فلسطيني يحتضن عائلته بعدما أبلغه السجان الإسرائيلي بمقتلها

عاش المصور الفلسطيني شادي أبو سيدو لحظة لم شمل مؤثرة مع عائلته بعد إطلاق سراحه، بعد أن كان قد تلقى خلال فترة احتجازه نبأ كاذباً من حراس السجن الإسرائيلي عن مقتل زوجته وطفليه.
ووصف أبو سيدو اللحظة التي ركضت فيها زوجته هناء بهلول نحوهم في منزل العائلة بخــان يونس قائلاً: «سمعت صوتها، سمعت صوت أولادي، فصعقت، شعور لا يوصف، أحياء. يعني أنا وجدت زوجـــتي وأولادي وهــــم أحياء، تخيل وسط الموت، أحياء». وكان أبو سيدو قد اعتقل في مستشفى الشفاء بشمال غزة فـــي مارس 2024، ضمن 1700 فلسطيني احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب، وأفـــرج عــنه يوم الاثنين الماضي ضمن صفقة تبادل تضـــمنت إطلاق سراح 20 أســـيراً إسرائيلياً.
ووفقاً للمنظمة الحقوقية الفلسطينية «الضمير»، احتجز أبو سيدو بموجب قانون «المقاتلين غير الشرعيين» الإسرائيلي، الذي يسمح بالاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة. وقالت المنظمة إن 2673 من سكان غزة محتجزون حالياً بموجب هذا القانون. وروى أبو سيدو عن تعرضه لسوء معاملة أثناء احتجازه، قائلاً إن السجن كان «مقبرة الأحياء». وأظهرت علامات على معصميه خلال مقابلة مع وكالة «رويترز»، قال إنها ناتجة عن الأصفاد والقيود.
من جانبها، قالت هناء إن زوجها احتجز «فقط لأنه صحفي في مؤسسة فلسطينية»، مشيرة إلى أنه احتُجز في البداية في معسكر الاعتقال العسكري الإسرائيلي سدي تيمان، ثم نُقل إلى معسكر عوفر العسكري الواقع في الضفة الغربية المحتلة، ومنه إلى سجن كتسيعوت في إسرائيل.
وعلى المقلب الآخر، يأمل الفلسطيني إبراهيم قلوب في أن تؤدي إعادة فتح معبر رفح الحدودي إلى إنقاذ حياة ابنه حسن (18 عاماً) الذي أصيب برصاصة في الرأس قبل أكثر من شهرين في غزة أثناء خروجه بحثاً عن الطعام.
وقال قلوب لرويترز في مستشفى ناصر في خان يونس حيث يرقد حسن بلا حراك على سريره وعيناه مغطاتان بالضمادات «معبر رفح هو شريان الحياة للمرضى ولقطاع غزة، عندما يبقى مفتوحاً، فإن هناك الكثير من المرضى الذين ينتظرون الخروج للعلاج في الخارج». وأضاف: «أنا أنتظر.. لكن اليوم يمر علي وكأنه سنة». تسببت الإصابة بنزف في المخ مما استدعى استئصال جزء من جمجمته. وقال والده إن عدوى لاحقة تسببت في فقدانه البصر في عينه اليمنى. وعقب سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بات حسن واحداً من 15600 مريض في غزة ينتظرون الإجلاء، من بينهم 3800 طفل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ويعاني كثيرون مثله إصابات لحقت بهم خلال الحرب، فضلاً عن آخرين مصابين بأمراض مزمنة كالسرطان وأمراض القلب، وهي أمراض لا تملك المنظومة الصحية المتهالكة التعامل معها.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن معبر رفح الذي كان يستخدم في السابق لإجلاء المرضى عبر مصر سيعاد فتحه أمام حركة التنقل من دون تحديد موعد لذلك حتى الآن. وقالت منظمات طبية والسلطات الصحية الفلسطينية إن المئات لقوا حتفهم وهم ينتظرون الإجلاء. وذكرت منظمة الصحة، التي تولت إدارة العملية العام الماضي، أن 740 شخصاً، بينهم 137 طفلاً مدرجين في القائمة، توفوا منذ يوليو/ تموز 2024. (وكالات)