نيجيريا.. مسيحيون ومسلمون ينددون بتهديدات ترامب بشن عملية عسكرية
نيجيريا.. مسيحيون ومسلمون ينددون بتهديدات ترامب بشن عملية عسكرية
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 03 نوفمبر 2025, 09:35 مساء
ندد نيجيريون من ديانات مختلفة، اليوم الإثنين بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عملية عسكرية على البلاد للدفاع عن المسيحيين، في أعقاب هجمات استهدفتهم في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.
وتنقسم نيجيريا، أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، بالتساوي تقريبا بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية. ويشهد هذا البلد العديد من النزاعات التي يقول الخبراء إنها تودي بحياة مسيحيين ومسلمين على حد سواء، بحسب «فرانس برس».
ولاقت في الأسابيع الأخيرة روايات على وسائل التواصل الاجتماعي عن «إبادة جماعية مسيحية» و«اضطهاد» في نيجيريا، صدى في أوساط اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وأوروبا، وقال دانجوما ديكسون أوتا وهو مسؤول مسيحي محلي إن «المسيحيين يُقتلون، ولا يمكننا أن ننفي أن هناك مسلمين يُقتلون أيضا».
وضع خطة لهجوم محتمل على نيجيريا
والسبت، أعلن دونالد ترامب في منشور على منصته «تروث سوشيال»، أنه طلب من البنتاغون وضع خطة لهجوم محتمل على نيجيريا.
وفي رد على سؤال لمراسل وكالة «فرانس برس» على متن الطائرة الرئاسية عما إذا كان يفكر في إرسال قوات برية إلى نيجيريا أو شن غارات جوية، أجاب ترامب «هذا ممكن، أعني، هناك الكثير من الخيارات (…) في تصوري هناك الكثير منها». وأضاف «إنهم يقتلون المسيحيين، ويقتلونهم بأعداد كبيرة. لن نسمح بحدوث ذلك».
ورفض الرئيس النيجيري بولا تينوبو هذه الاتهامات، وقال في نهاية الأسبوع إن «الحرية الدينية والتسامح كانا مبدأ أساسيا في هويتنا الجماعية وسيظلان كذلك دائما».
عنف بين مزارعين ومربي ماشية
وأشار أحد مسؤولي الطائفة المسيحية في نيجيريا دانجوما ديكسون أوتا المتحدر من ولاية بلاتو حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون منذ عقود، إلى أن المنطقة شهدت أعمال عنف، خصوصا خلال أعمال الشغب في جوس في العامين 2001 و2008.
– واشنطن تجدد عزمها التدخل العسكري في نيجيريا
– ترامب يهدد نيجيريا بعمل عسكري
وفي السنوات الأخيرة، شهدت بلاتو وغيرها من ولايات «الحزام الأوسط» مواجهات دامية بين مزارعين معظمهم مسيحيون ومربي ماشية مسلمين من قبيلة فولاني، على خلفية تضاؤل الموارد والأراضي.
وأسفرت أعمال العنف هذه عن مقتل المئات، معظمهم بين المزارعين، بينما تحوّلت قرى بأكملها إلى رماد، وكذلك، أدت هجمات انتقامية استهدفت مربي الماشية أو مواشيهم، إلى سقوط ضحايا، لكن الإعلام لم يسلّط الضوء عليها بشكل كبير.
«إبادة جماعية» على خلفية عرقية
وبحسب الخبراء، على الرغم من أن النزاع يدور ظاهريًا حول قضايا عرقية ودينية، إلا أن أسبابه أعمق من ذلك وتكمن في سوء إدارة الأراضي وانعدام السلطة في المناطق الريفية.
ويشير بعض سكان ولاية بلاتو إلى ارتكاب «إبادة جماعية» على خلفية عرقية أكثر مما هي دينية. مع ذلك، عملت جماعات انفصالية في جنوب شرق البلاد على الترويج لفكرة «الإبادة الجماعية ضد المسيحيين» في السنوات الأخيرة.
حتى أن شركة أميركية هي «موران غلوبال ستراتيجيز» مارست ضغوطًا في واشنطن لتصوير الوضع على أنه اضطهاد ديني، وفقا لوثائق عامة.
