كتاب جديد عن «قضية البلغاريات».. وزوجة ساركوزي السابقة تستذكر لقاءها القذافي لإطلاقهن

صدر، أمس الأربعاء، في بلغاريا كتابٌ حول قضية «الممرضات البلغاريات» في ليبيا، يتتبع مسار المفاوضات الدولية لإطلاقهن بعد صدور أحكام بالإعدام بحقهن لتورطهن في حقن مئات الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز في مستشفى الفاتح في بنغازي.

ويعيد الكتاب الذي يحمل عنوان «القضية الليبية: جميع الوسائل الدبلوماسية»، بناء التسلسل الزمني للأحداث الرئيسية التي أدت إلى إطلاق الممرضات البلغاريات: كريستيانا فالشيفا، وناسيا نينوفا، وفالنتينا سيروبولو، وفاليا تشيرفينياشكا، وسنيزانا ديميتروفا، وفق وكالة الأنباء البلغارية (بي تي آيه).

وقال الصحفي البلغاري بويكو فاسيليف خلال حفل توقيع الكتاب في نادي «بيروتو» الأدبي في صوفيا: «هذا المساء، تجمعنا قصةٌ من الذاكرة – القضية الليبية». واستضافت حفل التوقيع مديرة المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية البلغارية تانيا ميهايلوفا والصحفي البلغاري جورجي ميلكوف.

رويات دبلوماسيين حول قضية البلغاريات
وقالت ميهايلوفا: «من خلال القصص والأرشيفات التي تُكشف للمرة الأولى في هذا الكتاب، نود أنا وجورجي ميلكوف الحفاظ على ذكرى تلك السنوات الثماني الصعبة»، وأشارت إلى أن الكتاب يركز حصريًا على الجوانب الدبلوماسية للقضية، مضيفةً: «يتضمن روايات دبلوماسيين ومديري إدارات الشرق الأوسط وأفريقيا».

بدوره، أضاف ميلكوف: «قبل أكثر من 20 عامًا، عمل الصحفيون والدبلوماسيون معًا على هذه القضية. أعتبرها مغامرة بحثية»، وأشار إلى متابعته القضية «على أرض الواقع» في ليبيا.

وتابع: «يتضمن الكتاب مقابلات مع رومانو برودي، رئيس وزراء إيطاليا ورئيس المفوضية الأوروبية آنذاك؛ ومارك بيريني، ممثل الاتحاد الأوروبي على أرض الواقع والذي قاد المفاوضات؛ بالإضافة إلى مجموعة من المسؤولين الأجانب الذين شاركوا في قضيتنا في ليبيا».

زوجة ساركوزي السابقة تتحدث عن لقائه مع القذافي
وقال ناشر الكتاب، إليان أندونوف إن الهدف من إعداد الكتاب هو عرض جميع الوثائق والرؤى المهمة، مشيرًا إلى أن العمل عليه بدأ منذ أكثر من عامين، وأضاف: «يتضمن الكتاب 200 وثيقة وصورة تتعلق بالقضية، 48 منها تُنشر للمرة الأولى».

– بسبب قضية «البلغاريات».. رئيسان سابقان يحشدان الدعم لساركوزي لإطلاقه
– ساركوزي يبعد شبهة التمويل الليبي بـ«صفقة الممرضات البلغاريات»
– الحكومة البلغارية توافق على مشروع مذكرة تفاهم مع ليبيا.. ماذا تضمنت؟
– «الممرضات البلغاريات» يطالبن بالتعويض بعد مفاجأة مذكرات شكري غانم

وانضمت إلى الحدث عبر الفيديو سيسيليا أتياس، الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقالت: «أنا فخورة جدًا بقدرتي على المساعدة، وسأظل أتذكر ذلك إلى الأبد. سيبقى هذا دائمًا ذكرى وطنية لي».

وأضافت: «عندما تحدثت مع معمر القذافي، لم أشعر بالخوف. كانت لدي الإرادة والقوة للمساعدة في تحرير الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني».

وحضر حفل توقيع الكتاب السفير البريطاني السابق لدى ليبيا أنتوني لايدن، وإحدى الممرضات المفرج عنهن، كريستيانا فالشيفا، بالإضافة إلى الرئيس السابق جورجي بارفانوف (2002-2012)، ووزراء الخارجية السابقين سولومون باسي وناديجدا نينسكي، ووزير العدل السابق أنطون ستانكوف (2001-2005).

قضية أطفال الإيدز
يذكر أن قضية أطفال الإيدز قد شغلت الرأي العام الليبي والأوروبي منذ نهاية العام 1998 عندما أوقف 23 من العاملين الأجانب والليبيين في الحقل الطبي للاستجواب، وجرى إطلاقهم. وخلال شهري يناير وفبراير 1999، أعيد توقيف خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني متدرب واستجوبوا للاشتباه في تورطهم في حقن 393 طفلًا ليبيًّا بفيروس الإيدز في مستشفى الفاتح في بنغازي.

وفي العام اللاحق، وُجِّه للممرضات الخمس والطبيب المتدرب اتهام بتعمد حقن الأطفال بفيروس الإيدز «لزعزعة استقرار الجماهيرية»، ليصدر بعدها بأربعة أعوام حكم قضائي بإعدامهم رميًا بالرصاص، جرى تأكيده مجددًا العام 2006.

ومع انتخاب ساركوزي لرئاسة فرنسا، وتصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على دعم قضية الممرضات، أثمرت المفاوضات العسيرة التي قادتها المفوضة الأوروبية بينيتا فيريرو فالدنر والتي أسهمت فيها فرنسا وقطر بفعالية، اتفاقًا يوم 24 يونيو 2007 على إقفال الملف بإطلاق الممرضات اللواتي خفف القضاء الليبي عقوبتهن إلى السجن المؤبد، وكذا الطبيب الفلسطيني الذي منحت له الجنسية البلغارية، على أن يقضوا باقي العقوبة في سجون بلغاريا.