«وقائع طوفان ساعي البريد».. سردية حداثية ومجازية

محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظّم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، جلسة حوارية حول المجموعة القصصية «وقائع طوفان ساعي البريد» للكاتب هاني بكري، وحاوره فيها الإعلامي هشام أزكيض، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من المثقفين ومحبي الأدب.
في البداية تحدّث الكاتب عن تقنيات وآليات السرد، فقال إنه لا يقدم قصصه في سرد مباشر متسلسل، لأن القاص أو الروائي، لا يروي قصصه بشكل مباشر وإلا تحول عمله إلى (حكاية) بالمعنى الشعبي للكلمة، كما أنه يستخدم عنصر التكثيف والاختزال كإحدى آليات السرد المعاصرة، فوسائط ووسائل السوشيال ميديا صنعت قارئاً غير صبور، والاختزال والتكثيف لا يعني بتر النص، بقدر ما يعني تشذيب النص من ما لا يلزمه، مستشهداً بكتابات كُتاب كبار مثل غسان كنفاني، والطيب صالح، ويحيى الطاهر وغيرهم، واستطرد قائلاً إنّ آليات السرد الآن في الغرب تجاوزت السرد التقليدي القائم على التسلسل الزمني والوصف الخارجي للأشياء، والمحددات القصصية التقليدية إلى سرد تمتزج فيه الأجناس الأدبية جميعاً، فالأعمال في الغرب يتقاطع فيها السرد الروائي بالقصصي بالسيرة الذاتية بكتابة السيناريو ببعض الرسومات التوضيحية.
وعن مجموعته «وقائع طوفان ساعي البريد» قال بكري: إنها سردية للإنسان الهامشي والبسيط المضغوط بفعل سياقات خارجة عن إرادته، ومن هذا المنطلق تتحرك شخصيات المجموعة القصصية، لتوضح ماذا يحدث للإنسان في ظل حياة قاسية تسيطر فيها القيم المادية البحتة.
وشهدت الجلسة تعقيباً من الدكتور عمر عبد العزيز، جاء فيه أن الكاتب قدّم سردية حداثية بواقعية حدسية ومجازية، حيث تقدم صوراً من الحياة اليومية للإنسان المطحون بماكينة الواقع القاسي، هذا إلى جانب وجود شذرات نصية تحيل على اللغة الصوفية، هذه التوليفة الاحترافية جعلت مجموعة الكاتب هاني بكري تتماهي مع الواقعية السحرية، وهو ما أكسبها نكهة خاصة.
فيما أشاد الإعلامي محمد ولد سالم، باحترافية الكاتب لغوياً، وأنه يتحكّم بالنص بحرفية متجنّباً الاستطرادات، وتلك ميزة المجموعة القصصية التي أكدت أنها متوالية قصصية قصيرة.