تحوّل سياسي في الشرق الأوسط: حماس تقبل بأجزاء من خطة ترامب
في خطوة غير متوقعة، أعلنت حركة حماس عن قبولها أجزاء من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يمثل تحولًا جذريًا في موقفها السياسي. تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه المنطقة من آثار الحرب المستمرة، حيث تسعى حماس لإعادة ترتيب أوراقها أمام المجتمع الدولي وتحميل إسرائيل مسؤولية استمرار النزاع.
خلال الأشهر الماضية، شهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً وإنسانياً. ورغم الضغوطات الدولية لوقف إطلاق النار، قررت حماس الانتقال من موقف المقاومة إلى دور اللاعب السياسي القادر على التفاوض دون التخلي عن ثوابتها. ففي بيانها الأخير، اقترحت حماس إنهاء الحرب، وإنسحاب القوات الإسرائيلية، وتبادل الإفراج عن الرهائن، مما يعكس تحولها إلى قوى سياسية براغماتية.
يُعتبر هذا التطور استجابة استراتيجية لتغيرات القوة في الصراع، وأقرت حماس بجوانب معينة من الخطة بما في ذلك التفاوض على إطلاق الرهائن المتواجدين لديها مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، في خطوة تعزز موقفها كطرف سياسي رئيسي. ولكن، تبقى شروطها مرنة، مع دعوة لتحقيق “المزيد من المحادثات”.
في سياق مماثل، تشير التقارير إلى أن المجتمع الدولي بدأ يتجه نحو إعادة تقييم موقفه من حماس، بعد أن كانت تُعتبر “عقبة أمام السلام”. يبدو أن تل أبيب تحت ضغط كبير من حلفائها الغربيين لتبرير استمرار الحرب في ظل استعداد حماس للتهدئة، مما يعكس تحولًا في موازين القوى في المنطقة.
يتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول مستقبل إدارة قطاع غزة، حيث قد تواجه حماس تحديات معقدة في الحفاظ على سلطة سياسية فاعلة، بينما تتزايد الضغوط الدولية. كل هذه الديناميات تشير إلى تغيرات محتملة في كيفية إدارة الصراع، مما يفتح المجال لمفاوضات قد تكون أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.