الأهلي بنغازي يملك مقومات البطل.. وسنعمل لإعادة أمجاده
طارق مصطفى لـ «الوسط»: الأهلي بنغازي يملك مقومات البطل.. وسنعمل لإعادة أمجاده
القاهرة – بوابة الوسط: وليد العدوي الجمعة 07 نوفمبر 2025, 08:42 صباحا
هو أحد الأسماء المصرية اللامعة التي عرفت طريق النجاح داخل المستطيل الأخضر كلاعب ومدرب. إنه طارق مصطفى، نجم الزمالك ومنتخب مصر الأسبق، والمدير الفني الحالي لنادي الأهلي بنغازي، الذي يدخل تجربته الجديدة في ليبيا بعقلية الفوز وطموح الإنجاز. رجل يعرف تماما قيمة القميص الذي يرتديه، ويؤمن بأن كرة القدم لا تعترف إلا بالعمل والالتزام والانضباط، لذا منذ وصوله إلى مدينة بنغازي، فرض طارق مصطفى أسلوبا احترافيا في التعامل مع اللاعبين والجهاز الفني، وأعاد روح الحماس إلى التدريبات، رافعا شعار «العودة إلى البطولات».
في عالم كرة القدم، تتشابك الطموحات مع التحديات، وتتصادم النتائج مع الضغوط، ويبرز اسم طارق مصطفى كأحد المدربين الذين صنعوا لأنفسهم مسارا مختلفا، يجمع بين الجرأة الفنية والانضباط التكتيكي، وبين الحضور الهادئ والإصرار على النجاح. منذ بداياته كلاعب صاحب شخصية قوية، مرورا بتجربته في التدريب داخل وخارج حدود بلاده، وظل طارق مصطفى وفيا لمبدأه الأصيل «العمل بصمت والرد في الملعب فقط».
مع قيادته الفنية للأهلي بنغازي، يدخل طارق مصطفى فصلا جديدا في مسيرته التدريبية، في واحدة من أكثر التجارب خصوصية وإثارة في مسيرته، نظرا لما يمثله الفريق الليبي من قيمة جماهيرية وتاريخية، ولما يحيط به من طموحات تسعى إلى إعادة الأمجاد المحلية والقارية، فوجد المدرب المصري في الأهلي بنغازي بيئة خصبة لتطبيق أفكاره الحديثة.
وفي حواره مع «جريدة الوسط»، يتحدث طارق مصطفى بصراحة وهدوء عن تفاصيل تجربته مع الأهلي بنغازي، ويكشف عن رؤيته للمستقبل، وطريقة تعامله مع اللاعبين، وأهدافه للموسم الجديد، حيث يخوض الأهلي بنغازي تحت قيادته مرحلة مفصلية، خاصة أن الفريق لم يعتل منصة التتويج منذ أكثر من ثلاثين عاما، وهو ما يضع على كاهله تحديا ضخما، لإعادة النادي إلى موقعه الطبيعي.
• بداية.. كيف تصف شعورك وأنت تبدأ تجربة جديدة مع الأهلي بنغازي في الدوري الليبي؟
– بصراحة أنا سعيد جدا بهذه التجربة، فالأهلي بنغازي نادٍ كبير وتاريخي، يمتلك قاعدة جماهيرية هائلة، ومكانة خاصة في الكرة الليبية والعربية. عندما جاءني العرض، شعرت بأنه تحدٍ يستحق المغامرة، لأنني أحب خوض التجارب الصعبة التي تُصنع فيها البطولات من الصفر. منذ أول يوم لي في النادي، وجدت إدارة محترمة، ولاعبين على قدر عالٍ من الالتزام، وجمهور يعشق ناديه بجنون. هذه عوامل تمنح أي مدرب طاقة إيجابية تدفعه لتقديم أفضل ما لديه.
• ما الذي جذبك تحديدا في عرض الأهلي بنغازي؟
– هناك أكثر من سبب. أولا: النادي يملك طموحا حقيقيا في العودة إلى البطولات، وليس مجرد المشاركة في المسابقات، ثانيا: المشروع الذي عرضته الإدارة كان واضحا جدا؛ فريق قوي يُبنى على أسس علمية واحترافية، مع جهاز معاون متفاهم ومتكامل. أيضا وجود طارق يحيى مديرا رياضيا عنصر مهم جدا بالنسبة لي، لأن بيننا تفاهما وخبرة مشتركة منذ سنوات، وهذا يمنح المنظومة انسجاما وثقة متبادلة تساعدنا على النجاح.
