التفاوت الاقتصادي بين الدول يزيد خطورة الجوائح الصحية
تقرير أممي: التفاوت الاقتصادي بين الدول يزيد خطورة الجوائح الصحية
القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 03 نوفمبر 2025, 01:52 مساء
أكدت الأمم المتحدة أن التفاوتات الاقتصادية بين الدول تجعل العالم أكثر عرضة للجوائح الصحية، وتشكل حلقة مفرغة تهدد الصحة العامة وتزيد من صعوبة التعامل الاقتصادي والإنساني مع الأزمات الصحية.
وأوضح تقرير أعده خبراء اقتصاديون ومتخصصون بارزون في الصحة العامة، من بينهم الحائز على نوبل جوزيف ستيغليتز، أن الجوائح مثل «كوفيد-19» والإيدز وإيبولا تفاقم عدم المساواة، داعيًا قادة العالم إلى «الاستثمار في شبكات أمان اجتماعي داخل بلدانهم، ومعالجة التفاوتات الاقتصادية على المستوى العالمي، من خلال إعادة هيكلة الديون في الدول النامية»، وفق وكالة «فرانس برس».
عامان من الأبحاث
ويشكل هذا التقرير الذي أُجري لصالح برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية، ثمرة عامين من الأبحاث أجراها المجلس العالمي لعدم المساواة والإيدز والأوبئة، بقيادة خبراء من بينهم الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز، والسيدة الأولى السابقة لناميبيا مونيكا غينغوس، وعالم الأوبئة الشهير مايكل مارموت.
تأثير أكثر فتكا
وذكر التقرير أن «المستويات المرتفعة من التفاوت الاقتصادي داخل البلدان وفي ما بينها، يجعل العالم أكثر عرضة للجوائح التي تصبح أكثر تأثيرا على الاقتصاد وأكثر فتكا، وأطول أمدا».
وأضاف أن «الجوائح تفاقم بدورها أوجه عدم المساواة، مما يخلق حلقة مفرغة تتغذى على نفسها».
ثروات أغنى أغنياء العالم زادت الربع
يقول الخبراء: «لوحظت هذه الحلقة المُرتبطة بالجائحة وعدم المساواة خلال أزمات صحية عالمية، مثل جائحة «كوفيد-19»، والإيدز، وإيبولا، والإنفلونزا، والتهاب الكبد الوبائي (إمبوكس)؛ والفشل في معالجة أوجه عدم المساواة الأساسية والمُحددات الاجتماعية منذ «كوفيد-19» جعل العالم عرضة بشكل كبير لجوائح جديدة وغير مستعد لها».
وأكدوا أن جائحة «كوفيد-19» خصوصا «دفعت 165 مليون شخص إلى الفقر، بينما زادت ثروات أغنى أغنياء العالم بأكثر من الربع».
الحلقة المفرغة
تقول غينغوس في بيان: «عدم المساواة خيار سياسي، وخيار خطر يهدد صحة الجميع».
– جمعية الصحة العالمية تقر الاتفاق الدولي بشأن الوقاية من الجوائح
– منظمة الصحة العالمية تبرم «اتفاقا تاريخيا» لمواجهة الجوائح ومكافحتها
– دراسة: أطفال كثر لم يعوضوا التأخيرات التعلمية بعد الجائحة
بدوره، يؤكد ستيغليتز أن «الجوائح ليست أزمات صحية فحسب، بل أزمات اقتصادية يمكن أن تُفاقم عدم المساواة إذا اتخذ المسؤولون السياسيون خيارات سياسية خاطئة».
وأضاف: «عندما تُموَّل الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار الاقتصادات المتضررة من جائحة، عن طريق رفع أسعار الفائدة على الديون واتباع سياسات التقشف، فإن ذلك يحرم أنظمة الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية من الموارد، وتصبح المجتمعات أقل قدرة على الصمود وأكثر عرضة للجوائح».
الاستثمار في الأمن الصحي
ويتابع ستيغليتز: «يتطلب كسر هذه الحلقة المفرغة تمكين كل البلدان من امتلاك القدرة المالية اللازمة للاستثمار في الأمن الصحي».
ويوصي التقرير أيضا بإتاحة العلاجات والتقنيات الصحية بإنصاف أكبر، داعيا إلى «رفع فوري لحقوق الملكية الفكرية على المستوى العالمي بمجرد الإعلان عن جائحة».
يشار إلى أن ستيغليتز من المفترض أن يقدّم خلال الأيام المقبلة تقريرا عن عدم المساواة والفقر في العالم إلى قادة مجموعة العشرين التي تمثل أكبر اقتصادات العالم، والذين سيجتمعون في قمة في جوهانسبرغ في نهاية نوفمبر الجاري.
