ريال مدريد.. «الصمت الذهبي» في تجديد العقود!

ريال مدريد.. «الصمت الذهبي» في تجديد العقود!

معتز الشامي (أبوظبي)

ريال مدريد، أكثر نادٍ تتويجاً بدوري الأبطال، لا يكتفي بتفرّده في الملعب، بل يميّز نفسه أيضاً بسياسة غامضة في إعلان تجديد العقود، وفي الوقت الذي تبادر فيه الأندية الكبرى لإصدار بيانات فورية، يفضّل «الملكي» الصمت، وأحياناً لا يتحدث إطلاقاً.
وفي عام 2022، وقّع فينيسيوس جونيور، رودريجو، وإيدير ميليتاو على عقود جديدة، لكن الجماهير لم تعرف عنها شيئاً إلا بعد أكثر من عام، بل حتى كريم بنزيمة، الذي جدّد بعد تتويجه بالكرة الذهبية، لم يُعلن تمديده رسمياً، وترك النادي إلى الاتحاد السعودي في 2023 من دون تفسير.
الظهير الفرنسي فيرلاند ميندي عاش القصة نفسها، إذ جدّد عقده عام 2024، لكن مدريد لم يصدر أي بيان، وحتى المدرب كارلو أنشيلوتي كشف بالخطأ عن التجديد في مؤتمر صحفي!
وتقول مصادر داخل النادي ضمن تقرير لصحيفة «ذا اتليتك»، إن هذه السرية مقصودة، وبحسب رؤية الإدارة، الإعلان المبكر يضر بمصالح الفريق، إما بالتأثير على مفاوضات لاحقة، أو بإثارة الغيرة داخل غرفة الملابس، كما تؤكد أن أي عقد لا يُعلن إلا حين ترى الإدارة أن التوقيت يخدم مصلحتها.
ومثلاً، تأخر إعلان تمديد ميليتاو بسبب إصابته الخطيرة، بينما بدأ لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز موسم 2024 لاعبين أحرار، لأن تجديدهما صادف العطلة الصيفية.
وفي 2025، جدد النادي عقود تيبو كورتوا وبراهيم دياز وراوول أسينسيو حتى 2031، لكن من دون إعلان رسمي، لكن السبب، كما تقول مصادر الصحيفة، هو الرغبة في التركيز على الصفقات الجديدة، إضافة إلى أن أسينسيو يواجه قضية قانونية أراد النادي إبقاءها بعيداً عن الأضواء، وفي النهاية، يرى فلورنتينو بيريز أن هذه السرية تمنح مدريد قوة تفاوضية وهدوءاً إدارياً، وتجعل النادي يتحكم في صورته العامة بدقة.
وفي زمن السرعة الإعلامية، يواصل ريال مدريد اللعب بطريقته الخاصة، ولا يُعلن إلا حين يشاء، ولا يشارك أسراره، إلا عندما يرى الوقت مناسباً، إنه «الصمت الذهبي» الذي يميز نادٍ اعتاد الفوز، بطريقته الخاصة.