المخدرات سبب انتشار جرائم خطيرة تهدد المجتمع الليبي

لا تزال المخدرات من أخطر التحديات التي تواجه ليبيا في السنوات الأخيرة، حيث تنامت بشكل لافت أنشطة شبكات تهريب المواد المخدرة بأنواعها عبر الحدود الليبية من خلال المنافذ البرية والبحرية والجوية.

«الوسط» حاورت مدير إدارة شؤون التوعية والوقاية بجهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، اللواء وليد اقنيجيوه، الذي تحدث عن واقع الظاهرة وخطورتها، والجهود الأمنية والتوعوية المبذولة لمواجهتها، وخطط الجهاز المستقبلية لتعزيز الرقابة، وبناء مجتمع واعٍ وخالٍ من آفة المخدرات.

اللواء اقنيجيوه كشف عن ارتباط المخدرات الوثيق بالمنظمات الإجرامية وغسل الأموال وشبكات الإرهاب. كما أكد اعتزام جهاز المكافحة تنفيذ حزمة من الإجراءات، لتعزيز الرقابة، والحد من انتشار ظاهرة المخدرات في المجتمع الليبي.. وإلى نص الحوار:

• كيف تقيمون حجم وخطورة انتشار المخدرات في ليبيا خلال السنوات الأخيرة؟
قضية المخدرات أصبحت من أكبر المعضلات التي تواجه المجتمع الليبي، إذ تزداد خطورتها بفعل أنماط الاستهلاك الحديثة ووسائل الاتصال التي يسهل من خلالها الترويج والتداول.

– للاطلاع على العدد «517» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وقد امتدت آثارها لتصبح سببا مباشرا في انتشار الجرائم الخطيرة، فضلا عن كونها من أخطر الآفات الصحية والنفسية والاجتماعية التي تقوض مقومات المجتمع، بالإضافة إلى ارتباطها الوثيق بالمنظمات الإجرامية وغسل الأموال وشبكات الإرهاب.

• ما أبرز أنواع المخدرات التي يجرى ضبطها حاليا داخل البلاد؟
من أبرز الأنواع التي يجرى ضبطها داخل ليبيا حاليًا مخدر الحشيش، ومخدر الكوكايين، والأقراص المُصنعة بطرق غير نظامية، مثل الإكستاسي، وكذلك الأقراص الطبية المخدرة، مثل لاريكا وترامادول وسوبيتكس، إلى جانب بعض العقاقير الأخرى التي تُستخدم بطرق غير قانونية.

• ما خطط الجهاز خلال المرحلة المقبلة لتعزيز الرقابة والحد من انتشار المخدرات؟
يعتزم الجهاز تنفيذ حزمة من الإجراءات، لتعزيز الرقابة، والحد من انتشار الظاهرة، من أبرزها: إحكام الضوابط على الحركة عبر نقاط الدخول الرسمية، وتدعيم الرقابة على الحدود برا وبحرا وجوا، وتطوير أسلوب التسليم المراقب لمتابعة الشبكات الإجرامية. كذلك تدريب الكوادر على أحدث أساليب التحري، وتشديد الرقابة على البريد الدولي والعقاقير المخدرة والمؤثرات العقلية، ومراقبة السلائف الكيميائية المستخدمة في التصنيع غير المشروع.

هذا بالإضافة إلى تطوير التشريعات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية داخليا، وإنشاء وحدات متخصصة لتتبع الصفقات غير المشروعة عبر الإنترنت، وتطوير نظم المراقبة والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، لمكافحة الظاهرة بشكل شامل.

• ما خطة المواجهة أمنيا واجتماعيا التي تركز عليها الإدارة؟
تركز الإدارة على محور التوعية كخط دفاع أساسي من خلال: تنفيذ برامج موجهة للطلاب في المدارس والجامعات باستخدام تقنيات تفاعلية حديثة، وإشراك الأسر في ورش عمل، لتعليمها أساليب الاكتشاف المبكر والتعامل مع الحالات، والتعاون مع المؤسسات التعليمية والدينية والرياضية والثقافية والصحية والأهلية، لنشر رسائل توعوية، وترسيخ ثقافة مجتمعية مضادة للمخدرات.

• ما أهداف ندوات التوعية في المدارس؟ وهل تحقق أهدافها؟
تهدف هذه الندوات إلى أهداف عدة، منها تعزيز الوعي بمخاطر المخدرات عبر تثقيف الطلاب والمعلمين والاختصاصيين، وتنظيم محاضرات تفاعلية للوقاية ومنع انتشار المخدرات في المؤسسات التعليمية، وأيضا تنفيذ برامج التدخل المبكر، لتحديد الطلاب المعرضين للخطر، والتعامل معهم باحترافية.

– للاطلاع على العدد «517» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

هذا بالإضافة إلى بناء مناعة نفسية واجتماعية لدى الطلاب ضد الضغوط والانحراف، وقياس الأثر المستمر لتلك البرامج، لتطويرها وتحسين فعاليتها.

• ماذا عن طلاب الجامعات والخريجين كفئة مستهدفة؟
نولي هذه الفئة اهتماما خاصا عبر إقامة حملات توعوية دائمة، لشرح العواقب الصحية والاجتماعية والقانونية لتعاطي المخدرات، وكذلك توفير خط ساخن سري ومجاني لتقديم الاستشارات، وأيضا إجراء استبيانات دورية لقياس فاعلية البرامج التوعوية. كما نعمل على تنفيذ برامج لإرشاد الخريجين حول كيفية إدارة الضغوط النفسية والمالية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي، لمواجهة ضغط الأقران، وعدم الانجراف وراء الحلول الوهمية.

وأؤكد أن مواجهة المخدرات تتطلب تكاتف الجهود الأمنية والمجتمعية، وأن الحرب على هذه الآفة لا يمكن كسبها إلا من خلال نشر الوعي، وبناء ثقافة وطنية تحصّن الشباب ضد الإدمان، وتُسهم في حماية مستقبل ليبيا من خطر يهدد أجيالها واقتصادها وأمنها القومي.

مضبوطات من المخدرات. (أرشيفية: الإنترنت)

إحصائية خاصة بجهاز مكافحة المخدرات. (بوابة الوسط)

إحصائية خاصة بجهاز مكافحة المخدرات. (بوابة الوسط)