سكان غزة بعد العودة إلى بيوتهم.. الحياة وسط الأنقاض

سكان غزة بعد العودة إلى بيوتهم.. الحياة وسط الأنقاض
القاهرة – بوابة الوسط الخميس 16 أكتوبر 2025, 08:02 مساء
لم يجد الفلسطينيون العائدون إلى مدينة غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار سوى الركام، واضطر كثير منهم لنصب خيامهم على أنقاض منازلهم المدمرة، في مدينة أخفى القصف الإسرائيلي معالم أجزاء واسعة منها. تحدثت وكالة «فرانس برس» مع عدد من سكان غزة بعد عودتهم إلى منازلهم، ولم يكن الوضع سهلًا بل غاية في الصعوبة.
عادت أم رامي إلى حيّ الكرامة في شمال غرب المدينة بعد نزوحها مع العائلة لمنطقة المواصي في جنوب القطاع، بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار بين «إسرائيل» وحركة «حماس» قبل أيام، بعد حرب دامية استمرّت سنتين.
وتقول: «الحياة صعبة جدًا، لا أعرف كم سنصمد، لا يمكنني التوقف عن التفكير»، معربة عن أملها بأن يُسمح لسكان القطاع المدمّر بإدخال «خيام على الأقلّ».
مظاهر الحياة معدومة
وعلى غرار أم رامي وعائلتها، عاد عشرات الآلاف إلى مناطقهم في الأيام الماضية، إلا أن مظاهر الحياة ما زالت معدومة في هذه المدينة الساحلية المنكوبة التي دُمرّت بنيتها التحتية بالكامل.
في شمال غرب المدينة التي كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملياتها العسكرية فيها خلال الأسابيع الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، تبدو الطرق خالية محاطة على الجانبين بأبنية متضرّرة أو مدمّرة تمامًا.
وتروي أم رامي: «كنت أنظر نحو الشرق ولا أشاهد شيئًا على امتداد البصر، كنت مذهولة، المناطق ممسوحة تمامًا، لا يوجد مبانٍ في منطقة النفق، وحيّ الشيخ رضوان مقلوب رأسًا على عقب».
وتقول: «كاد قلبي أن يتوقف حين رأيت البيت، نزحنا للجنوب بداية الحرب وعدنا للعيش في منزلنا رغم أنه كان مدمّرًا جزئيًا، لم نغادره إلا حين سقطت القذائف على العمارة المجاورة». وتضيف بحسرة: «الأمل الوحيد الذي كان متبقيًا لنا، دمّروه بالكامل».
النوم في الشارع
في حي النصر المجاور، وجد حسام ماجد منزل عائلته قد سوّي بالأرض بعد عودته للمدينة فور إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
ويقول: «كدت أفقد وعيي حين رأيت البيت، لم يمرّ شهر على نزوحنا منه للجنوب، كان البيت يضمّ عشرات النازحين، هربنا حين اقتربت الدبابات».
أصبحت العمارة المكوّنة من عدة طوابق كومة من الركام، لكن حسام نجح بجمع بعض المقتنيات، من بينها برميل مياه كبير وقطع أثاث.
ويقول: «نقوم بحراسة المكان، اللصوص يسرقون كل شيء، وقد ينصب أحدهم خيمة أمام المنزل فلا نتمكن حتى من العيش على ركام منزلنا».
لم تعد كل عائلته من جنوب غزّة بعد، بل عاد هو «لتجهيز المكان ونصب خيمة لاستقبالهم»، لكنه يضيف: «الوضع صعب هنا لا حياة في المدينة بعد، حتى الطعام أغلى هنا من الجنوب لأنه غير متوفر، لا كهرباء، لا ماء، ولا إنترنت».
– تحذيرات دولية من مخاطر الألغام في غزة
– بالفرح والدموع.. استقبال الأسرى المحررين في خان يونس
– الأمم المتحدة: تكلفة إعادة إعمار غزة تقدر بـ70 مليار دولار.. وهناك 55 مليون طن من الأنقاض
ويضطر حسام ماجد ومن هم إلى جواره إلى المشي كيلومترين ونصف كيلومتر لملء عبوات الماء.
على غرار آلاف العائدين، لم يجد أحمد صبيح «أثرًا لمنزل أو سقف أو أي شيء». ويقول فيما يتأهب لتجهيز خيمة وحمام: «من لم يمت بالقصف سيموت بجلطة قلبية من القهر».
ويقول مصطفى محرم الذي وجد أيضًا منزل عائلته المكوّن من ثلاثة طوابق مدمّرًا في غزة، إنه نصب خيمة لعائلته بجوار منزلهم المدمّر، مضيفًا: «لا يوجد مياه للشرب، ولا حتى مياه مالحة، لا يوجد شيء من مقومات الحياة الأساسية هنا». ويتابع: «ذهب كل شيء. تحوّل كلّ شيء رمادًا، لا يمكن العيش هنا».