أقواس في آخر مزرعة غربًا من مشروع الهير الزراعي، ثم ازدادت اتساعًا في ديسمبر 2024 بعد عاصفة أخرى أدت إلى تحولها إلى شكل دائري مكتمل، وهو ما يشير عادةً إلى وجود فجوات أو تجوفات عميقة تحت سطح الأرض، المعتقد أنها السبب الرئيسي في حدوث الانجرافات، بحسب تصريحاته لوكالة الأنباء الليبية «وال».
وبيّن أن سيول الوادي التي جرت في مارس 2023 وديسمبر 2024 ساهمت في تسرب كميات ضخمة من المياه والتربة إلى جوف الأرض عبر التشققات، ما زاد من حجم الفراغات تحت السطح، مشيرًا إلى اكتشاف أحد الحفارين فراغًا على عمق 43 مترًا، ما يمثل دليلًا على وجود فجوات كبيرة في المنطقة.
زيارات ميدانية ومسوحات أولية
ولفت الصادق إلى أن اللجنة الفنية العليا باشرت مهامها منذ نوفمبر 2023، ونفذت عدة زيارات ميدانية بالتعاون مع خبراء في علوم الجيولوجيا والهندسة الجيوتقنية والجوفيزياء، حيث أظهرت الاستكشافات الأولية الحاجة إلى دراسة جيوفيزيائية موسعة لتحديد امتداد التجوفات وتأثيرها.
حفرة ضخمة وتحذيرات من توسعها
وأشار الصادق إلى أن سيلان الوادي في ديسمبر 2024 أدى إلى توسع إحدى التشققات لتصبح حفرة ضخمة قطرها نحو 40 مترًا وعمقها حوالي 30 مترًا، محذرًا من أن استمرار جريان الوادي قد يؤدي إلى زيادة حجم الحفرة أفقيًا وعموديًا، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على المنازل القريبة، مؤكدًا أن الظاهرة تتطلب تعاملًا علميًا دقيقًا وليس تدخلات عشوائية.
توصيات عاجلة وإجراءات احترازية
وأكد المهندس الصادق أن اللجنة الفنية العليا، تحت إشراف وزارة الحكم المحلي، أعدت تقريرًا شاملًا تضمن إخلاء نحو 20 منزلًا تقع قرب مناطق التشققات والانجرافات، إضافة إلى تأمين المواقع لمنع سقوط أي شخص أو مركبة فيها، كما أوصت اللجنة بتشكيل فريق جيوفيزيائي متخصص لإجراء دراسة علمية عاجلة لتحديد أسباب الظاهرة ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها.
وحذر الصادق من محاولات ردم الحفر والانجرافات بشكل عشوائي، مشددًا على أن الظاهرة طبيعية نادرة تحدث مرة كل عشرات الآلاف من السنين، وتتطلب دراسة دقيقة قبل أي تدخل هندسي أو ميداني
