الولايات المتحدة.. نظر دعوى تحمّل مصرفا فرنسيا مسؤولية فظاعات ارتُكبت في السودان

الولايات المتحدة.. نظر دعوى تحمّل مصرفا فرنسيا مسؤولية فظاعات ارتُكبت في السودان
القاهرة – بوابة الوسط الجمعة 17 أكتوبر 2025, 11:53 صباحا
بدأت هيئة محلّفين في نيويورك النظر الخميس في اتهامات تفيد بأن أنشطة مجموعة «بي إن بي باريبا» المصرفية الفرنسية التجارية في السودان ساهمت في فظاعات ارتُكبت في عهد نظام عمر البشير.
وجرى خلال المحاكمة التي بدأت في التاسع من سبتمبر، وستتخذ القرار فيها هيئة محلّفين من ثمانية أشخاص، الاستماع إلى شكاوى ثلاثة سودانيين شهدوا مجموعة من الفظاعات التي ارتكبها جنود سودانيون وميليشيا الجنجويد، وفق وكالة «فرانس برس».
«لم يعد لدي أقارب»
وأفاد المتقدّمون بالشكوى، وهم رجلان وامرأة باتوا جميعا مواطنين أميركيين، محكمة فدرالية في مانهاتن بأنهم تعرّضوا للتعذيب ولحروق بأعقاب السجائر والطعن بسكاكين، والاعتداء الجنسي بالنسبة إلى المرأة.
وقالت انتصار عثمان كاشر (41 عاما) للمحكمة في نيويورك أثناء المحاكمة «لم يعد لدي أقارب».
وفي المرافعات الختامية الخميس، أكد محامي المتقدّمين بالدعوى ديفيد ديتشيلو أن الإجراءات «كشفت السر أن مصرفا دوليا هو بي إن بي باريبا أنقذ وحمى وغذّى ودعم بشكل غير قانوني اقتصاد دكتاتور».
عقود ساعدت في تمويل العنف
وقال إن «بي إن بي باريبا دعم التطهير العرقي ودمّر حياة هؤلاء الناجين الثلاثة».
وقدّم المصرف الفرنسي الذي قام بأنشطة تجارية في السودان من أواخر التسعينات حتى العام 2009، رسائل ائتمان سمحت للسودان بالإيفاء بالتزاماته المرتبطة بالاستيراد والتصدير.
ويفيد المدعون بأن هذه الضمانات مكّنت نظام البشير من مواصلة تصدير القطن والزيت وغيرهما من الأساسيات، ما أتاح له الحصول على مليارات الدولارات من المشترين. ويؤكد المدعون أن هذه العقود ساعدت في تمويل العنف الذي ارتكبته السلطات السودانية بحق فئة من السكان.
لكن «بي إن بي باريبا» يشدد على «عدم وجود أي رابط بين سلوك المصرف وما حصل مع هؤلاء المدعين الثلاثة»، بحسب ما أفاد محامي الدفاع عنه داني جيمس.
كما أكد محامو «بي إن بي باريبا»، أن عمليات المصرف الفرنسي في السودان كانت قانونية أوروبيا، ولفتوا إلى أن مؤسسات دولية على غرار صندوق النقد الدولي أقامت شراكات مع الحكومة السودانية خلال الفترة المذكورة.
الإطاحة بعمر البشير
وأكد محامو الدفاع كذلك بأن المصرف لم يكن على علم بانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال المحامي باري بيركي إن المدعين كانوا سيتعرّضون «للإصابات ذاتها من دون بي إن بي باريبا.. السودان كان ليتركب وارتكب جرائم ضد حقوق الإنسان من دون النفط ومن دون بي إن بي باريبا».
وأودت الحرب في السودان بنحو 300 ألف شخص في الفترة بين العامين 2002 و2008 ودفعت 2,5 مليون شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة.
وأطيح البشير الذي تولى رئاسة السودان لنحو ثلاثة عقود واعتقل في أبريل 2019 بعد شهور من التظاهرات في السودان. وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة.