بدأت وحدات من الجيش السوري، الأربعاء، انسحابها من محافظة السويداء جنوب البلاد، تنفيذًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قيادات الطائفة الدرزية وزعماء محليين.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع السورية أن عملية الانسحاب تجري بالتوازي مع انتشار لقوات الأمن الداخلي في المدينة، في حين تعرقل الغارات الإسرائيلية المتواصلة سرعة تنفيذ الانسحاب الكامل، بحسب ما أفاد به مراسل قناة روسيا اليوم نقلًا عن مصادر مطلعة.
اتفاق على وقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار
وأعلنت وزارة الداخلية السورية أنه “وفي إطار السعي لاستعادة الأمن والاستقرار في محافظة السويداء، وتأكيدًا على التزام الدولة السورية بحقوق جميع مواطنيها، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
كما أكد التلفزيون الرسمي السوري أن اتفاقًا وشيكًا يتم التفاوض عليه بين سوريا وإسرائيل بوساطة أمريكية لإنهاء التوتر في الجنوب.
الولايات المتحدة ترحب وتدعو لسحب القوات
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة السورية إلى سحب قواتها من السويداء للمساعدة في خفض التصعيد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “ندعو الحكومة السورية إلى الانسحاب من المحافظة لإتاحة المجال أمام التهدئة والتسوية السياسية”.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن “خطوات محددة تم الاتفاق عليها ستؤدي إلى إنهاء الأزمة الليلة”.
إسرائيل ترفض الحشود العسكرية قرب حدودها
وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الرئيس السوري أحمد الشرع، يستعد للإعلان عن وقف إطلاق النار وسحب القوات من المنطقة الجنوبية.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الجيش السوري خالف التفاهمات المسبقة بدخول السويداء بأسلحة ثقيلة، في حين كان الاتفاق يقضي بعدم إدخال مثل هذه التجهيزات، وأضاف مسؤول عسكري إسرائيلي أن “تل أبيب لن تسمح بأي حشود عسكرية قرب حدودها الجنوبية”.
وشهدت محافظة السويداء خلال الأيام الأخيرة مواجهات بين الجيش السوري من جهة، وفصائل محلية وعشائرية من جهة أخرى، أسفرت عن مقتـل أكثر من 300 شخص.
وتدخلت شخصيات دينية واجتماعية من أبناء الطائفة الدرزية للتوسط من أجل وقف القتال، ما أثمر عن الاتفاق الذي يجري تنفيذه تدريجيًا.