– للاطلاع على العدد «520» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
• هل كنت تتابع الكرة الليبية قبل التعاقد؟
– بصراحة نعم، كنت أتابعها من بعيد، خصوصا عندما كنت أعمل في المغرب والإمارات. أعرف أن الكرة الليبية تمتلك خامات فنية رائعة، لكن تعاني ظروفا تنظيمية صعبة أحيانا. عندما درست وضع الأهلي بنغازي، اكتشفت أن الفريق يمتلك قاعدة لاعبين ممتازة، وأن ما ينقصه فقط هو الاستقرار الفني والانضباط التكتيكي، وهذا ما نحاول العمل عليه حاليا.
• كيف ترى مستوى الدوري الليبي من خلال متابعتك ومواجهاتك الودية؟
– الدوري الليبي يمتلك طابعا قويا من حيث الندية والحماس، والجماهير تضفي عليه طابعا خاصا، وهناك فرق كبيرة تقدم مستويات عالية، لكن ما ينقص البطولة -في رأيي- هو انتظام المسابقات والبنية التحتية، فإذا تحقق الاستقرار التنظيمي فستعود الكرة الليبية إلى موقعها الطبيعي عربيا وأفريقيا.
• ما أبرز الانطباعات التي خرجت بها من معسكر الفريق بالقاهرة؟
– معسكر القاهرة كان مثاليا بكل المقاييس، حيث خضنا فيه تدريبات مكثفة ومباريات ودية قوية، واللاعبون التزموا بشكل رائع، وآخر مباراة لنا أمام نجمة سيناء فزنا فيها 7–صفر، والأهم من النتيجة هو الأداء الجماعي والروح العالية. هذا المعسكر منحني فرصة للتعرف عن قرب على قدرات كل لاعب، ووضع الخطوط العريضة للتشكيلة الأساسية.
• ظهرت ملامح توازن فني واضح بين اللاعبين المحليين والأجانب.. كيف صنعت هذا التجانس؟
– نحن اخترنا اللاعبين بعناية، وعملنا على ضم عناصر محلية مميزة، مثل وليد المرغني وأشرف المقصي، إلى جانب محترفين أجانب لديهم مستوى فني عالٍ، مثل الغاني ألبيرت أمواه، الذي أراه إضافة كبيرة للفريق، فهو يمتلك السرعة والقدرة على إنهاء الهجمات، ومن نوعية المهاجمين الذين يصنعون الفارق في المباريات الصعبة. أنا مؤمن بأن نجاح أي فريق يعتمد على التناغم بين العناصر المحلية والمستوردة، وليس على الأسماء فقط.
• ماذا عن الجهاز الفني المساعد لك؟ حدثنا عن دور كل عنصر
– الجهاز الفني معي متكامل ومتفاهم إلى درجة كبيرة، معي أمير عبدالعزيز مدربا عاما، وعصام عبده وونيس خير مساعدين، ومحمد العقباوي مدرب حراس، وجورج عدلي مخطط أحمال، ومحمود عبد الرحمن محلل أداء، إلى جانب الطبيب أمين فتح الباب. كل فرد في الجهاز يعرف تماما مهامه، ونحن نعمل كعائلة واحدة، لا يوجد فرد يعمل بمفرده، الكل في خدمة الفريق.
• ننتقل إلى التحدي القريب.. مواجهة الأخضر في نصف نهائي كأس ليبيا، كيف تراها؟
– مباراة صعبة جدا بلا شك، لأن الأخضر فريق محترم ومنظم ويمتلك لاعبين جيدين، لكننا مستعدون جيدا، وسنلعب بروح البطولة. كأس ليبيا بطولة مهمة جدا بالنسبة لنا، لأنها تمثل خطوة أولى نحو تحقيق الألقاب التي ينتظرها جمهور الأهلي بنغازي منذ أكثر من ثلاثين عاما. نحن نعرف قيمة الشعار الذي نحمله، وهدفنا أن نعيده إلى المنصات.
• ما رسالتك لجماهير الأهلي بنغازي قبل المباراة؟
– أقول لهم إننا نشعر بمسؤولية كبيرة تجاههم، فجمهور الأهلي بنغازي من أروع الجماهير العربية، ودعمه الفريق لا يتوقف، لذا أعدهم أننا سنقاتل في كل مباراة لإسعادهم، فالكرة لا تعرف الوعود بالكلام، بل بالعرق والمجهود داخل الملعب، وهذا ما سنفعله إن شاء الله.
• كيف تتعامل مع الضغط الجماهيري الكبير المحيط بالنادي؟
– الضغط في الأندية الكبيرة طبيعي ومطلوب، وأنا اعتدت العمل تحت ضغط منذ أن كنت لاعبا في الزمالك ومنتخب مصر. المدرب الذكي هو من يحول الضغط إلى دافع إيجابي، فعندما يشعر اللاعب بأن جماهيره خلفه، يقدم أكثر من %100، لذلك أعتبر جماهير الأهلي بنغازي «اللاعب رقم واحد».
• تحدثت أكثر من مرة عن أهمية الانضباط.. هل واجهت أي مشكلات في هذا الجانب؟
– بالعكس، اللاعبون في الأهلي بنغازي قمة في الالتزام. منذ أول يوم وضعت نظاما واضحا في التدريب والانضباط داخل وخارج الملعب، والجميع التزم به. أنا لا أؤمن بالعقوبات، بل بالقدوة، فعندما يرى اللاعب مدربه منضبطا، ينعكس ذلك على سلوكه تلقائيا.
• كيف ترى دور الإدارة الحالية للنادي؟
– الإدارة وفرت كل ما طلبناه تقريبًا، وهناك دعم كامل من مجلس الإدارة، برئاسة أشخاص حريصين على نجاح الفريق، ويتعاملون معنا باحترافية عالية، وما يميز الأهلي بنغازي حاليا هو وحدة الهدف بين كل عناصر المنظومة، إدارة وجهازا ولاعبين، وهذه معادلة النجاح في أي نادٍ كبير.
• تشهد الساحة الليبية جدلا حول مواعيد كأس ليبيا وبيان اتحاد الكرة.. ما رأيك في هذه الأزمة؟
– بصراحة، أنا مدرب فني، لكن من الطبيعي أن أتمنى استقرار المنظومة، فكرة القدم لا تنجح وسط توتر أو فوضى تنظيمية، وأتمنى أن تسود لغة الحوار والاحترام بين الاتحاد والأندية، لأن في النهاية الخاسر هو الجمهور واللاعبون. المدرب يحتاج إلى رزنامة واضحة وبرنامج ثابت ليخطط عمله، لذلك نأمل أن تُحل الأمور سريعا لمصلحة الكرة الليبية.
– للاطلاع على العدد «520» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
• هل ترى أن الأهلي بنغازي قادر على المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم؟
– نعم، أؤكد ذلك بثقة، فنحن نملك مجموعة قوية من اللاعبين، ودعما جماهيريا غير محدود، لكنني في الوقت نفسه أرفض التسرع. البطولة لا تُحسم بالكلام، بل بالعمل اليومي، لذا وضعت مع الجهاز الفني خطة شاملة للموسم، تشمل إعدادا بدنيا وتكتيكيا طويل المدى. إذا التزمنا بها وواصلنا التركيز، فأؤكد أننا سنكون منافسين حقيقيين على اللقب.
• كيف تنظر لمستقبل قطاع الناشئين في النادي؟
– أرى أن الاهتمام بالناشئين هو أساس بناء أي منظومة ناجحة. المدير الرياضي طارق يحيى يعمل على خطة شاملة لتطوير القطاع، وأنا أدعمه بالكاملز لدينا مواهب رائعة في الفئات السنية، وسنمنحهم الفرصة تدريجيا للمشاركة مع الفريق الأول. كرة القدم الحديثة لا تعتمد على شراء النجوم فقط، بل على صناعة النجوم من داخل النادي.
