66% فقدوا حاسة الشم بعد «كوفيد-19» دون أن يدركوا

كشفت دراسة أميركية حديثة عن أن نسبة كبيرة من المصابين بفيروس «كوفيد-19»، على الرغم من مرور سنوات على الجائحة، ربما فقدوا حاسة الشم أو تعرضوا لضعف فيها دون أن يدركوا ذلك.

أجرى باحثون في الولايات المتحدة اختبارات شم على أكثر من 3500 شخص، بينهم 2956 لديهم تاريخ إصابة بـ«كوفيد-19»، و569 لم يُصابوا بالفيروس، وقد أُجريت هذه الاختبارات بعد نحو 671 يومًا من أول اختبار لـ«كوفيد-19» لدى المشاركين، ما يمنح الدراسة بعدًا زمنيًا مهمًا لرصد الآثار المتأخرة.

أظهرت النتائج أن 66% من المصابين الذين لم يُبلغوا عن أي مشاكل في حاسة الشم، يعانون ضعفًا أو فقدانًا فعليًا لهذه الحاسة، وفقا لدراسة نشرتها دورية «غاما نيتوورك».

 أما من أقروا بوجود مشكلة، فقد أكدت الاختبارات ذلك لدى 80% منهم، حتى بين غير المصابين، ظهرت نسبة مرتفعة بشكل غير متوقع (60%) ممن يعانون من ضعف الشم، ما يفتح الباب لاحتمال وجود إصابات غير مكتشفة أو عوامل أخرى تؤثر على هذه الحاسة.

– إيطاليا تحيي الذكرى الخامسة لضحايا جائحة «كوفيد-19»
– «وباء معلومات مزيفة» حول اللقاحات.. تأثير جانبي مستمر لجائحة كوفيد
– كوفيد الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

تقول الدكتورة ليورا هورويتز من كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك: «تشير نتائجنا إلى أن من لديهم تاريخ إصابة بكوفيد-19 قد يكونون أكثر عرضة لضعف حاسة الشم، وهي مشكلة لا تحظى بالاهتمام الكافي بين عامة الناس».

وتضيف أن «ضعف الشم قد يؤثر على الصحة النفسية والجسدية، خاصة إذا لم يُلاحظ أو يُعالج في الوقت المناسب».

يرجّح الباحثون أن السبب وراء عدم إدراك المصابين لفقدان الشم قد يعود إلى تلف في الدماغ يحد من القدرة على تقييم الحواس، وهو ما يرتبط أيضًا بأمراض مثل الزهايمر، حيث تُعد حاسة الشم مؤشرًا مبكرًا على تراجع الوظيفة الإدراكية.

دعوة إلى إدراج اختبارات الشم في الرعاية الصحية
في ضوء هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى إدراج اختبارات الشم ضمن الرعاية الروتينية لما بعد كوفيد، خاصة أن كثيرًا من المرضى لا يلاحظون التغيرات في حواسهم. ويأمل الفريق البحثي في تطوير طرق لاستعادة حاسة الشم لدى من فقدوها بسبب العدوى.