الأمازون البرازيلية تحتضن مؤتمر المناخ «كوب30» وسط تحديات بيئية ولوجستية كبيرة
الأمازون البرازيلية تحتضن مؤتمر المناخ «كوب30» وسط تحديات بيئية ولوجستية كبيرة
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 10 نوفمبر 2025, 11:21 صباحا
ينطلق مؤتمر الأطراف الثلاثون للمناخ (كوب30)، اليوم الإثنين، بحضور حوالى 50 ألف مشارك في مدينة بيليم بولاية الأمازون البرازيلية التي يُتوقع أن تشهد مفاوضات قد تكون من الأصعب في التاريخ الحديث لمنع انهيار التعاون العالمي بشأن المناخ.
وحرص الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على إقامة الحدث في هذه المنطقة تحديدا رغم نقص الفنادق فيها، أملا في أن تلفت هذه المدينة ذات المناخ الاستوائي المتقلب اهتمام المفاوضين والمراقبين ورجال الأعمال والصحفيين، وفق وكالة «فرانس برس».
وقال لولا: «سيكون من الأسهل تنظيم مؤتمر الأطراف في بلد غني، ونريد أن يرى الناس الوضع الحقيقي للغابات وأنهارنا والسكان الذين يعيشون هناك».
معاناة غابات الأمازون المطيرة
وتُعاني غابات الأمازون المطيرة، التي تلعب دورا حيويا في مكافحة تغير المناخ بامتصاصها الغازات المسببة للاحترار، من ويلات كثيرة تشمل إزالة الغابات وتعدين الذهب غير القانوني والتلوث والاتجار غير المشروع وانتهاكات شتى بحق السكان المحليين خصوصا مجتمعات السكان الأصليين.
مشكلات لوجستية
وفيما بدأ البرازيليون الإعداد لهذه القمة منذ عام، إلا أنهم متأخرون لوجستيا، حتى أن عديد أجنحة الدول ظلت قيد الإنشاء حتى الأحد.
– البرازيل تطلق صندوقًا لحماية الغابات خلال مؤتمر«كوب 30»
– 50 من قادة العالم يجتمعون في الأمازون لمواجهة أزمة المناخ
– تحذير أممي من مسار كارثي يسلكه العالم مناخيا قبيل «كوب 30»
وقال مصدر مقرب من الأمم المتحدة لـ«فرانس برس»: «هناك قلق كبير بشأن جاهزية كل شيء في الوقت المحدد من الناحية اللوجستية، وهناك قلق على صعيد الاتصالات والميكروفونات، بل أيضا بشأن نقص الغذاء».
غير أن الغموض الأكبر يرتبط تحديدا بجوهر المفاوضات خلال الأسبوعين المقبلين، إذ يُطرح تساؤل كبير حول إمكانية أن يتحد العالم لمواجهة أحدث توقعات الاحترار الكارثية، وكيفية تجنب الصدام بين الدول الغنية والعالم النامي.
تساؤلات عدة
وهناك عديد الأسئلة حول سبل جلب الأموال لمساعدة الدول المتضررة من الأعاصير والجفاف، مثل جامايكا التي اجتاحها في أكتوبر أقوى إعصار منذ ما يقرب من قرن، أو الفلبين التي ضربها إعصاران مدمران في غضون أسبوعين، فضلا عن تساؤات أخرى حول خريطة الطريق الخاصة بالوقود الأحفوري والتي قدمها الرئيس البرازيلي الخميس في قمة رؤساء الدول، حيث استعادت صناعة النفط والدول المنتجة له قوتها منذ أن وقّعت العديد من الدول في دبي في العام 2023 اتفاقية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وقال رئيس المؤتمر البرازيلي أندريه كوريا دي لاغو: «كيف سنفعل ذلك؟ هل سيكون هناك إجماع على كيفية المضي قدما؟ هذا أحد الألغاز الكبرى لمؤتمر الأطراف الثلاثين».
غياب أميركي
تغيب الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة، عن هذه الاجتماعات لأول مرة في تاريخها.
ومع ذلك، فإن دونالد ترامب ليس غافلا تماما عن مؤتمر الأطراف الثلاثين أو إزالة الغابات، فقد ندد الأحد على وسائل التواصل الاجتماعي بـ«فضيحة قطع الأشجار» في منطقة بيليم لبناء طريق، في إشارة منه إلى التناقض بين ما تطلبه البرازيل في العلن وما تقوم به على أرض الواقع.