• كيف تقيم تجربة الأهلي بنغازي في سوق الانتقالات الأخيرة؟
– أعتبرها ناجحة جدا، فالتعاقد مع ألبيرت أمواه مثلا كان صفقة نوعية تمت في وقت قياسي، وأشكر الإدارة على سرعة حسمها. أيضا ضم وليد المرغني وأشرف المقصي أضاف لنا قوة هجومية كبيرة. كنا نعمل وفق رؤية واضحة: نحتاج إلى لاعبين يجمعون بين الحماس والخبرة والقدرة على تنفيذ الفكر التكتيكي الحديث.
• هل تتدخل في تفاصيل التعاقدات أم تترك الأمر للإدارة؟
– كل التعاقدات تمت بالتشاور الكامل بيني وبين الإدارة والمدير الرياضي، فأنا أؤمن بأن المدرب يجب أن يشارك في اختيار لاعبيه، لأنه المسؤول عن توظيفهم داخل الملعب. لكن، في النهاية، القرار جماعي، وهذا ما يجعل العلاقة بيننا صحية واحترافية.
• ما أبرز التحديات التي تراها أمام الفريق في المرحلة المقبلة؟
– أهم تحدٍ هو الاستمرارية في الأداء، فالبطولات لا تُحسم في بداية الموسم، بل في نهايته، لذلك أركز دائما على الجانب الذهني للاعبين، وأطلب منهم التفكير في كل مباراة على حدة. كذلك ضغط المباريات والسفر بين المدن يمثل تحديا، لكننا نعمل على تجهيز الفريق بدنيا للتعامل مع كل الظروف.
• كيف ترى تجربة المدربين المصريين في الدوريات العربية؟
– التجارب كثيرة ومشرفة، فالمصري أثبت كفاءته أينما ذهب، ونحن نملك فكرا تدريبيا مميزا وخبرة في التعامل مع مختلف المدارس الكروية، لكن النجاح يحتاج إلى بيئة احترافية واحترام متبادل، وهذا ما وجدته في ليبيا بالفعل.
• ما الرسالة التي تود توجيهها للاعبيك قبل انطلاق الموسم؟
– رسالتي بسيطة: من يرتدي قميص الأهلي بنغازي يجب أن يشعر بالمسؤولية والفخر، فالقميص له تاريخ وجماهير تنتظر الانتصار. أريد من كل لاعب أن يقاتل لأجل الشعار، وأن يلعب بقلبه قبل قدميه، فالاحتراف ليس في التدريب فقط، بل في السلوك والانضباط خارج الملعب أيضا.
• ماذا يمثل لك التتويج بلقب الدوري الليبي شخصيا؟
– سيكون إنجازا كبيرا أعتز به كثيرًا، فالفوز مع الأهلي بنغازي بعد غياب أكثر من ثلاثين عاما عن البطولات سيكون لحظة تاريخية لي ولجماهير النادي، لكنني لا أفكر في اللقب الآن، بل في كل خطوة تقودنا نحوه، فالنجاح رحلة طويلة تبدأ بالتحضير الجيد والنية الصادقة.
• أخيرا.. ما حلمك القادم مع الأهلي بنغازي؟
– حلمي أن أضع هذا النادي الكبير في مكانته المستحقة أفريقيا وعربيا. أريد أن يرى الجميع أن الأهلي بنغازي قادر على مقارعة الأندية الكبرى، وهدفي أن نصنع فريقا لا يعتمد على فرد أو نجم واحد، بل على منظومة قوية تؤمن بالعمل. إن شاء الله سنعيد البسمة إلى جمهورنا، وسنكتب سطرا جديدا في تاريخ النادي يليق باسمه وتاريخه العريق.

مؤتمر صحفي للجهاز الفني للأهلي بنغازي. (أرشيفية: الإنترنت)

تدريبات الأهلي بنغازي في القاهرة استعدادا للموسم الجديد. (أرشيفية: الإنترنت)

تدريبات الأهلي بنغازي في القاهرة استعدادا للموسم الجديد. (أرشيفية: الإنترنت)

تدريبات الأهلي بنغازي في القاهرة استعدادا للموسم الجديد. (أرشيفية: الإنترنت)

